محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
ضجّ الرأي العام يوم الثلاثاء بالأخبار القاسية والمفاجئة، من ملف العميل محمد شعيتو وما يحتويه الملف من نقاط حساسة، إلى توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، إلى خبر العثور على جثة الشاب اللبناني المغدور شربل حدشيتي عند مفرق بلدة بشامون أمام مدخل شركة صناعية مهجورة منذ فترة.
أخبار كثيرة بمعطيات قليلة، يُظهر شكل التعاطي معها، في أي بلد نعيش، ومع أي أناس نتواجد، والتركيز سيكون على حادثة العثور على جثة حدشيتي الذي يبلغ من العمر 29 عاماً.
فور انتشار الخبر، وبعد أقل من ساعة تقريباً، نشرت إحدى الصفحات الإعلامية خبراً يتحدث عن الجريمة والمجرم، فتم نشر الاسم الكامل للقاتل "المفترض"، وقيل أن سبب الجريمة هو علاقة عاطفية تجمع المغدور بفتاة درزية ملتزمة دينياً، وأن القاتل هو أحد أقاربها، وينتمي إلى حزب طلال أرسلان.
صدمت هذه المعلومات الرأي العام، وحاول البعض عن سابق تصور وتصميم اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي، وتم تصوير الدروز على أنهم يذبحون كل من يرتبط ببناتهم عاطفيًّا، واستعيدت حادثة بيصور الشهيرة، وتم تحقير طائفة بأكملها، بكل ناسها، وتم اتهام طلال أرسلان شخصياً بالجريمة، وبعضهم من المؤثرين والإعلاميين والسياسيين تحدثوا عن "محور الشر والقتل" الذي ينتمي حزب أرسلان إليه، بمعنى أن هؤلاء وصلوا بخيالهم الجامح حدّ اتهام "المقاومة" بالجريمة.
بحسب مصادر أمنية معنية فإن الجريمة لم تنفذ بواسطة السكين، مستغربة كيف تحول عنوان "الذبح" إلى "ترند مرافق للجريمة، كاشفة أن القتل تم بواسطة بندقية صيد، ورصاصة واحدة حسب تقرير الطبيب الشرعي. وتُشير المصادر عبر "الأفضل" إلى أن عائلة المغدور أكدت عدم وجود علاقة عاطفية بين ابنها وأي فتاة درزية، حتى أنهم تحدثوا عن علاقة رسمية تجمع المغدور بفتاة مسيحية، وبالتالي تبقى كلّ الأخبار التي رافقت الجريمة بسياق الإشاعات التي لم يتم تأكيدها، وهو ما سيكون من مهام الأجهزة الأمنية التي تعمل على حل الجريمة ومتابعة ملابساتها.
تسلّمت شعبة المعلومات ملف الجريمة للقيام بالمقتضى القانوني، وتؤكد المصادر أن المخابرات عندما تبدأ عملها لا تلغي أي نظرية ولا تعمل لتأكيد أي نظرية تنتشر في الإعلام، إنما هي تنطلق من الوقائع والأدلة القائمة أمامها، والتي تُربط بكل حركة الهواتف وكاميرات المراقبة، ثم تسعى للوصول إلى القاتل ومن ثم تعمل لاكتشاف دوافع الجريمة.
بحسب المصادر لا يمكن الجزم حتى اللحظة بأي تفصيل من تفاصيل الجريمة التي وقعت بعد ظهر يوم الثلاثاء، ولكن من المفيد التأكيد على أن كل الروايات التي انتشرت على وسائل التواصل هدفها بثّ الفتنة لا العثور على الحقيقة، مشيرة إلى وجود غرف سوداء تعمل على تحويل كل حدث إلى فتنة، وخطر هذه الغرف يكاد يكون أكبر من خطر القاتل، لأن القاتل يقتل مواطناً، أما هذه الغرف فتسعى لبث فتن تقتل الوطن بأكمله.