ميشال نصر- خاصّ الأفضل نيوز
بمواكبة من دولة حكومة تصريف الأعمال، على إيقاع هدير المقاتلات الإسرائيلية أنجز استحقاق امتحانات البكالوريا، وبمباركة من رجل الفاتيكان الثاني، انطلق سباق المواجهة الرئاسية بحلته الجديدة ، على وقع اصطفاف سياسي حاد، قد تخلفه الصفقة التي قارب ثنائي عين التينة-ميرنا الشالوحي على إنجازها، بديلا عن الاستحقاق الرئاسي، المعلق إلى أجل غير مسمى، وفقا لمطالعتهما السياسية.
مصادر مواكبة للاتصالات الجارية أشارت إلى أن ثمة حركة دبلوماسية ناشطة بين عواصم القرار لتمرير انتخابات رئاسية في لبنان على قياس معين، بين مرشحين تحديين، بعدما تبين أن محور المقاومة ليس في وارد التنازل عن ترشيح رئيس تيار المردة، وبالتالي ما يوجب على المعارضة خوض المعركة بمرشح مواجهة أيضا، سقفه وثيقة بكركي غير المعلنة رسميا، وإن كشف مضمونها البطريرك الماروني في عظات الأحد، من جهة، والمواصفات التي ذكرها أمين سر الفاتيكان.
ووفقا للمصادر فإن المواصفات تتقاطع وتلخص بالتالي:
-غير مؤمن بتحالف الأقليات، ما يعني عمليا عدم اصطفافه في أي من المحاور الإقليمية، وهو ما يتطابق مع مطلب بكركي بالحياد، في أحد أوجهه، كما أنه ينسف نظرية محور الممانعة الذي يقول بحلف مسيحي-شيعي، من منطلق مواجهة المد الأكبر في المنطقة، وقد ازدهرت هذه الفرضية مع انفجار الربيع العربي وبروز الجماعات الإسلامية المتطرفة.
-أن يعمل على تطبيق كامل القرارات الدولية، ما يعني عمليا، القرار ١٩٥٩،الذي يدعو إلى حل ما تبقى من ميليشيات، والمقصود وقتها حزب الله تحديدًا، سحب السلاح الفلسطيني، والأهم إجراء الاستحقاقات الدستورية بأوقاتها عبر رفضه التمديد. أما القرار الثاني، فهو ال١٧٠١، مع ما يعنيه من تغيير للمعادلة السياسية الحكومية، أي البيان الوزاري.
-أن يطبق اتفاق الطائف بكامل مندرجاته، تطبيقا دقيقا، أي إعادة التوازن السياسي المفقود الى البلد، وإسقاط كل ما أنتجه اتفاق الدوحة من معادلات في مقدمتها "الثلث الضامن"، والأهم على هذا الصعيد حسم صيغة الحكم في الفترة القادمة، في وقت ثمة من يتحدث عن سباق بين فرنسا وقطر، لإعداد مؤتمر حوار يبحث صيغة حكم جديدة.
لكن هل يعني ذلك العودة الى تبني ترشيح ميشال معوض؟
ترد المصادر بالقول ليس بالضرورة، العودة الى معوض، إنما بالتأكيد بالمواصفات نفسها، وإن كان لا مانع من تبني شخصية محسوبة على "الخيار الثالث" ، في حال التزامها بالمسلمات "الرسولية" ، التي يستحيل على الأطراف المسيحية التراجع إلى ما دون سقفها.
من هنا جاء طرح اسم "صلاح حنين" كخيار ثالث سيادي، استنادا الى تاريخ عائلته، وإلى مواقفه السياسية واصطفافه طوال الفترة الماضية، أضف الى ذلك قربه من الصرح البطريركي، الذي بادر الى "تسميته"، بعيد زيارة باروليني الى بيروت، وما وضعه من مواصفات.
وتابعت المصادر بأن المطلوب اليوم من يؤمن هذا الضمانات للمسيحيين، بمساعدة دولية، الذين خبروا منذ اتفاق الطائف نتائج كسر التوازنات السياسية في البلد، ذلك أن انتخاب رؤساء من محور المقاومة، أو من "الخيار الثالث" مع الرئيس ميشال سليمان، أدى الى مزيد من الانهيار، وصولا الى سقوط الدولة اللبنانية مفهوما وتطبيقا، وكذلك مؤسساتها، والتي لم يعد بالإمكان إعادة إحيائها، وفقا للنماذج السابقة، فلبنان لم يعد حتى "دولة فاشلة".
وختمت المصادر بأن ثمة مسعى ودفع لمحور المقاومة، بهدف تمرير مرشحه عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، في مقابل هجوم مضاد تقوده عاصمة الكثلكة لمؤازرة الصرح البطريركي لتأمين وصول مرشح يلبي مواصفاتهما، ومن أجل ذلك بدأت الاتصالات مع واشنطن.