حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وزارة الصحة: 3 شهداء في الغارة الإسرائيلية على سيارة على طريق القنيطرة- قضاء صيدا   /   وزير خارجية تركيا: اندماج قسد في الحكومة السورية سيكون في صالح الجميع   /   مراسل “الأفضل نيوز”: قصف مدفعي معادي يستهدف أطراف اللبونة - الناقورة   /   وزير الخارجية السوري: ناقشنا مع الوفد التركي التعاون الاقتصادي والتجاري بعد رفع العقوبات الأميركية وتعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري وعودة اللاجئين   /   الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في بلدة الطيري   /   معلومات للـLBCI: حاكم المصرف المركزي كريم سعيد قدم دعما كبيرا لمشروع قانون الفجوة المالية واعتبر أنّه يحقّق العدالة والإنصاف واصفًا إياه بأنّه أفضل هدية يمكن تقديمها للبنانيين   /   معلومات للـLBCI: الرئيس عون اعتبر أن مشروع قانون الفجوة المالية هو قانون بالغ الأهمية ويشكّل محطة أساسية في مسار الإصلاحات الاقتصادية   /   حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ينضم الى الجلسة   /   الرئاسة السورية: الشرع يبحث مع وفد تركي آخر التطورات الإقليمية   /   وزير الصحة ركان ناصر الدين: لدينا ملاحظات حول قانون الانتظام المالي سوف نطرحها على الطاولة   /   وسائل إعلام رسمية إيرانية: مناورات صاورخية تجري الآن في عدة مدن   /   الوكالة الوطنية للإعلام: 3 شهداء جراء غارة للاحتلال الإسرائيلي على بلدة القنيطرة في قضاء صيدا جنوبي لبنان   /   وزير الدفاع الإسرائيلي: إذاعة الجيش الإسرائيلي تنشر رسائل باعثة على الانقسام   /   وزير الدفاع الإسرائيلي يصدر أمرا بوقف خدمة الجنود في إذاعة الجيش ونقلهم لقطاعات أخرى   /   مصادر وزارية للأفضل TV: مناقشة قانون الفجوة المالية لن تنتهي اليوم وبحاجة إلى جلسة ثانية صباح الغد في السراي الحكومي   /   "العربية": قائد الجيش هيكل سيعلن مطلع كانون الثاني انتهاء أولى مراحل خطة حصر السلاح   /   بدء جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا   /   إصابة ثلاثة أشخاص كانوا داخل السيارة المستهدفة على طريق القنيطرة - عقتنيت   /   هجوم سيبراني يعرقل خدمات البريد في جميع أنحاء فرنسا   /   استهداف سيارة على طريق القنيطرة في قضاء صيدا جنوبي لبنان   /   الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عددا من عناصر حزب الله في منطقة صيدا جنوبي لبنان   /   مراسل الأفضل نيوز: مسيرة معادية تستهدف بلدة القنطرة في قضاء مرجعيون   /   وزير الاعلام بول مرقص للأفضل نيوز: مشروع قانون الفجوة المالية "جيد" وبحاجة إلى تدعيم   /   وزير الاتصالات شارل الحاج قبيل دخوله إلى الجلسة الوزارية: مشروع قانون الفجوة المالية من أهم وأخطر المشاريع وعلينا أن نُسرع ولا نتسرع   /   الرئيس عون يلتقي رئيس الحكومة نواف سلام قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا   /   

ثورة يوليو وفلسطين.. والمقاومة التي وجدت لتبقى

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د.أكرم حمدان -خاصّ "الأفضل نيوز"


لم تكن مصادفة أن ترشح صحيفة "التايمز"البريطانية مطلع القرن الحادي والعشرين كلًّا من القائد التاريخي جمال عبد الناصر والمناضل نيلسون مانديلا  للفوز بلقب "الشخصية العظمى" في العالم، فهذان الزعيمان وما قدماه من تضحيات وتركاه من إرث، لا يُمكن أن يُنسى أو يمر مرور الكرام لدى الأجيال الحية والتي تؤمن بالحرية والعدالة ومواجهة الظلم والعدوان والاحتلال.

 

منذ أيام مرت الذكرى السنوية الثانية والسبعين لثورة 23 يوليو/ تموزالناصرية، وبالتالي لا بد من التوقف أمام هذا الحدث التاريخي الذي غير وجه المنطقة، سيما وأن هذه الذكرى تتزامن مع استمرار حرب الإبادة الوحشية التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وخصوصاً في غزة العزة، وكذلك العدوان الهمجي على أهلنا في جنوب لبنان.

 

إنَّ الحديث عن ثورة 23 يوليو/تموز الناصرية يحتاج إلى مجلدات، لذلك سنحاول التركيز على بعض المحطات المتعلقة بمنجزات هذه الثورة وتركيزها على بوصلة الأمة وقضيتها المركزية (فلسطين) .

