محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
يمكن القول إن المفاوضات الجادة حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار تنطلق اليوم -الأربعاء في الدوحة، فبعد عودة رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي رونين بار إلى تل أبيب أمس، بعد زيارة إلى القاهرة استمرت يومين، كجزء من التمهيد للمفاوضات، سيتوجه الرجل برفقة المسؤول عن ملف الأسرى الإسرائيليين من قبل جيش العدو الجنرال في الاحتياط نيتسان ألون، ورئيس الموساد ديفيد برنياع إلى قطر، لعقد لقاء رباعي، بمشاركة مدير "سي آي إي" وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
من جهة حركة حماس يواصل خليل الحية ترؤس الوفد المفاوض، وستبدأ مفاوضات الصفقة بكل جوانبها، بظل وجود تفاؤل حذر في إسرائيل، وأكثر حذرا في فلسطين والمحور، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لأن المسألة بحسب مصادر سياسية متابعة لا تتعلق فقط بالمقترح وتبعاته، بل متشعبة إلى الكثير من الملفات، خاصة تلك الإسرائيلية الداخلية ووضعية رئيس حكومة العدو نتنياهو.
بحسب مسؤولين فلسطينيين فإن الحركة ستقارب التفاوض بروح إيجابية ولكنها لا تثق بنوايا نتنياهو الذي يحاول كلما تحقق التقدم أن يختلق شروطاً جديدة آخرها كان ما يتعلق ببناء جداء تحت الأرض وفوقها بين غزة ومصر لمنع تهريب السلاح، كما وضع فيتو إسرائيلي على 100 أسير فلسطيني من بينهم قادة كبار في حركات المقاومة الفلسطينية.
من المعروف أن مصير الصفقة يؤثر على نتنياهو شخصيا وعلى حكومته، بظل الخلافات الكبيرة بين أركان الحكومة والخلاف بين اليمين المتطرف السياسي وقيادة الجيش الإسرائيلي، وبحسب المصادر فإنه بالرغم من التنازلات التي كانت حركة حماس قد ذهبت إلى تقديمها، في الآونة الأخيرة لتسهيل العودة إلى طاولة التفاوض لأسباب سبق وأن تحدثنا عنها وتتعلق بالرغبة بوقف الحرب بظل الإدارة الأميركية الحالية، كي لا تتفلت الأمور بانتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، إلا أنه لا يمكن التسليم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وارد الموافقة على صفقة في المرحلة الحالية، في ظل الضغوط التي يتعرض لها من قبل الائتلاف الحكومي.
بالتزامن، لا يمكن تجاهل معطى أساسي يكمن بأن نتنياهو يراهن على الزيارة التي سيقوم بها إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث من المقرر أن يكون له خطاب أمام أعضاء الكونغرس، وهو ما يدفع إلى السؤال عن مصلحته في إعطاء الرئيس الحالي جو بايدن ورقة من هذا النوع تتعلق بإنهاء الحرب أو الوصول إلى صفقة تبادل تُعيد الأميركيين المحتجزين لدى حركة حماس، في ظل الرهان المعروف على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
من حيث المبدأ، وبحسب المصادر فإنه بالرغم من كل الأجواء الإيجابية التي يتم التداول بها، لا تزال مصلحة نتنياهو الشخصية تكمن باستمرار الحرب، ومن المرجح أن تؤكده نتيجة جولة المفاوضات الحالية، إلا إذا نجح الضغط الأميركي الكبير من جهة، وضغط المعارضة الإسرائيلية من جهة أخرى، والتي تعمل على محاولة تأمين المظلة لنتنياهو وحكومته بحال وافق على الصفقة وخرج اليمين منها، وضغط الجبهات، بدفع نتنياهو إلى الموافقة.
بحسب المصادر فإن المرحلة الراهنة دقيقة للغاية، فمحور المقاومة متفق على تسهيل التفاوض من جهة، وتصعيد الموقف بقوة بحال فشله.