ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
ما أقدمت عليه "إسرائيل" في عمليتها الإرهابية السيبرانية، عبر تفجير آلاف أجهزة الاتصال، هو قمة الإجرام والإرهاب والغدر، وليس هذا بجديد عليها، لقد اعتادت آلتها على الإرهاب والإبادة والمجازر، ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي الصامت عن العدوان الصهيوني على لبنان وجنوبه، وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف.
وحتى اللحظة لم يتجرّأ العدو الصهيوني على الإعلان عن مسؤوليته المباشرة لهذه الجريمة بالرغم من العديد من المصادر الأميركية والإسرائيلية التي أكّدت بأن "إسرائيل" قررت تفجير أجهزة النداء التي يحملها أعضاء "حزب الله" في لبنان وسوريا، خوفاً من أن يتم اكتشاف عمليتها السرية من قبل الحزب، والتي خطط لها العدو لتكون ضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة لمحاولة شل حركة "حزب الله".
أسئلة عديدة يتم طرحها حول معرفة طريقة الاختراق تقنياً وهو ما يتطلب توضيحاً أمنياً علمياً حول طريقة وجغرافية تفجيرها، إذ تمّ اختراق هذه الأجهزة في لبنان وسورية فقط وتمّ تجنيب أماكن أخرى كان من المفترض أن تطالها هذه العملية من مستشفيات ومنظمات صحية ودولية تستخدم هذا النوع من أجهزة النداء.
العدو الإسرائيلي تخطى الخطوط الحمر في حربه الشعواء وأسلوبه الهمجي، ما يعبّر عن رغبة واضحة في توسيع الحرب، لحفظ ماء الوجه لنتياهو الذي يعمل بكل الطرق والوسائل الإجرامية لبقائه في الحكومة منعاً لمعاقبته دولياً، ظناً منه بهذه العملية التي تزامنت مع تعثر المفاوضات في غزة والزلزال في الداخل الإسرائيلي على صعيد التظاهرات والاستقالات والإقالات القسرية العسكرية والأمنية أنه سينجو من العقاب.
قد يظن العدو الإسرائيلي أنه انتصر تقنياً في هذه العملية إلا أنه لم يدرك حتى الآن أن العملية سيقابلها فشل عسكري لأنه من الصعب على "حزب الله" وحلفائه في جبهات الإسناد تقبُّل هذا الإجرام وتأجيل الرد على استهداف 3 آلاف شخص وارتقاء أكثر من 10 شهداء، وبالتالي فشل سياسي مع صمت الإدارة الأميركية التي سارعت إلى التنصل من العملية والحث من جديد على الحلول الدبلوماسية والتفاوض التي أفشلها هذا العدوان الذي تزامن مع الجهود الغربية المستمرة لثني طهران عن الرد على اغتيال هنية ووقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى.
رُبَّ ضارة نافعة، هذا المثل ينطبق على هذه العملية الخطيرة، فـ "حزب الله" سيرفع من درجة اليقظة الأمنية وسيعمل على مراجعة كل منظومته الأمنية وسد الثغرات المحتملة فيها.
العدو الإسرائيلي أشعل فتيل الحرب، وكسر الخطوط الحمر، في اختراقه واعتدائه على العمق اللبناني و"حزب الله" وقدراته، والذي هو اعتداء على كل لبنان وسيتم الرد عليه في توقيته ومكانه، وسيكون مفاجئاً ومرعباً للإسرائيلي الذي ضاق ذرعاً في استعادة نظرية تفوق الردع والقوة التي فقدها في 7 أكتوبر إثر عملية "طوفان الأقصى"، وإنَّ غداً لناظره قريب.