عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
عاد الملف الرئاسي إلى دائرة الضوء بعد إقامة طويلة في الظل، فرضتها من جهة تطورات الحرب في غزة والجنوب ومن جهة أخرى الإجازة الصيفية لعدد من سفراء اللجنة الخماسية التي جرى "تلزيمها" ورشة ملء الشغور المتمادي في بعبدا.
ومع إصرار كل من الرئيس نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على التمسك بمقاربته لمعالجة المأزق الرئاسي، كما اتضح من خطابيهما أخيرًا، فإن الأنظار تتجه مجدّدًا إلى الخارج لتبيان ما يمكن أن يؤول إليه "الاجتماع التنشيطي" بين المستشار السعودي نزار العلولا والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في حضور السفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري، خصوصًا أن الحوار الداخلي حول الرئاسة مقطوع بفعل "ممانعة" قوى المعارضة له، ما استدعى وجود "وسطاء" بين اللبنانيين!
وفي الانتظار، كشف أحد النواب المطلعين أمام قريبين منه بأن لديه انطباعًا شخصيًّا قد يكون مخالفًا لرأي كثيرين، وهو أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يقترب من الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولو بوتيرة بطيئة.
ووفق تقدير هذا النائب، فإن أي تسوية كبرى تحصل في الخارج ستكون لصالح فرنجية وليس العكس، وبالتالي ستقلص المسافة الفاصلة بين بنشعي وبعبدا، مرجحًا بأن العرض الأخير الذي سيقدم إلى فريق المعارضة في لحظة الحقيقة سيكون على الشكل الآتي: "رئيس للجمهورية قريب من 8 آذار ورئيس للحكومة قريب مما كان يُعرف ب 14 آذار وإلا قد تخسرون الاثنين معًا."
ويلفت النائب إياه، وهو من الناشطين على كل الخطوط السياسية، إلى أن توقيت انتخاب الرئيس بات مرتبطًا بنضوج التسوية التي لا تزال موضع أخذ ورد بين الأميركيين والإيرانيين عبر الأقنية الدبلوماسية غير المباشرة، مُنبّهًا إلى أن فشل مشروع التسوية سيفاقم تعقيدات الاستحقاق الرئاسي.
وضمن سياق تحضير الأرضية المحلية لسيناربو انتخاب فرنجية، إذا ارتفعت أسهمه في لحظة تقاطع دولي - محلي، يكشف النائب نفسه أن هناك نوابًا مدّوا خيوطًا تحت الطاولة مع الفريق الداعم لفرنجية تحسبًا لكل الاحتمالات.
كذلك، يلفت النائب إلى أن النواب الأربعة الذين خرجوا من التيار الوطني الحر، بالإقالة أو الاستقالة، هم أقرب إلى فرنجية من أي اسم آخر، خصوصًا أن أيًّا منهم ليس من منطقة الشمال ولا يملك أي حساسية شخصية في هذا المنحى، موضحًا أن هؤلاء قد يشكّلون كتلة من شأنها أن تزيد رصيد فرنجية في الحساب الرئاسي وتعزز أوراقه، في انتظار أن تفك التسوية المحتملة شيفرة بوابة قصر بعبدا.