كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
خيّبت "اللّجنة الخماسيّة" آمال اللّبنانيين، في أن تنجز لهم ما هي مُكلّفة به، وهو إجراء انتخابات رئاسة الجمهوريّة، بحثّ مجلس النّواب أن يقوم بها، ولم يفعل بعد ١٢ جلسة انتخاب، منذ عامين، الذي يدخل الشّغور الرّئاسي عامه الثّاني.
"فالخماسيّة" سواء على مستوى الوزراء أو السّفراء الأعضاء فيها، ما زالت تدور في حلقة مفرغة، لجهة التّوافق فيما بينها، حول رئاسة الجمهوريّة شكلًا ومضمونًا ومواصفات وأسماء مرشّحين، فبرهنت اللّجنة بأنّها غير متّفقة مع ممثّلي الدّول الخمس أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، على التّسوية التي ستخرج بها، وأن لكلّ دولة نظرتها وأهدافها ومرشّحها، لا تتّفق مع دولة أخرى، لأنَّ لكلّ دولة مصالحها ومشاريعها، لا تتوافق مع دولة أو دول أخرى في اللّجنة، وهذا ما يؤخّر وصولها إلى حلٍّ بعد عامين على ظهورها كلجنة ثلاثية مكوّنة من أميركا وفرنسا والسعودية، ثم انضمت إليها مصر وقطر.
فأميركا وقبلها السعودية التي لم تكن بعد قد عقدت اتفاقًا مع إيران، كانتا تحاربان وصول مرشّح يسمّيه "حزب الله"حليف إيران في لبنان، وهو سمّى مع الرئيس نبيه بري رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، الذي أيّدته فرنسا، وطرحت اسمه منذ العام ٢٠١٥ في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند.
فالمواصفات الرّئاسيّة، لم تعلن عنها "اللّجنة الخماسيّة"، كما اسم المرشّح الرّئاسي، يختلف بين دولة وأخرى، إذ يتم التّداول بأنّ قائد الجيش العماد جوزف عون، ميسّر وصوله أميركيًّا إلى رئاسة الجمهوريّة، فيما قطر كانت تطرحه وانتقلت إلى خيار المدير العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، في وقت يبرز بين العسكريين اسم مدير المخابرات الأسبق في الجيش اللبناني وسفير لبنان في الفاتيكان العديد جورج الخوري الذي ورد اسمه على لائحة يقال أن البطريرك الماروني بشارة الراعي أعدها.
وفي الوقت الذي تعثّر فيه الحلّ لبنانيًّا، وتمَّ تعليق جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، فإنَّ رئيس مجلس النّواب تقدّم بمبادرة اقترح فيها الحوار والانتخاب، وحدّد الحوار بسبعة أيّام، وعدّل في التّوقيت إلى خمسة مؤخّرًا، لكن ما زالت "القوات اللبنانيّة" ترفض الحوار، وتصرّ على الانتخاب، حيث يعتب الرئيس برّي على "اللّجنة الخماسيّة"، لأنّها لم تؤيّد اقتراحه مجتمعة بل فرادة، ولو فعلت لكانت ساعدت لبنان على اجتياز الاستحقاق الرئاسي، إذ ثمّة تجارب عديدة، كانت أزمات لبنان وحروبه، تنتهي على طاولة حوار تدعو لها دول كالسعودية في الطائف وقطر في الدوحة.
"فاللّجنة الخماسيّة" التي عقدت اجتماعًا لها قبل أيّام، لم يصدر عنها ما يشير إلى أنها ستحرّك عملها، الذي لا يكون ابن لحظته، بل الحوار يجب أن يكون في داخلها أيضًا، لإظهار جدّيّة أكثر، ولا يطول الاستحقاق الرّئاسي في لبنان، الذي يخشى نواب ومراجع سياسيّة، أن لا ينتخب مجلس النّواب الحالي رئيس الجمهورية، فيزيد من تعقيده ليس فقط الوضع الرئاسي، بل يدخل لبنان في أزمة وجوديّة كدولة ومؤسّسات ووحدة وطنيّة.
فالعامل الخارجي المؤثّر في لبنان، ولا سيما في صناعة رئيس الجمهورية، فلم يظهر ما يمكن التّفاؤل بأنّه سيحصل قريبًا وفق ما يُنقل عن مراجع رسميّة وأخرى دبلوماسيّة، ومن أعضاء في "اللّجنة الخماسيّة"، التي تحاول من وقت إلى آخر، تأكيد حضورها، والاتصال بالقوى السّياسيّة والحزبيّة والمراجع الدّينيّة اللّبنانيّة، في إطار دفعهم إلى التّوافق واستعجال انتخاب رئيس للجمهورية، لانتظام عمل المؤسّسات الدستوريّة بتشكيل حكومة، وإجراء إصلاح مالي - اقتصادي، ووقف التّدهور الحاصلِ على كلّ الصّعد.
فاللبنانيون الذين اعتادوا على حلول لأزماتهم، أصابهم الإحباط، لأنَّ "اللّجنة الخماسيّة" الممثّلة لدول كبرى ومؤثّرة، لم تحدث لهم خرقًا في رئاسة الجمهوريّة.