محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
لم تعتذر صحيفة "تلغراف" البريطانية على مقالها الكاذب عن مطار بيروت والأسلحة والصواريخ الموجودة فيه رغم كل الضرر الذي حاولت التسبب به للبنان وشعب لبنان، فالصحيفة أعلنت يومها دخول الحرب في المنطقة من الباب الإعلامي والوقوف إلى جانب إسرائيل، تمامًا كما تفعل الدولة البريطانية.
ليست التلغراف لوحدها من الإعلام العالمي، صاحب الشهرة الواسعة، التي قررت دخول الحرب ضد شعوب المنطقة إلى جانب العدو الإسرائيلي، فنيويورك تايمز الأميركية سبقتها على ذلك عندما تولّت مهمة تسويق "إرهاب" حركة حماس خلال عملية طوفان الأقصى، وما نقلته عن قتل للأطفال واغتصاب للنساء وقطع للرؤوس، وهو ما "أثار" العالم الغربي ودفع بالرئيس الفرنسي ماكرون على سبيل المثال للدعوة لتشكيل تحالف دولي يحارب حماس كما حارب من قبلها تنظيم "داعش الإرهابي".
هاتان واقعتان لتأكيد ابتعاد الإعلام الغربي "الشهير" عن المهنية والاستقلالية والعمل الصحافي الحقيقي، والانتقال ليكون جندياً في الجيش الإسرائيلي، يسوق له ما يُريد ويحاول تبييض صورته لدى الرأي العام العالمي، وتشويه صورة أعدائه في المنطقة، ومن هنا ندخل إلى ما نقلته "التلغراف" و"النيويورك تايمز" عن حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية.
بعد رواية النيويورك تايمز التي تتحدث عن اغتيال هنية بعبوة زُرعت قبل أشهر في بيت الضيافة التابع للحرس الثوري الإيراني، استكملت "التلغراف"، بحسب مصادر مقربة من محور المقاومة، تسويق الرواية عبر رمي المزيد من الروايات، إذ تقول الصحيفة أن "جهاز الموساد الإسرائيلي وظّف عملاء أمن إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة في المبنى، وأن الخطة الأصلية كانت اغتيال إسماعيل هنية، في أيار الماضي، خلال حضوره جنازة إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق، غير أن العملية لم تتم بسبب الحشود الكبيرة داخل المبنى واحتمالية فشلها العالية".
تنسب التلغراف، ومن قبلها "النيويورك تايمز" ما تقوله إلى مصادر إيرانية، وتُمعن في محاولة إيهام الجمهور أن مشاكل وخلافات كبيرة تعصف بالحرس الثوري جراء العملية، كما أنها تنسب لمسؤول في الحرس الثوري الإسلامي في طهران قوله للصحيفة "هم الآن متأكدون من أن الموساد قام بتوظيف عملاء من وحدة حماية أنصار المهدي"، وهي وحدة تابعة للحرس الثوري مسؤولة عن سلامة كبار المسؤولين.
بحسب المصادر فإن المحاولات الغربية، الرسمية والإعلامية، التي رافقت اغتيال هنية، هدفها إحداث خلل بالعلاقة بين إيران وحماس، والحديث عن خروقات أمنية واسعة وخيانات داخل الحرس الثوري، وهي تشبه حديث بعض الإعلام في لبنان والدول العربية عن "خروقات أمنية" واسعة ضمن قيادة المقاومة في لبنان.
نعم، كان اغتيال اسماعيل هنية في طهران ضربة قوية للأمن الإيراني، ويجب أن تُجرى التحقيقات بشكل واسع وكامل، ويجب أن يتنبه المسؤولون الإيرانيون لما حصل، ومؤخراً نشر الحرس الثوري بعض المعلومات حول التحقيقات، مشيراً إلى أن الاغتيال نفذ بمقذوف يزن رأسه 7.5 كيلوغرامات، أطلقَ من خارج مسكن هنية.
بحسب المصادر لم يكن بالإمكان الاعتماد على أغلب الإعلام الغربي في السابق، ولن يكون بالإمكان الاعتماد عليه اليوم، فهذا الإعلام قرر الانخراط في الحرب، وكل ما ينشره يجب أن يخضع للتحليل والتدقيق قبل تبنيه، علماً أن في لبنان ومنطقتنا من يتبنّى كل ما يقوله هذا الإعلام لأنه يلبي طموحاته المعادية للمقاومة ومشاعره الكارهة لها.

alafdal-news
