حمل التطبيق

      اخر الاخبار  المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية: الدفاعات الجوية اليمنية نجحت في إسقاط طائرة أميركية نوع MQ 9 في أجواء محافظة مأرب   /   إعلام العدو: الشرطة تقوم باعتقالات في صفوف المتظاهرين في "تل أبيب"   /   واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين: سنواصل العمل لبلوغ اتفاق ما دامت هناك فرصة ولو كانت ضئيلة   /   هيئة البث الصهيونية: قائد القيادة الوسطى الأمريكية يصل غدا إلى "تل أبيب" لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين   /   القناة ١٢ الصهيونية: عائلة الأسيرة القتيلة كرمل غات رفضت استقبال نتنياهو لدى حضوره لتقديم العزاء   /   مراسل الأفضل نيوز في بيروت: سقوط أجزاء من بناية في مخيم شاتيلا في بيروت   /   القناة 12 الصهيونية: التظاهرة الحالية المطالبة "بصفقة الآن" هي الأكبر منذ بداية الحرب وربما في السنتين الأخيرتين   /   إعلام العدو: المتظاهرون بدأوا بقطع طريق ايلون وإشعال الإطارات في شارع بيغن في تل أبيب   /   ترامب: هاريس تشكل خطرا على الديمقراطية الأميركية   /   واشنطن بوست: هدف بايدن بالتوصل لاتفاق في غزة قبل انتهاء ولايته أصبح بعيد المنال   /   واشنطن بوست: إدارة بايدن أرجأت لأجل غير مسمى إعلان خطتها النهائية لصفقة غزة   /   لابيد: يتعين على نتنياهو التوقف عن السياسة وإبرام صفقة   /   الدفاع الروسية: أنظمة الدفاع الجوي دمرت مسيرة أوكرانية فوق أراضي مقاطعة بيلغورود   /   إعلام العدو: أكثر من نصف مليون متظاهر خرجوا إلى الشوارع في كافة أنحاء المدن للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حماس   /   السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات في الجزائر: تمديد الإقتراع في الإنتخابات الرئاسية ساعة إضافية   /   معاريف: المجلس الوزاري الأمني المصغر في "إسرائيل" ينعقد مساء غد   /   "سي إن إن" عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية: نعلم أن وزارة الدفاع والجيش في "إسرائيل" يريدان إنهاء الحرب   /   التحكم المروري: إعادة فتح السير على طريق عام تعلبايا مفرق جديتا بالاتجاهين   /   مدفعية العدو تلقي قذائف ضوئية في أجواء "بركة النقار" عند المدخل الجنوبي لبلدة شبعا   /   هيئة البث الصهيونية عن مصادر: الإدارة الأمريكية تطلق على مقترح الصفقة الذي تتم صياغته الفرصة الأخيرة   /   سموتريتش: علينا شن حرب في ‎لبنان لإعادة السكان ولا اتفاق يستحق الورق الذي سيكتب عليه   /   "سي إن إن" عن مسؤول أميركي: ‎بايدن يشعر أنه وصل إلى خط النهاية مع ‎نتنياهو   /   هيئة عائلات الأسرى الصهاينة: أكثر من 400 ألف شخص يشاركون في مظاهرة تل أبيب   /   "سي إن إن" عن مسؤول أميركي: الأصوات داخل الجيش "الإسرائيلي" لإنهاء الحرب تتزايد   /   سموتريتش: وضعت خطوطا حمراء لا لمحور فيلادلفيا فحسب فالانسحاب من نتساريم خطير جدا   /   

ثورة يوليو وفلسطين.. والمقاومة التي وجدت لتبقى

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د.أكرم حمدان -خاصّ "الأفضل نيوز"


لم تكن مصادفة أن ترشح صحيفة "التايمز"البريطانية مطلع القرن الحادي والعشرين كلًّا من القائد التاريخي جمال عبد الناصر والمناضل نيلسون مانديلا  للفوز بلقب "الشخصية العظمى" في العالم، فهذان الزعيمان وما قدماه من تضحيات وتركاه من إرث، لا يُمكن أن يُنسى أو يمر مرور الكرام لدى الأجيال الحية والتي تؤمن بالحرية والعدالة ومواجهة الظلم والعدوان والاحتلال.

 

منذ أيام مرت الذكرى السنوية الثانية والسبعين لثورة 23 يوليو/ تموزالناصرية، وبالتالي لا بد من التوقف أمام هذا الحدث التاريخي الذي غير وجه المنطقة، سيما وأن هذه الذكرى تتزامن مع استمرار حرب الإبادة الوحشية التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وخصوصاً في غزة العزة، وكذلك العدوان الهمجي على أهلنا في جنوب لبنان.

 

إنَّ الحديث عن ثورة 23 يوليو/تموز الناصرية يحتاج إلى مجلدات، لذلك سنحاول التركيز على بعض المحطات المتعلقة بمنجزات هذه الثورة وتركيزها على بوصلة الأمة وقضيتها المركزية (فلسطين) .

