عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
خلال الأيام الماضية تعمد العدو الإسرائيلي إغراق وسائل الإعلام لاسيما العبرية منها بكم كبير من المعطيات التي تشير إلى اتجاهه لتوسيع المعركة في جنوب لبنان. من الواضح هنا أن بنيامين نتنياهو يريد إبلاغ رسائل إلى حزب الله.
يعتقد بنيامين نتنياهو أن وساطة عاموس هوكشتاين الذي يزور تل أبيب الآن باءت بالفشل، ولم يستطع الرجل التوصل إلى اتفاق مع لبنان يفضي إلى خلق ترتيبات أمنية معينة على الحدود بما يشمل انسحاب حزب الله نحو شمالي الليطاني.
لذلك بات يعتبر الآن أنه المولج تحقيق تلك الترتيبات من خلال توسيع العملية العسكرية شمالاً.
في أوساط الإسرائيلين ثمة يقين من أن اقتصار المعركة على القصف من الجو واستهداف نقاط معينة للمقاومة أو تنفيذ اغتيالات تطال المقاومين لا تفضي إلى تحقيق تغييرات نوعية على الأرض، ولا بد من عمل بري معين، كان واسعا أو محدوداً.
المشكلة ما زالت موجودة بأن الجيش الإسرائيلي الذي هو صاحب القرار أو التأثير السياسي على القرار بالمناسبة، ما زال في حالة من عدم اليقين في شأن مدى تحقيقه لإنجاز نوعي من خلال عملية برية ولذلك لا يقدم تصورات واضحة حول مدى اندفاعه إلى دخول بري على الرغم من الأصوات المرتفعة لبعض الجنرالات.
يحاول بنيامين نتنياهو ممارسة ضغوطات معينة على الإدارة الديمقراطية لفرض اتفاق معين على لبنان يفضي إلى ترتييات.
وبحسب المعلومات، يفكر الإسرائيليون بدفع جبهة الجنوب إلى تطور عسكري أكبر يؤدي إلى تدخل الأمم المتحدة ومن ثم مجلس الأمن فيصار إلى إصدار قرار دولي جديد مختلف عن القرار ١٧٠١. عودة لا بدء يحتاج هكذا قرار إلى تدخل بري واضح لفرضه.
العصابة الدينية الحاكمة في إسرائيل اليوم تعتبر أنه في الواجب إعادة احتلال جنوب لبنان كونه يشكل امتدادا طبيعيا للجليل الأعلى، وهذا يتم عبر إخراج حزب الله، لذلك أخذ العدو منذ زمن يطرح دعوات ونظريات لها علاقة بإخلاء جنوب الليطاني مسافة ١٠ كلم، وهو يعلم جيداً أن الإخلاء المقصود به إخلاء مدنيا وعسكريا، لكن تبقى مشكلة في كيفية إقناع الجيش الإسرائيلي أو بشكل أوضح إقناع الجنرالات الذي يشكلون أساسا في أي قرار مماثل.
تطوير المعركة شمالا تنظر إليه المقاومة على أنه تعديل في موازين القوى الحاكمة للمشهد منذ الثامن من تشرين الأول وبالتالي لا بد من التعامل مع أي تطور بالمثل. لذلك تقوم المقاومة بإجراءات معينة توحي بأها مستعدة للمضي قدما في المعركة، لاسيما برياً، حيث عبرت من خلال عدة نماذج عن استعدادها لتطوير المعركة في اتجاه خوض اشتباك بري سواء كان ذلك محدودا أو موسعا.
تشكل الجغرافيا بالنسبة إلى العدو عاملا أساسيا، لذلك مثلا يعمل جاهدا على تسوية الحافة الأمامية للجبهة بالأرض معتقداً أنه يكرس معادلة معينة على المقاومة.
هذه الأخيرة باتت ترى أنها تقاتل اليوم لأسباب وجودية في مقابل عدو يسعى إلى معاودة احتلال الأرض، بصرف النظر عن مدى إمكانية تحقيق ذلك من عدمه لكنه يعمل عليه.
باتت المقاومة في وارد تطور المعركة وقد وضعت سيناريوهات افتراضية عديدة من بينها خوض اشتباك بري محدود ضمن الأراضي اللبنانية عند عمد الحافة الأمامية أو الانتقال لمستوى اشتباك بري بصيغة معينة داخل الأراضي المحتلة.