حمل التطبيق

      اخر الاخبار  فوج الأشغال في الجيش اللبناني قام في الأيام الماضية بتنظيف الطرق الرئيسة من مخلفات الاحتلال   /   وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يجري مباحثات موسعة مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع   /   هاشم: الاتصالات مستمرّة ولكن صورة المرشّح النهائية لم تتبلور بعد والجلسة مستمرّة في موعدها الا اذا طرأ طارئ   /   النائب قاسم هاشم للـLBCI: جلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني على موعدها ولا جديد حتى اليوم رغم كل ما يقال من تكهنات وتحليلات   /   خارجية إيران: الهجوم الأميركي - البريطاني على اليمن هو عدوان وجريمة حرب   /   الإليزيه: تشكيلة حكومة فرانسوا بايرو لن يتم الإعلان عنها قبل الساعة 18:00 من اليوم بسبب يوم الحداد الوطني دعماً لمايوت   /   الإليزيه: الحكومة الفرنسية الجديدة ستُعلن قبل حلول مساء الإثنين   /   "الحدث": وفد روسي في طهران للقاء الرئيس الإيراني   /   الخارجية الإيرانية: الجميع بالمنطقة يؤمن بصون سيادة ‎سوريا ووحدة أراضيها وتحديد شعبها مصيرها دون تدخل أجنبي   /   الخارجية الإيرانية: الجميع بالمنطقة يؤمن بصون سيادة ‎سوريا ووحدة أراضيها وتحديد شعبها مصيرها دون تدخل أجنبي   /   قائد الجيش: رغم كلّ الإمكانات الضئيلة بقي الجيش صامداً في مراكزه وحافظ على المدنيين وسنكمل مهمتنا لأننا مؤمنون بما نقوم به   /   قائد الجيش من الجنوب: الجيش لم يتقاعس يوماً في مهماته ونحن امام امتحان صعب   /   الخارجية الإيرانية: ليس لدينا اتصال مباشر مع الجهة الحاكمة في سوريا حاليا   /   الخارجية الإيرانية: ليس لدينا اتصال مباشر مع الجهة الحاكمة في سوريا حاليا   /   ميقاتي مخاطباً العسكريين: اتطلع في وجوهكم واشعر بالفخر لانني اشعر بمعنوياتكم العالية واصراركم على الدفاع عن الارض رغم كل الصعوبات   /   ميقاتي من ثكنة الجيش في مرجعيون: سنعقد اجتماعا مع اللجنة التي تشرف على وقف اطلاق النار وأمامنا مهام كثيرة أبرزها انسحاب العدو من كل الاراضي التي توغل فيها   /   انتشال 40 شهيداً على الأقل من جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع   /   الوكالة الوطنية: العدو أقفل طريق بنت جبيل - مارون الراس بالسواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية   /   هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة: على كل المواطنين المطالبة بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تعيد جميع المختطفين   /   الوكالة الوطنية للاعلام: تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من كانون الثاني المقبل   /   بلدية شبعا: مزارع شبعا هي جزء لا يتجزأ من الأراضي اللبنانية وهذا موقف واضح وصريح يعبر عنه الشعب اللبناني بكل أطيافه ومكوناته   /   "يديعوت أحرونوت": الجيش الإسرائيلي يقيم معسكرات على جبل حرمون السوري قبل بداية العاصفة الثلجية   /   الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم العروب شمال الخليل   /   كوريا الجنوبية: 1100 جندي كوري شمالي قتلوا أو أصيبوا في حرب أوكرانيا   /   سي إن إن عن جيك سوليفان: أطلعنا فريق الرئيس المنتخب ترمب على مخاطر إمكانية حصول ‎إيران على سلاح نووي   /   

بين خطاب موسى الصدر وخطاب "الكتائب": نظام ممزّق و"الرتق" مستحيل

تلقى أبرز الأخبار عبر :


محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز 

 

ربما "استحى" المجلس السياسي لحزب الكتائب، وهذا مستبعد، أن يقول "نرفض استقبال الشيعة -كل الشيعة، في مناطق لبنانية تضم طوائف مختلفة قلقاً من الحرب"، فاكتفى بالتلميح من خلال القول: "إن النازحين من كل لبنان هم أبناء الوطن ومرحب بهم في كل المناطق وهذا أمر لا يحتاج إلى مزايدات أو منَة، إلا أن حزب الكتائب يرفض تحويل كل المناطق اللبنانية إلى دروع بشرية وبؤر مواجهات ومنصات صواريخ خدمة لحرب يرفضها معظم اللبنانيين"، وبالتالي إن أزلنا "عبارات الشعر" يكون الموقف واضحاً، وهو أن "حزب الكتائب" يعتبر إسرائيل عدواً للشيعة فقط، ونزوح هذه الفئة إلى مناطق جديدة يجعل تلك المناطق عرضة للاستهداف.