 

إن الأمة العربية لن تستعيد عزتها وكرامتها ودورها التقدمي ولن تنتصر على الصهيونية والاستعمار وتستعيد موقعها ومجدها بين الأمم، إلا عندما تسير على نهج وخطى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي قال في أحلك الظروف وفي أصعب أيام الهزيمة:"إن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى ولسوف تبقى حتى تعيد تأسيس وطنها الفلسطيني وحتى يمارس هذا الوطن دوره في النضال الشامل لأمته العربية"،وهو القائل أيضاً بأن الحق بغير القوة ضائع.

 

وكلام عبد الناصر تترجمه هذه الأيام بطولات المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان وجبهات الإسناد في العراق واليمن، وبعد مرور 72 سنة على ثورة 23 يوليو عام 1952، فإن حضور الناصرية وجمال عبد الناصر لا زال ساطعاً في معظم بقاع العرب وبعض دول العالم الثالث، وقد أثبتت كل المرحلة التي تلت وفاة الزعيم ناصر، أن التجارب البديلة عن الناصرية لم تجلب للأمة إلا الدمار والاستعمار والضعف والصراعات البينية، ولا حققت نهوضاً ولا حررت أرضاً.

 

إن عبد الناصر لم يخترع أهداف الثورة في الحرية والعدالة والوحدة العربية بل استلهمها من آمال وأماني الشعب في مصر ودنيا العرب، وأطلق نهج قومية المعركة مع العدو الصهيوني إدراكاً منه بأنه يستهدف كل العرب في كل اقطارهم، ودعا لحشد كل الطاقات العربية من أجل المواجهة والتحرير واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، ولقد أثبتت كل الوقائع صوابية هذا النهج القومي في الصراع، لأن المناهج المنفردة والاتفاقيات الثنائية وأوهام التطبيع وتسليم كل الأوراق للولايات المتحدة الأميركية لم تسترجع أرضاً، ولم تصن حقاً، ولم تحمِ نظاماً، ولم توقف الاغتصاب الصهيوني للأرض الفلسطينية، ولم تحفظ القدس والمسجد الأقصى من محاولات التهويد، ولم تردع الصهاينة عن شنّ حربهم التدميرية على قطاع غزة.

 

إن الوقائع والتجارب تؤكد بأن لا سبيل لخروج الأمة مما هي فيه سوى ذلك السبيل الذي اختطه جمال عبد الناصر، لذلك يجب التمسك بوحدة هذه الأمة وقوتها وتنميتها وبالحرية السياسية والاجتماعية وحماية الوحدات الوطنية داخل كل كيان عربي بعيداً عن الطائفية والاستبداد والتمييز العرقي والثقافي.

 

إن جوهر الاستقلال العربي يكمن في استقلال فلسطين وتحريرها، وما لم يتحقق ذلك فإن كل إنجاز عربي مهدد بالزوال، لذلك ستبقى الناصرية ثورة العرب لتحرير الأرض والإنسان، بمثل ما هي المقاومة الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، واسترداد كل حق سليب.

 

في ذكرى ثورة 23 يوليو، لا بد من التذكير ببعض المنجزات التي حققتها هذه الثورة خلال فترة وجيزة زمنياً وفق مفهوم الثورات والمتغيرات في المجتمعات والدول:

 

سياسيًّا :  التزمت الثورة بالسعي إلى تحقيق الوحدة العربيّة وتم إعلان الجمهوريّة العربيّة المتّحدة عام 1958، وكانت قضيّة فلسطين في صلب المشروع القوميّ العربيّ لجمال عبد الناصر وثورته، حيث إنّها كانت المعيار للعمل الوطنيّ في أيّ بلد عربيّ والمعيار النضاليّ لأيّ جماعة تنشد الحرِّيّة والاستقلال في أيّ مكان من العالم، وقد خاض المعارك والحروب من أجلها، وبنى كل علاقاته الدوليّة على أساسها. 

 

قامت الثورة بمساعدة جميع أحرار العرب، من الجزائر إلى عمان، والعالم الثالث، في أفريقيا وأميركا اللاتينيّة وآسيا، لتحرير بلدانهم من الاستعمار، فتحرّرت عشرات الدول في آسيا وأفريقيا وتحوّل قائد الثورة، جمال عبد الناصر، إلى رمز للقوميّة العربيّة ولأحرار العالم والشعوب التوّاقة إلى التحرُّر والنهوض والتنميّة.

 

دينيًّا، قام عبد الناصر، بتطوير الأزهر إلى جامعة تحتوي على كل العلوم، وأنشأ "إذاعة القرآن الكريم"،وأمر بتسجيل المصحف المرتّل وتوزيعه، وبنى أكثر من عشرة آلاف مسجد في مصر، ما يقارب الذي بُنِيَ خلال 1400 سنة، وجعل تعليم الدين في المدارس إلزاميًّا، وعلامة الدين شرطًا للنجاح. 

 

إن ثورة 23 يوليو أسست لعصر عربي جديد من الحرية والكرامة والاستقلال والخروج من التبعية للمستعمر، وأرست المعادلة التي أطلقها القائد جمال عبد الناصر "ما أُخذ بالقوة لا يُسترَدُّ بغير القوة" والتي أصبحت نهجًا للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني للأرض العربية في فلسطين وفي كل مكان يتعرض للعدوان.