ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
على طريق الوسيط الرئاسي الأميركي، آموس هوكشتيان، المغرد خارج سرب الأحداث وتطوراتها، ربما لانهامكه "بضبضبة" ما تبقى من أوراق في مكتبه، سار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، آملا بتغيير شيء مما كتب على هامش احتفالات "أولمياد باريس"، المحكوم بهاجس الخريطة الروسية الموعودة سواء بشكل مباشر أو عبر عملاء، باشرت برلين التحرك في مواجهتهم، منذ أسابيع.
فالعالمون ببواطن الأمور، باتوا يتحدثون بحذر عند مقاربة ملف المنطقة وخصوصا، لبنان، إذ يبدو أن دخان لقاءات نتنياهو السياسية، من الكابيتول، إلى فلوريدا، مرورا بالبيت الأبيض، لم يحجب حقيقة المباحثات والمشاورات التي شهدتها غرف وزارة الدفاع الأميركية السرية، بين العسكريين الأميركيين والإسرائيليين، الذين باتوا أكثر قناعة من أي وقت كان، أن الحرب المكتوبة ما عاد ممكن تغيير واقعها.
في هذا الإطار تكشف مصادر، واكبت هذه اللقاءات، عن بعد، أن طهران وحلفاءها ارتكبوا أكثر من فول، ما عزز من تبني الأميركيين لاستراتيجية تل أبيب، متحدثة في هذا الإطار عن مجموعة من المعطيات، أبرزها:
-العملية التي نفذها الحوثيون عبر مسيرة "يافا"، التي لا زال هدفها الحقيقي مجهولا.
-"قبة الباط" الإيرانية التي سمحت للمجموعات العراقية بإعادة استهداف القواعد الأميركية داخل العراق، خصوصا عين الأسد.
-اكتشاف إصبع ديناميت مرمي قرب سور السفارة الأميركية في عوكر، في رسالة هي الثانية من نوعها، في غضون شهر، معروفة الأهداف.
-كشف إعلاميون مقربون من طهران عن وصول أسلحة استراتيجية لحزب الله، من قنابل تحمل رؤوسا كهرومغناطيسية وانشطارية، ما تعتبره واشنطن كسرا للخطوط الحمر وتخطيا لها، حتى دون استعمال تلك الأسلحة.
-رسالة "هدهد٣" التي جاءت بمفعول عكسي هذه المرة، كونها كسرت قواعد الاشتباك، وشكلت خطرا على تواجد المستشارين العسكريين الأميركيين في تلك القاعدة الإسرائيلية، حيث تتمركز غرفة العمليات التي تدير مناورات "جنيفر كوبر" السنوية.
-ظهور الرئيس السوري المفاجئ في موسكو ولقائه الرئيس بوتين، الذي بدا متشائما بالنسبة لمستقبل المنطقة، خصوصا لبنان وسوريا، مصوبا باتجاه دور للجماعات الإرهابية في الباديتيين السورية والعراقية.
هنا لا بد من الحديث عن معلومات أوردتها مصادر دبلوماسية، تحدثت عن اهتمام روسي بمعرفة مدى دقة المعطيات عن وصول أسلحة كاسرة للتوازن من إيران إلى لبنان عبر سوريا، وهو ما نفت دمشق علمها به.
هذا الوضع ترجم وفقا للمراقبين بتحركات عسكرية أميركية غير عادية، من رصد طائرات التجسس والحرب الإلكترونية، المجهزة بأحدث التقنيات ، التي زادت حركتها فوق ومقابل لبنان وسوريا، خلال الأيام الماضية في عملية مسح واضحة لأهداف محددة في مناطق جغرافية معينة، تعجز الطائرات المسيرة الإسرائيلية من رصدها، يضاف إلى ذلك، اقتراب المجموعة البحرية البرمائية الموجودة في المتوسط، من قبالة الشواطئ اللبنانية والإسرائيلية، في وقت تردد أن تعليمات صدرت لمجموعة "فورد"، بأن تكون جاهزة للتحرك، في وقت وضعت فيه قواعد القيادة الأميركية الوسطى بحالة تأهب.
فهل يعني كل ذلك أن الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى؟
قد تكون الإجابة بالتأكيد، مبالغ فيها، ذلك أن بوابة الحل الدبلوماسي لا زالت مفتوحة، من خلال ما سيصدر عن مجلس الأمن نهاية الشهر، بعد "شهادة" ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، التي شرحت الوضع من كل جوانبه، لتخلص إلى أن الحل الوحيد يكمن في التطبيق الجدي للقرار ١٧٠١، وفقا للرؤية الدولية، لا "الفذلكة" اللبنانية، كل ذلك على وقع إعلان الجيش الإسرائيلي جهوزيته الكاملة لتنفيذ مناورة عسكرية كبيرة في لبنان.