 

غريب هذه الحقد الذي يحمله حزب الكتائب للطائفة الشيعية، وللأمانة هو ليس وحده، فخلال هذه الحرب "ذاب ثلج العيش المشترك، وبان مرج الحقد الطائفي"، فالمعركة في لبنان لم تكن يوماً سياسية ولن تكون بوجود هذا الشعور الطائفي الذي دفع اللبنانيون ثمنه دماء وحياة ومستقبلًا.

 

من مسجد الصفا، في 2 تموز 1975 خرج الإمام موسى الصدر بخطاب تاريخي قال فيه: "إن أبناء دير الأحمر والقاع وشليفا هم أبنائي كأبناء عرسال والعين واليمونة والهرمل ودار الواسعة، إنكم جميعًا مدعوون اليوم للقيام بالخطوة التاريخية وللتسامي على كل الصغائر، بل على كل أمر عدا المصلحة الوطنية الكبرى وحفظ حقوق الجار لعلّ الله يفرِّج على الوطن ويرحمنا، وإنني أقول لكم أخيرًا، إن كل طلقة تُطلق على دير الأحمر أو القاع أو شليفا... إنما تُطلق على بيتي وعلى قلبي وعلى أولادي، وأن كل فرد يساعد على تخفيف التوتر أو إطفاء النيران، إنما يساهم في إبعاد النار عني وعن بيتي وعن محرابي ومنبري".

 

نضع اليوم خطاب موسى الصدر مقابل خطاب حزب الكتائب ومن يلتقي معه من أحزاب وسياسيين ووسائل إعلام قررت إعلان المواجهة بشكل واضح وصريح مع فئة من اللبنانيين، علماً أن هؤلاء كانوا أبرز لاعبي الحرب الأهلية التي هتكت عرض الطوائف وأرواح اللبنانيين، ولكن الخطر الحقيقي لهذا الخطاب العدائي سيظهر في المستقبل.

 

خلال أشهر الحرب الطويلة تكشّفت حقيقة المجتمع اللبناني، فهناك فئة تعادي إسرائيل، وهناك فئة لا ترى بإسرائيل عدواً للبنان إنما عدو للفئة التي تُعاديه، وإلا كيف يمكن تفسير موقف الكتائب الداعي لإنشاء مطار ثان في لبنان، وهل هذه الدعوة تأتي نتيجة الحاجة اللوجستية لوجود مطار آخر، وهي قابلة للنقاش وحتى التأييد، أم أنها نتيجة اقتناع الكتائب اللبنانية ومن مثلها بأن تهديد إسرائيل لمطار بيروت الدولي يأتي نتيجة الدعايات بسيطرة حزب الله عليه، أو بسبب وقوعه ضمن نطاق جغرافي "شيعي" إلى حدّ ما.

 

يغيب عن بال الكتائب أن إسرائيل التي اعتدت على مطار بيروت عام 1968 لم تقم بذلك بسبب حزب الله، ولا الشيعة الذين كانوا لا يزالون في طور البحث عن "مرقد عنزة" ضمن النظام اللبناني، كما يغيب عن بال الكتائب أن الإجرام الإسرائيلي لا يتعلق بفئة لبنانية، كما لا يتعلق بطائفة، فمن يبصق عليهم المستوطنون في فلسطين المحتلة هم من المسيحيين أيضاً، إلا بحال كانت الكتائب لا تزال تعيش في ثمانينات القرن الماضي.

 

هذا الخطاب الحاد بوجه فئة من اللبنانيين سيجعل المستقبل اللبناني في مهب الريح، لأن الحقد يتغذى ويكبُر، وسيصل إلى مكان ينفجر فيه، فماذا لو قررت هذه الفئة التي يطالبها حزب الكتائب اليوم أن "تموت" لأن أحزابها قررت مواجهة إسرائيل وتدافع عن غزة، أن تنتفض، وماذا عن مرحلة ما بعد وضع الحرب أوزارها، كيف يمكن حتى التفكير ببناء وطن؟

 

هذه أسئلة مشروعة، فالخطاب اليوم بحدّته وحقده، تخطّى ربما خطاب الحرب الأهلية، فمن يتحمّل المسؤولية، علماً أننا هنا لا نحاول التقليل من حجم الخلافات اللبنانية والكره المتبادل بين الجميع، فاليوم هناك من يقول إننا نعيش في ظل شيعية سياسية أوصلت النظرة إلى الشيعة إلى هذا المكان، وهذا موضوع أيضاً قابل للنقاش الموضوعي، حيث هناك نقاط تُسجل "للشيعية السياسية" ونقاط تُسجل عليها، ولكن ألا يعني كل هذا الذي نعيشه أن النظام اللبناني بات ممزقاً إلى درجة استحالة رتقه؟