كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
تقترب الحرب الإسرائيليّة التّدميريّة على غزّة من عامها الأوّل، ولم تتوقّف بالرّغم من قرارات دوليّة، تطالب العدوَّ الإسرائيليَّ بوقفها، والالتزام بما صدر عن المحكمة الجنائية الدولية، التي جرّمت قادة العدوِّ، وفي مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي كان توجه المحكمة إصدار قرار بتوقيفه.
ومع استمرار حرب الإبادةِ الجماعيّةِ على سكان غزة، فإن المواجهة العسكريّة بين "حزبِ اللّه" والعدوِّ الإسرائيليِّ لن تتوقف، وربطها "حزب اللّه" بغزة، وهذا ما تبلغه الموفدون الذين حضروا إلى لبنان، لا سيما الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، الذي حضر لفك ارتباط ما يجري في الجنوبِ مع غزة، وتقديم ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلّةِ، لكن جواب لبنان، كان بالرفض، لجهة وقف القتال جنوبًا، قبل أن تتوقف الحرب في غزة، وتأمين الاستقرار لشمال فلسطين المحتلّةِ، وعودة المستوطنينَ النازحينَ إليها، وبلغ عددهم حوالي المئة ألف، إضافة إلى الشلل الاقتصادي وتعطيل المدارس، وما لحق من أضرار جسيمة في المنازل والمؤسسات الاقتصاديّة، التي توقفت أعمالها.
والوضع في الجنوبِ، هو نقطة البحث الثابت والدائم مع رئيس مجلس النّواب نبيه برّي، والذي سبق له وخاض المفاوضاتِ حول وقف الحرب الإسرائيليّة على لبنان صيف ٢٠٠٦، وأفشل ما طلبه العدوُّ الإسرائيليُّ وحلفاؤه الأميركيّون والبريطانيون بنشر قوات دوليّة عند الحدود في الجنوبِ، تحت الفصل السابع، وتوسيع انتشارها إلى الحدودِ مع سوريا، لكن الطلب الإسرائيليَّ رُفض وصدر القرار ١٧٠١ الحالي.
فالرئيس برّي أبلغ الموفد الأميركي، أن يذهب إلى إسرائيل لتوقف الحرب في غزة، فيعود وتكون جبهة الجنوبِ قد هدأت، لكنه عاد لأن بلاده لم تفرض على رئيس حكومة العدوِّ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو، وقف الحرب وتنفيذ ما تعهد به إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قدم مبادرة لوقف الحرب وأعلنَ موافقة "إسرائيل" عليها، فتجاوبت معها حركة "حماس"، لكن العدوَّ الإسرائيليَّ تنكر لها، وذهب إلى التصعيدِ العسكري وتنفيذ عمليات اغتيالٍ طالت رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في طهران، والقائد الجهادي في "حزبِ اللّه" فؤاد شكر، مما ترك المنطقة أمام احتمال الوصول إلى حرب إقليميّة.
أمام هذا الوضع، يؤكد الرئيس برّي أمام زوّاره، بأنَّ الحرب مستمرّة في غزّة، وهي لن تتوقف في الجنوبِ خصوصًا، لا سيما منطقة الحدود مع فلسطين المحتلة، طالما الحرب مستمرّة على غزّة، وهذا ما دفع بقيادتي "حزب اللّه" وحركة "أمل" إلى رفع الجهوزية القتالية لدى الطّرفين، وزيادة التنسيق في إدارة العمليّات العسكريّة بينهما، وهذا ما ترك ساحة الجنوبِ واحدة عسكريًّا، مع مشاركة قوى حزبيّة أخرى كالحزب السّوري القوميِّ الاجتماعيّ و"الجماعة الإسلامية"، وسقط شهداء لهما، كما أن حركة "أمل"، فلم تبخل في تقديم الشهداء والجرحى كما يقول برّي، لأن فلسطين كانت قضية مركزية لدى الإمام السيد موسى الصدر، الذي أسّس "أفواج المقاومةِ اللبنانيّة" (أمل).
ويكشف الرئيس برّي أمام زوّاره، بأنَّ العدوَّ الإسرائيليَّ إذا ما أقدم على توسيع الحرب، فإنّه سيلاقي مقاومة لم يشهدها في فترات سابقة، مذكّرًا بما حدث في أثناء الغزو الصهيوني للبنان صيف ١٩٨٢، وكيف استبسل مقاتلو حركة "أمل" في مواجهة الاحتلالِ الإسرائيليِّ في خلدة وعند تخوم العاصمة بيروت، أو في داخلها عندما احتلها الجيش الإسرائيليّ، الذي خرج هاربًا منها، بفعل عمليات المقاومةِ.
ويتوقع الرئيس برّي، أن لا يُقدم العدوُّ الإسرائيليُّ على مغامرة عسكريّة في لبنان، لأنها ستكون مكلفة له، فإذا فعلها فسيدفع الثّمن.