ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
السبت الماضي كان السؤال الأساسي، وما تبعه من انتظار لبناني طويل، لاكتشاف ماهية الرد الإسرائيلي، في لعبة عض أصابع وحرق أعصاب، كانت ساحته محصورة بلبنان. أما اليوم وبعد أيام ثمانية انقلب السحر على الساحر وبات العالم بأسره إلى جانب إسرائيل في انتظار رد المقاومة والممانعة بعواصمها، من طهران إلى حارة حريك، مرورا ببغداد وصنعاء، ومعهما دمشق، التي أكد رئيسها بشار الأسد خلال لقائه وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، قبل شهرين، أن بلاده ستدخل الحرب فور دخول إيران، وأن سوريا ستكون إلى جانب المقاومة في الميدان.
وكما كان الرد المتوقع حتميا في المرة الأولى، وجاء من خارج السياق، مدخلا المنطقة معه في مرحلة جديدة من التغييرات لن يكون من السهل تحديد تداعياتها، والتحكم بنتائجها، كذلك الحال اليوم في ظل الحديث عن أهداف حيوية وأسلحة استراتيجية ستستخدم لأول مرة، ما كان السبب في الاستنفار العسكري الأميركي، والهبة الغربية لحماية إسرائيل.
مصادر مواكبة للاتصالات الجارية بين أطراف قوى المقاومة في المنطقة، أشارت إلى أن العملية التي يجري التحضير لها، على أكثر من مستوى وجبهة، تفترض تنسيقا وتحضيرات وتجهيزات من نوع خاص، قد تتطلب بضعة أيام لإنجازها، كي تحقق الغاية منها، كذلك الأمر بالنسبة لاختيار الأهداف حيث الحديث عن مئة هدف تكتب، وخمسون هدفا استراتيجيا وحيويا، جرى تحديد إحداثياتها.
وتكشف المصادر أن النقاشات الطويلة التي خاضها ممثلو قادة فصائل المحور، في اجتماعهم الذي عقدوه بُعيدَ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لبحث كيفية وآلية الرد، خلص إلى التالي:
-إصرار الحرس الثوري الإيراني على أن يكون الرد على اغتيال هنية، إيرانيًّا بامتياز، ومن الأراضي الإيرانية، ذلك أن إسرائيل وجهت ضربة قوية للجمهورية الإسلامية بتنفيذها العملية خلال زيارته لطهران، في وقت بإمكان الموساد اغتياله في أي مكان آخر، وهذا الأمر هو تعرض للهيبة الإيرانية، لا يمكن السكوت عنه، لذلك جاء تأكيد المرشد الأعلى للجمهورية السيد علي خامنئي ليصب في هذا الاتجاه، عندما قال "الرد قادم وسيكون مباشرا".
من هنا، فإن المتوقع استهداف إسرائيل بصليات من الصواريخ الباليستية والمجنحة وأسراب من المسيرات الانقضاضية، من أنواع وعيارات مختلفة عن المرات السابقة، تستهدف قواعد ومقرات استراتيجية، قد يكون منها الكنيست أو مقرات حكومية، مع تحييد للأهداف المدنية.
وقد تحدثت بعض التقارير عن إمكان مشاركة السفن الحربية الإيرانية المنتشرة في العملية.
-تأكيد حزب الله على أن رده ينقسم إلى قسمين، انطلاقا من أن عملية اغتيال القائد الجهادي قد تمت في الضاحية الجنوبية، حيث المعادلة واضحة، الضاحية مقابل تل أبيب، أما المعادلة الثانية، فهي مدنيون مقابل مدنيين، ذلك أن الغارة التي جاءت اعتداء على السيادة اللبنانية، أدت إلى سقوط شهداء وجرحى مدنيون وإلى أضرار مادية في ممتلكات مدنية.
عليه فإن ردَّ حزب الله يختلف بطبيعته وأهدافه، استنادا لما سبق من تصريحات أدلى بها الأمين العام السيد حسن نصر الله، كما أن الاستراتيجية الأساس خلف أي رد هي عدم السماح لإسرائيل بإرساء قواعد اشتباك جديدة لن يكون على الحزب موازنتها لاحقا.
من هنا يمكن تفسير كلام السيد نصرالله وقراره بالانتقال من مرحلة الإسناد إلى مرحلة جديدة، عنوانها توسيع رقعة المعركة، جغرافيا، مع ما يعنيه ذلك من إدخال أسلحة جديدة.
-فصائل المقاومة المختلفة، المنتشرة في العراق وسوريا، واليمن والتي تعرضت بدورها لضربات جوية، فقد أوكل إليها الاستمرار بلعب دورها كجبهات إسناد، وتفعيل عملياتها ورفع نسبتها، الا ان مهمتها الأبرز تبقى في توجيه الضربات للقواعد العسكرية الأميركية في سوريا والعراق، ولسفن واشنطن في البحر الأحمر، خصوصا أن ثمة تسليم لدى أطراف المحور بأن الولايات المتحدة الأميركية شريك أساسي في تلك العمليات، من خلال تقديمها كل أنواع الدعم لإسرائيل، فضلا عن تشكيلها تحالفا دوليا هدفه الدفاع عن إسرائيل.
مع الإشارة هنا إلى أن كلًّا من السيد الخامنئي والسيد نصرالله قد ألمحا إلى أن الرد سيطال أميركا، دون تسميتها، إنما بالوكالة عبر الحلفاء نظرا لمقتضيات المعركة في اللحظة الحالية، ولعدم الرغبة في كسر كل قواعد الاشتباك وأخذ المنطقة إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن خارج التوقيت الملائم.
عليه، ردُّ المحور سيكون منسقا لا موحدا، وسكرة إسرائيل ستنتهي وستاتي الفكرة، حيث سيكون عليها أن تتلقى الرد وترضخ له كي لا تنزلق إلى الحرب. ولكن ماذا لو كانت تريدها وتسعى إليها؟

alafdal-news
