محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
بالتزامن مع وجود رئيس حكومة العدو الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو في الولايات المتحدة الأميركية، وفي زيارة تُعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لمسار الحرب في المنطقة، جاءت الحلقة 3 من "الهدهد" لتضيء على هدف واحد هذه المرة، هو قاعدة "رامات دافيد" الجوية، فما هي الرسائل المباشرة وغير المباشرة لهذه الحلقة؟
في السابق عندما نشر حزب الله الحلقة الأولى للهدهد، ومن ثم الحلقة الثانية اختار الحزب إبقاء تاريخ تصوير المشاهد مخفياً، فكان نقاش داخل الكيان حول التاريخ والتوقيت، ولكن في هذه الحلقة كشف الحزب عن التاريخ بشكل مباشر، فكان 23 تموز الجاري، أي يوم الثلاثاء الماضي، لأن توقيت التصوير هذه المرة يُعتبر بنفس أهمية توقيت النشر، تقول مصادر متابعة.
تُشير المصادر عبر "الأفضل نيوز" إلى أنه في السابق كان لتوقيت النشر رسائل مهمة، ففي الحلقة الأولى كان التوقيت يتعلق بتهديد وصل إلى لبنان بخصوص حرب إسرائيليّة واسعة ونيّة العدو توسيع المعركة لتطال كل جنوب لبنان، أما الحلقة الثانية فكان توقيت النشر يتعلق بالجبهة والعودة إلى التفاوض بين حركة حماس والإسرائيليين، أما الحلقة الثالثة فكان توقيت النشر يتعلق بزيارة نتانياهو إلى أميركا، أما توقيت التصوير فكان أهم، ويتعلق بقدرة الحزب على اختراق كل الدفاعات الإسرائيلية في مرحلة مهمة لسببين، الأول هو توقع إسرائيل لهجوم يمنيّ رداً على الهجوم الإسرائيليّ على ميناء الحديدة، والثاني هو تحسب إسرائيل لأي طائرة من طائرات تجسس حزب الله منذ تاريخ نشر الحلقة الأولى للهدهد.
تؤكد المصادر أن طائرة حزب الله تمكّنت من التحليق فوق قاعدة جوية إسرائيليّة هي القاعدة الوحيدة في شمال فلسطين المحتلة، وتبعد عن الحدود اللبنانية حوالي 45 كيلومتراً، ثم عادت أدراجها في عزّ حالة الطوارىء الإسرائيلية، وفي ذلك رسالة أساسية مفادها أن شيئًا لن يتمكّن من حماية الكيان من خطر المسيرات، وذلك بعد أيام قليلة من وصول المسيرة "يافا" إلى تل أبيب.
هذا بما يتعلق بتوقيت النشر وتوقيت التصوير، أما المضمون فإن وقعه على العدو ليس أقل من وقع "فكرة التصوير فوق القاعدة"، فالحزب أظهر أنه يعلم بوضوح تفاصيل القاعدة عسكرياً، وبالتالي هي تُعتبر هدفاً سهلاً وقريباً، لصواريخه المتطورة، ومسيراته أيضاً، وبالتالي فإن الحزب بحال التصعيد قادر على إخراج القاعدة الجوية الوحيدة في شمال فلسطين المحتلة من الخدمة.
لا شكّ أن المحور قرر التصعيد منذ أسبوعين تقريباً عندما بانت نوايا نتانياهو السيئة بما يتعلق بالتفاوض، فكان القرار بالتصعيد من اليمن من خلال مسيرة يافا، ومن ثم العراق وعودة العمليات، وبعده حزب الله وإدخال معادلة جديدة تتعلق بالمدنيين واستهداف مستوطنات جديدة، واليوم بالحلقة الثالثة من الهدهد، وهذا التصعيد بحسب المصادر لا يهدف سوى لدفع الإسرائيليّ إلى القبول بالصفقة وإنهاء الحرب، وهو ما يُفترض أن يتوضح بعد زيارة نتانياهو إلى أميركا بأيّام قليلة.