بكر حجازي - خاصّ الأفضل نيوز
لا شك أن ضربة العدو الصهيوني في لبنان ، هي نقلة نوعية للحروب الكلاسيكية ، والعدوُّ يجاري في حقيقة الأمر نوع الحروب التي فرضتها المقاومة وخاصة بعد الاستهداف الأخير للوحدة 8200 ، والتي عتمت على خسائرها دولة الكيان بشكل كبير جداً .
فما حصل يوم الثلاثاء ، لا شك أنه حدث جلل أثبت تسخير الغرب بكل إمكانياته لصالح الكيان الصيهوني من ناحية ، وأثبت الطبيعة الغادرة للكيان والتي لا تبالي بوجود أطفال ، أو شيوخ أو نساء ، بل إن القيادات في دولة العدو حاولت أن تثبت نصرًا معنويًّا ، على حساب العدد الكبير من الجرحى وبعض الشهداء الذين ما بخلوا بدمائهم لأجل حماية الوطن ، هؤلاء من كان لديهم كامل الحرص على عدم منح العدو إمكانية التقدم ولو لشبر واحد داخل الأراضي اللبنانية .
هذا العدو الذي ما فتئ يهدد ويستعرض السيناريوهات عن خططه لدخول لبنان ، أثبت بالأمس أنه يحاول صنع أي نصر يعطيه الضجة الإعلامية الكافية ، ليتباهى بها نتنياهو أمام العالم بشكل عام والجمهور الإسرائيلي بشكلٍ خاصّ ، وفي حقيقة الأمر إنه لم يحقق شيئًا في المنظور الاستراتيجي ، بل عليه أن يتحمل نتائج تصعيده للصراع والذي أصبح على حافة الحرب الشاملة ، والتي يظهر نتنياهو أنه يريدها بشدة في ظاهر الأمور ولكنه يتجنبها عبر الهروب إلى الأمام بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية على الأطراف في الإقليم وبعصاها وجزرتها والتي تمارسها حماية لمصالحها ولوجود الكيان في هذا الشرق .
ولا بدّ أيضاً من مشاهدة نتائج عدوان الأمس لبنانياً وعربياً ، فبعدما دأبت جهات لبنانية وعربية على إذكاء الصراع المذهبي ، والذي تبدد بطوفان الأقصى ، ليحاول البعض إحياءه بحجة الخذلان من حزب الله بناءً على عدم تفعيله للحرب الشاملة ، تبين للجمور الفلسسطيني والعربي واللبناني، مدى الهاجس والرادع الذي يشكله حزب الله للعدو الإسرائيلي ، والذي خرج عن كل أدبيات الحروب ، وكلاسيكيتها في محاولة ردع المقاومة الإسلامية اللبنانية عن حرب الإسناد ، محققاً الفشل الاستراتيجي ولو كان لصالحه السجال في نقطة البيجر ، والتي أدت إلى توحيد اللبنانيين من طرابلس مروراً ببيروت ، وصيدا وكل لبنان حول المقاومة ، وأسقطت دعاية القنوات والمنصات المشبوهة عن خذلان الحزب لغزة .
فإذا كان الخذلان يقلق الكيان حتى هذا الحد ، ليجعل كل إمكانيات الغرب في خدمة إيذاء حزب الله ، فكيف تكون النصرة والإسناد ؟؟!!!!