د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز
استوقفني خلال الساعات الماضية، تصريحات ومواقف مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي والتي أكدت المؤكد وكررت المُكرر، لجهة تبنّي السردية الإسرائيلية في كل شيء، رغم التظاهر أحياناً من قِبل الإدارة الأميركية وبعض المسؤولين فيها، بوجود تباين مع قادة الاحتلال،وخصوصاً فيما يتعلق بعمليات الاستهداف والتفجير التي نفذها العدو الصهيوني في لبنان خلال اليومين الماضيين والتي أدت إلى سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى.
لقد بدا واضحاً، استمرار وتكرار"النفاق" الأميركي، من خلال امتناع الإدارة الأميركية عن التعليق على العدوان الذي استهدف تفجير أجهزة الاتصالات في عدد من المناطق اللبنانية، رغم أن كل التحليلات والمعطيات لدى العارفين والمطلعين، تُفيد بأن هكذا عمل تقني وفني بهذا المستوى من الدقة، لا يُمكن أن يحصل بمعزل عن المشاركة الأميركية.
لقد بلغت "الوقاحة والنفاق" الأميركي بكيربي، والذي تعرّض لكمٍ هائلٍ من أسئلة الصحافيين حول ما جرى في لبنان،بأن يكتفي بالقول خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم الأربعاء، إن "كل ما يمكنني قوله إنه لا علاقة لنا بأحداث أمس (الثلاثاء) واليوم (الأربعاء)، لا من قريب ولا من بعيد،وإنه لا يوجد شيء آخر يمكنه مشاركته في هذا الصدد".
وتهرّب بشكل وقح عند سؤاله عما إذا كان يمكنه تأكيد وقوف إسرائيل وراء هذه الهجمات، بالقول: "لا يوجد شيء آخر يمكنني مشاركته"، كما رفض التعليق على تصريح وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي وصف فيه ما جرى بأنه "بداية مرحلة جديدة من الحرب".
وكرّر معزوفة أن "واشنطن لا ترغب في تصعيد التوتر بشكل عام، وما زلنا منخرطين في دبلوماسية مكثفة للسعي إلى منع فتح جبهة ثانية من الحدود اللبنانية".
لكن كيربي نفسه، لم يتردد بالقول بأن الولايات المتحدة ملتزمة في الدفاع عن إسرئيل ودعمها، ضمن معزوفة "الدفاع عن النفس"، وكان عشرات آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا في فلسطين ولبنان وكل الساحات العربية، وخصوصاً بعد معركة طوفان الأقصى، قد سقطوا انتحارًا أو في حوادث سير.
إن النفاق الأميركي الذي يبيع العالم أوهام وأكاذيب وأضاليل، حول ما يُسمى باحترام حقوق الإنسان والديموقراطية، والعمل من أجل السلام، قد بان وكُشف على حقيقته، خلال معركة طوفان الأقصى وما تلاها من وقائع وأحداث، وكان آخر تجلياتها نموذج كيربي الذي سبقه في عدد من المواقف والتصريحات، وزير خارجيته أنتوني بلينكن، ولا ننسى رئيسهم الذي يعد أيامه الأخيرة في البيت الأبيض جو بايدن الذي تفاخر بصهيونيته والمبارزة بينه وبين منافسه في الدفاع عن الصهاينة والصهيونية، دونالد ترامب.
من يُتابع مسار هؤلاء، لا يستغرب أن يكون كيربي أحد نماذج هذا النفاق الذي يستبيح كل شيء من أجل مصالحه ومصالح الكيان الصهيوني.
فهل من يفهم ويتعظ؟