عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
لم تنتهِ بعد مفاعيل التصريح الذي أطلقه من بيروت مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير حسام زكي، معلناً أن "مجلس الجامعة" أزال حزب الله عن تصنيف التنظيمات الإرهابية. كلام زكي جاء بمعرض توفير مناخات إيجابية كي تدخل الجامعة العربية طرفاً مفاوضاً مع حزب الله في ما له صلة بجنوب لبنان أو قطاع غزة، بعد إدراك هذه الأخيرة أن الحزب بات طرفاً مقرراً.
وفي هذا الصدد علم "الافضل نيوز" من مصادر دبلوماسية وأخرى سياسية في بيروت، أن القرار جاء من خلفية إعادة التنسيق بين الجامعة العربية وحزب الله. وفي مرحلة ثانية ستقوم "الجامعة" بشطب بعض وسائل الإعلام التابع للحزب والتي أدرجتها على قائمة حظر الأقمار الاصطناعية، مما يعني احتمال عودة "قناة المنار" للبث الفضائي عبر قمر نايل سات.
عملياً نظر حزب الله إلى الإعلان أحادي الجانب باحترام لكن بتحفّظ بعض الشيء، على اعتبار أنه يجب استكماله بمسار قانوني يصدر على شكل قرار بالتصويت من جانب الأعضاء.
غير أن خلفيات الإعلان هي التي بقيت مدار جدل واسع أخذت بعض اللبنانيين إلى طرح أسئلة واستفسارات على حلفائهم لمعرفة خلفية القرار وأسبابه، وهل هو قرار عام يشمل جميع الدول أم أنه محصور بفئة معينة. كذلك كان محل جدل لاسيما في شأن التأثير الخليجي على الإعلان ومدى صحة موافقة دول "مجلس التعاون". فصحيح أن الجامعة أزالت من قواميسها توصيف الحزب كإرهابي منذ قمة جدّة في المملكة العربية السعودية عام 2023 حيث لم ترد في بيانات القمة تلك أي عبارة حول ذكر الحزب بهذه الصفة. هكذا أوحي أن القرار جاء من خلفية سعودية، وهو ما ألمحت إليه المصادر على أنه مسألة "داخلية تخص المسائل الإدارية داخل مجلس الجامعة العربية" ملمحة إلى أنه لا يعني بأي وجه أنه قرارٌ يلزم "مجلس التعاون الخليجي" بشيء، مع الإشارة إلى أن هذا الأخير مدرج الحزب على لوائح الإرهاب خاصته.
وفي حالة التعمق بخلفيات القرار، يتضح أنه محصور إذاً بمجلس الجامعة، المتأثر عادة بتوجيهات الحكومة المصرية أو يخضع لتأثير السياسة المصرية. من هنا يفهم أن القرار عبارة عن "قبّة باط" مصرية تم تنسيقها مع دول معينة، وترتبط بمصالح مصرية بالدرجة الأولى. إذ أن مصر الراغبة في توسيع علاقاتها أو تأثيرها على مسرح الأحداث اللبناني، كانت تجد مشكلة حيوية في مناقشة الحزب المصنف على أنه قوة تأثير سياسي لبناني كبيرة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر قد تجد مصر، دوراً مهماً لحزب الله، لاسيما مع حركة حماس، بخاصة وأن مصر تطرح في المستقبل القريب على أنه راعٍ لأي اتفاق محتمل حول قطاع غزة.
عملياً تقرأ المصادر بقرار "مجلس الجامعة" أنه إيجابي ويعطي حيزاً لدول عديدة لمفاتحة الحزب في ملفات تعنيها أو تعني المنطقة ككل. لكن يجدر من أجل توسيع أو قوننته بشكل أفضل، أن يصدر كقرار عن المجلس الوزاري العربي، صاحب الصلاحية الأساس، والذي عاد إليه في الأساس إدراج الحزب على قوائم الإرهاب، والذي يستطيع تمرير اقتراح قرار التعديل عبره نحو أي قمة عربية تعقد قريباً. فهل أن الأمور وصلت مع حزب الله إلى مستوى نزعه كلياً عن القوائم أو للموضوع صلة؟