د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
بعد النتائج غير المشجعة في الدورة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية وتقدم التجمع الوطني في الأرقام، تَشكلَ تحالفٌ جزئي بين معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعض الأحزاب اليسارية بهدف توقيف هذا التقدم الذي ستحسمه نتائج الدورة الثانية من الانتخابات اليوم- الأحد.
هذا التحالف الذي اعتبره البعض هجينًا شكَّل في مضمونه بعض المؤشرات الإيجابية خاصة على مستوى إمكانية تأثير الانسحابات التي حصلت على مسار النتائج النهائية.
مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء أجرى دراسة خاصة للمقاعد التي يتم التنافس عليها والتي يبلغ عددها ٥٠٢ مقعد من أصل ٥٧٧ مقعدًا حُسم ٧٥ منها من الدور الأول.
لا شك أنَّ تقدم معسكر أقصى اليمين (التجمع الوطني) في الدور الأول شكل صدمة كبيرة نظرًا لحصده قرابة ٩ مليون وأربعمئة ألف صوت، لكن طبيعة قانون الانتخابات الذي يعتمد الدائرة الفردية في الانتخابات البرلمانية الفرنسية يحتم عدم الإسراع في الحكم على النتائج قبل صدور النتائج النهائية في الدور الثاني.
انطلاقًا من بعض ما تمت دراسته في التحالفات التي أنجزت لتجنب انتصار التجمع الوطني استنتجنا ما يلي:
١- قد تساهم عملية انسحاب مرشحين من تحالف اليسار إلى خفض منافسة التجمع الوطني على قرابة ١٠٠ مقعد وتعزيز دور باقي القوى السياسية وتحديدًا معسكر الرئيس الفرنسي في حصد مقاعد إضافية.
٢- قد تساهم عملية انسحاب مرشحين من معسكر الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون لصالح مرشحي تحالف اليسار إلى ضرب حظوظ ٦٣ مرشحًا من التجمع الوطني.
انطلاقًا مما تقدم تعتبر المنافسة شديدة بعد التفاهم الذي حصل في مواجهة التجمع الوطني الذي سيخوض معركة فيها من التفاؤل أكثر من الأرقام، لأن التزام الجماهير التي صوتت للقوى المتحالفة قد يؤدي إلى قلب النتائج في لغة الأرقام ليقضي على التفاؤل الذي نشره تقدم التجمع الوطني.
بالعودة إلى لغة الأرقام، فقد أتت دراسة مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء بنتائج غير مشجعة للتجمع الوطني الذي قد يصل عدد مقاعده النهائية إلى ١٠٠ مقعد فقط، فيما تعطيه بعض الإحصاءات أكثر من ١٥٠ مقعدًا.
أما السؤال الأهم اليوم يتمحور حول من سيتصدر الترتيب بين الكتل النيابية بحيث أشارت الدراسة التي أجراها الدكتور زكريا حمودان إلى تصدر تحالف اليسار للكتل البرلمانية بعدد مقاعد قد يتجاوز ال٢٠٠ مقعد فيما سيكتفي معسكر الرئيس الفرنسي بقرابة ١٥٠ مقعدًا.
هذه الأرقام التي نستعرضها ترتكز على مدى التزام الجماهير في التحالفات التي عُقدت بين الجولتين الأولى والثانية، والتي ستتضح نتائجها خلال الساعات الأخيرة من اليوم -الأحد.