جو لحود - خاصّ الأفضل نيوز
يصحّ في لبنان واللبنانيين المثل الشعبي القائل " تي تي تي تي متل ما رحتي متل ما جيتي"، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أنّ كلّ المحاولات التي تقودها أطراف لبنانية أو غير لبنانية بهدف إخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة باءت بالفشل، وعلى ما يبدو سيكون مصير بعض المحاولات الحالية التي تأتي في السياق نفسه مشابهًا لكلّ ما سبق.
وفي هذا السياق، يتحدّث مصدر مطلع ل " الأفضل نيوز" مشيرًا إلى أنّ " ما أدلى به نواب المعارضة في تقديمهم لخطتهم الرئاسية لا يحمل أي شيء جديد، فكل الأفكار الواردة في مؤتمرهم الصحافي، سبق وتم التعبير عنها في غير مناسبة، لاسيما في البيانات الكثيرة التي تصدر عن رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع".
وأضاف: "ما سيعيق حركة نواب المعارضة، هو ليس الحرب في جنوب لبنان، وليس رغبة " حزب الله" في عدم الخوض في نقاشات سياسية في ظل الحرب الدائرة في غزة، إنما الأسباب نفسها التي أعاقت حركة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان و"الخماسية" وغيرها من المبادرات الداخلية، وهذه الأسباب متمثلة في جوهر واحد وهو رغبة البعض في لبنان في إقفال الباب أمام أي حلّ عن طريق الحوار، وذلك ل "غاية في نفس يعقوب".
واعتبر المصدر عينه أنّ "هناك نقطتين أساسيّتين في السيناريو الأول الذي طرحه نواب المعارضة.
النقطة الأولى، هي عقد الحوار من دون دعوة وبالتالي من دون إدارة له، وهنا يمكن القول: إن أردت أن تطاع أطلب المستطاع، فهذا النوع من الطلبات أو التمنيات بات يعلم الجميع أنه مرفوض من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كرّر في أكثر من مناسبة أن لا حوار من دون الجميع ولا حوار في مجلس النواب لا يدعو إليه رئيسه.
أما النقطة الثانية، فهي متمثلة في التزام كل المشاركين في الحوار، الذهاب إلى دورات انتخابية وتأمين النصاب من دون تسجيل أيّ انسحاب، وهنا مخالفة دستورية، تقع في صلب التنصل من أحكام "الطائف" الذي منح النواب حق الخروج من الجلسات الانتخابية وعدم تأمين النصاب".
في المحصلة، قد تأتي الردود على مبادرة نواب المعارضة وقد لا تأتي، لكن، ووفقًا للتجربة يبدو أن اللبنانيين أمام جولة جديدة من مضيعة الوقت أو الهروب إلى الأمام.