كريستال النوّار - خاصّ الأفضل نيوز
شكّل توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة على ذمة التحقيق بتهم تتعلّق بغسل الأموال والاحتيال والاختلاس، مفاجأة كبيرة، وأثار تساؤلاتٍ عن توقيت هذا القرار. فبعد بقائه في منصبه لسنواتٍ عدّة رغم الشّبهات، سقطت المظلّة عنه... فماذا بعد ذلك؟
الملفّ لم ينتهِ، إذ جاءت "قنبلة مدويّة" منذ أيّام على لسان وزير الداخليّة السّابق مروان شربل الذي قال: "على رياض سلامة البوح بكلّ الأسرار الماليّة وأتمنّى ألا يُقتل في سجنه. هناك خطرٌ على حياته وعليه أن يقول الحقيقة وألا يقبل بأن يكون كبش محرقة". إذاً، حياة سلامة في خطر، وهذا طبيعيّ بالنّسبة لشخصٍ شغل منصباً مهمًّا لمدّةٍ طويلة، ومليئاً بالسريّة والمعلومات التي قد "تخرب بيوت" العديد من المسؤولين الكبار.
تُشير مصادر أمنيّة في هذا الإطار، مُعلّقةً على ما يقوله شربل، إلى أنّ "هذه المعلومات خطيرة ويجب التوقّف عندها. أولاً لأنّه وزير داخلية سابق وكان مسؤولاً عن الأجهزة الأمنيّة، واليوم هو موجود كمسؤول، وكان رئيس الأجهزة الأمنيّة بما فيها قوى الأمن الداخلي، حيث يتمّ توقيف سلامة".
وتُضيف المصادر، في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، أنّ هذا الكلام يدلّ على مخاوف من وجود خطر على حياة سلامة حتّى في السّجن، مع العلم أنّ حماية السلامة في السّجن من مسؤوليّة القوى الأمنيّة، وبالتّالي إذا حصل أيّ شيء غير مرغوب به، قد يكون بسبب وجود تواطؤ أمني في الموضوع، وهذا كلام كبير وخطير جداً".
وتُتابع المصادر: أتصوّر أنّ الأجهزة الأمنيّة وتحديداً فرع المعلومات الموجود لديه سلامة، هو المسؤول عن أمنه وحمايته ولا أعتقد أنّ أحداً قد يتمكّن من إحداث خرق لإيذاء سلامة أو اغتياله أو تصفيته داخل السّجن، وإلا نكون أمام مؤامرة كبيرة جدًّا، فيها "قطع رؤوس"، لأنّ الكلام الذي يُقال "منّو لعبة". أمّا إذا أُخلي سبيل سلامة ولا سمح الله تعرّض لأيّ حادث أمني في الخارج ولم تكن لديه حماية أمنيّة، فعندها يكون الوضع مختلفاً. ولكنّ الكلام عن أنّ حياته بخطر داخل السّجن فهذا كلام كبير وكأنّنا نقرّ بوجود مؤامرة.
كما تُشدّد المصادر الأمنيّة على أنّ "المطلوب ألا يمرّ هذا الكلام من دون توضيحات مُناسبة، خصوصاً أنّ الأجهزة الأمنيّة تُصبح مسؤوليّتها أكبر عندما يكون شخصٌ بهذه الأهمية موقوفاً عندها. ويُمكن أن نذكر أنّ في السّجن نفسه حيث يوجد سلامة، أوقفت سابقاً شخصيات بارزة مثل هانيبال القذافي، ولم يتعرّض لأيّ خطر وأيّ أذى. وأعتقد أنّ كلام الوزير شربل استنتاجيّ أكثر ممّا هو مبنيّ على معلومات".
وترى المصادر أنّ "رياض سلامة يمتلك كلّ أسرار المال ويُمكنه أن يكشف أوراقه عندما يحين الوقت. وصحيح أنّه كان يدفع الأموال من البنك المركزي لكنّه كان يُنفّذ سياسات الحكومة وكلّ المنظومة الفاسدة التي أفقرت اللبنانيّين".
فما مصير سلامة؟ وهل يكون "كبش محرقة" ويسقط في الفخّ الكبير من دون إبراز أيّ معلومات مهمّة قد تُساعد اللبنانيّين في "حربهم" ضدّ هذه المنظومة؟!