 

إن الأمة العربية لن تستعيد عزتها وكرامتها ودورها التقدمي ولن تنتصر على الصهيونية والاستعمار وتستعيد موقعها ومجدها بين الأمم، إلا عندما تسير على نهج وخطى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي قال في أحلك الظروف وفي أصعب أيام الهزيمة:"إن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى ولسوف تبقى حتى تعيد تأسيس وطنها الفلسطيني وحتى يمارس هذا الوطن دوره في النضال الشامل لأمته العربية"،وهو القائل أيضاً بأن الحق بغير القوة ضائع.

 

وكلام عبد الناصر تترجمه هذه الأيام بطولات المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان وجبهات الإسناد في العراق واليمن، وبعد مرور 72 سنة على ثورة 23 يوليو عام 1952، فإن حضور الناصرية وجمال عبد الناصر لا زال ساطعاً في معظم بقاع العرب وبعض دول العالم الثالث، وقد أثبتت كل المرحلة التي تلت وفاة الزعيم ناصر، أن التجارب البديلة عن الناصرية لم تجلب للأمة إلا الدمار والاستعمار والضعف والصراعات البينية، ولا حققت نهوضاً ولا حررت أرضاً.

 

إن عبد الناصر لم يخترع أهداف الثورة في الحرية والعدالة والوحدة العربية بل استلهمها من آمال وأماني الشعب في مصر ودنيا العرب، وأطلق نهج قومية المعركة مع العدو الصهيوني إدراكاً منه بأنه يستهدف كل العرب في كل اقطارهم، ودعا لحشد كل الطاقات العربية من أجل المواجهة والتحرير واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، ولقد أثبتت كل الوقائع صوابية هذا النهج القومي في الصراع، لأن المناهج المنفردة والاتفاقيات الثنائية وأوهام التطبيع وتسليم كل الأوراق للولايات المتحدة الأميركية لم تسترجع أرضاً، ولم تصن حقاً، ولم تحمِ نظاماً، ولم توقف الاغتصاب الصهيوني للأرض الفلسطينية، ولم تحفظ القدس والمسجد الأقصى من محاولات التهويد، ولم تردع الصهاينة عن شنّ حربهم التدميرية على قطاع غزة.

 

إن الوقائع والتجارب تؤكد بأن لا سبيل لخروج الأمة مما هي فيه سوى ذلك السبيل الذي اختطه جمال عبد الناصر، لذلك يجب التمسك بوحدة هذه الأمة وقوتها وتنميتها وبالحرية السياسية والاجتماعية وحماية الوحدات الوطنية داخل كل كيان عربي بعيداً عن الطائفية والاستبداد والتمييز العرقي والثقافي.

 

إن جوهر الاستقلال العربي يكمن في استقلال فلسطين وتحريرها، وما لم يتحقق ذلك فإن كل إنجاز عربي مهدد بالزوال، لذلك ستبقى الناصرية ثورة العرب لتحرير الأرض والإنسان، بمثل ما هي المقاومة الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، واسترداد كل حق سليب.

 

في ذكرى ثورة 23 يوليو، لا بد من التذكير ببعض المنجزات التي حققتها هذه الثورة خلال فترة وجيزة زمنياً وفق مفهوم الثورات والمتغيرات في المجتمعات والدول:

 

سياسيًّا :  التزمت الثورة بالسعي إلى تحقيق الوحدة العربيّة وتم إعلان الجمهوريّة العربيّة المتّحدة عام 1958، وكانت قضيّة فلسطين في صلب المشروع القوميّ العربيّ لجمال عبد الناصر وثورته، حيث إنّها كانت المعيار للعمل الوطنيّ في أيّ بلد عربيّ والمعيار النضاليّ لأيّ جماعة تنشد الحرِّيّة والاستقلال في أيّ مكان من العالم، وقد خاض المعارك والحروب من أجلها، وبنى كل علاقاته الدوليّة على أساسها. 

 

قامت الثورة بمساعدة جميع أحرار العرب، من الجزائر إلى عمان، والعالم الثالث، في أفريقيا وأميركا اللاتينيّة وآسيا، لتحرير بلدانهم من الاستعمار، فتحرّرت عشرات الدول في آسيا وأفريقيا وتحوّل قائد الثورة، جمال عبد الناصر، إلى رمز للقوميّة العربيّة ولأحرار العالم والشعوب التوّاقة إلى التحرُّر والنهوض والتنميّة.

 

دينيًّا، قام عبد الناصر، بتطوير الأزهر إلى جامعة تحتوي على كل العلوم، وأنشأ "إذاعة القرآن الكريم"،وأمر بتسجيل المصحف المرتّل وتوزيعه، وبنى أكثر من عشرة آلاف مسجد في مصر، ما يقارب الذي بُنِيَ خلال 1400 سنة، وجعل تعليم الدين في المدارس إلزاميًّا، وعلامة الدين شرطًا للنجاح. 

 

إن ثورة 23 يوليو أسست لعصر عربي جديد من الحرية والكرامة والاستقلال والخروج من التبعية للمستعمر، وأرست المعادلة التي أطلقها القائد جمال عبد الناصر "ما أُخذ بالقوة لا يُسترَدُّ بغير القوة" والتي أصبحت نهجًا للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني للأرض العربية في فلسطين وفي كل مكان يتعرض للعدوان.