مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
لم تعد السّيدات اللبنانيات تعشن واقعهنّ كما كُنَّ عليه في السّابق، فبِتْنَ تترحّمن على أيّام الجمال والمُستحضرات التجميلية التي بات سعرها بالدّولار، لاسيّما تلك التي تتميّز بجودتها العالية، التي تتناسب مع بشرتها.
المكياج بات مكلفًا.. والحلول موجودة
المسؤولة في أحد محال بيع مستحضرات التّجميل، تفيد بأنّ الأزمة الاقتصادية ساهمت في استغناء العديد من السيدات عن المستحضرات التجميلية ذات الجودة العالية، وباتت تعتمد على تلك المحليّة، أو مستحضرات التجميل التقليدية.
وتؤكد في حديثها لموقع "الأفضل نيوز"، بأنّ السيدات تعتمدن على شراء البضاعة الرّخيصة، مواكبةً للوضع الاقتصادي الصّعب.
وتفيد بأنّ أرباحها ازدادت في الكثير من الأحيان، لأنّها باتت تعتمد على الزبائن ذات الطبقة الوسطى أو الغنية. وتقول: شراء مستحضرات التجميل ولو كانت باهظة الثمن، أفضل بكثير من الذهاب إلى صالونات التجميل ودفع مبالغ تتراوح ما بين الـ30 والـ100 دولار وأحيانًا أكثر، حسب حجم واسم المحلّ.
وتشير سينتيا، وهي زبونة "دوّيمة" في الصالونات، وتؤكّد بأنّها اليوم تقوم بوضع المكياج بنفسها، لتدّخر القليل من المال، ولو كانت المناسبة كبيرة مثل العرس أو الخطوبة.
الأمر فقط يتطلب مشاركتها في دورة تدريبية، لتتعلّم فيها أبرز الإرشادات التي تخوّل أي امرأة عادية بالاعتماد على نفسها، وترتيب وجهها وتزيينه.
والموضوع لا يقتصر فقط على المكياج، بل أيضًا على تسريحات الشّعر، فالموضوع نفسه.
تسعيرة تصفيف الشّعر تُحدّد حسب المزاج
في حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، يقول نقيب أصحاب صالونات التزيين النسائي أكرم رضوان، بأنّ مهنتنا هي مهنة حرّة حرفية، واليوم التسعيرة ليست موحّدة. فالتسعيرة تختلف حسب اسمه، وخبرته وتكاليفه. ونحنُ كنّا في الأساس وقبل الأزمة، لا نسعّر تسعيرة واحدة، باستثناء بعض المزيّنين الذين يتّفقون فيما بينهم على تسعيرة واحدة.
وللأسف، مشكلتنا الأساسية اليوم، لا نقابات تراقب ولا وزارة الاقتصاد تلاحق ولا الدّولة تساعد هذا القطاع للنهوض. لذلك، كلٌ منّا يغنّي على ليلاه وبحسب مزاجه يحدّد التسعيرة. أحيانًا تكون قصّة الشّعر بـ10 دولار وأحيانًا كثيرة بـ30 دولار. ٠لذلك، تنظيم المهنة بات صعبًا جدًا الآن.
ويقول: في الأيام الطبيعية، وأثناء الزيارات والنشاطات والندوات والاحتفالات، حتّى أيام الشوبينغ، لم تكن المرأة اللبنانية مهملة بتاتًا. بل كانت تخرج من منزلها بأبهى حلّتها.
اليوم الوضع اختلف. فمع أزمة الدّولار والوضع الأمني الصعب، لم تعد أولويات المرأة كالسابق، لأنّ همومها ازدادت. لذلك يمكنا أن نستنتج أن ذوق المرأة اللبنانية اختلف، وتراجع أكان من ناحية اللباس أو الشعر أو المكياج.
حتّى المناسبات قلَّت، وحجمها خفّ وباتت السّيدة تعتمد أكثر على نفسها وترتّب نفسها في المنزل وتقتصد في لباسها.
الأعراس قلّت
حتّى الأعراس قلّت وعدد المدعوّين تقلص والبساطة أصبحت سيّدة الموقف في الترتيب والتزيين والهندام، على حدّ تعبيره.
واليوم، بالنسبة للغلاء الفاحش الذي يواجه البلاد، أصبحت الصالونات تستغلّ المناسبات في الشهرين الأساسيين، مثل شهري تمّوز وآب، لأنّ كل أيام السّنة هم في شبه البطالة المقنّعة.
التجميل والمهن الفنية في تراجعٍ مستمر وليس العكس
يفيد رضوان بأنّ التجميل وجميع المهن الفنّية، تراجعت مواكبةً الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي الصعب. ونحن نتأثر بالكثير من العوامل. عندما تخفّ المهرجانات والاحتفالات والأعراس، يخفّ عمل المزيّن وهنا تزيد أسعاره بطبيعة الحال، ليعوّض عمّا مضى.
والمهنة تراجعت كثيرًا، بعد أن كان لكل 20 مزيّن لبناني سفراتهم الخاصّة إلى فرنسا وايطاليا واسبانيا، أمّا اليوم بات الحصول على الفيزا أمرًا صعبًا، ما عدا تكاليف السّفر والفندق..الخ
وبعد أن كانت المرأة تعطي الـ26% من وقتها لجمالها، باتت اليوم تركّز على مأكل ومشرب أولادها لتركّز على الـ10% مما تبقّى من ترتيبها وهندامها.