بكر حجازي - خاص الأفضل نيوز
ما هو معبر رفح؟
معبر رفح وهو معبر بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر، تم تشييد المعبر بعد الاتفاق المصري الإسرائيلي للسلام سنة 1979 والانسحاب الإسرائيلي من سيناء سنة 1982.
ظلت تديره هيئة المطارات الإسرائيلية حتّى 11 سبتمبر 2005....
ماذا يعني تواجد الدبابات الإسرائيليّة في معبر رفح؟
بعد الـ 2005 عادت الدبابات الإسرائيلية إلى هذا المعبر مجدّداً، في إشارة بارزة لخرق الاتفاق الموقّع مع مصر وفي تحدٍّ واضحٍ دأبت عليه إسرائيل لدول الجوار ولكل دول العالم، مستندةً إلى دعمٍ لا متناهٍ من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أصبحت فيها الطبقة الحاكمة في مواجهة جيل الجامعات مما رسم بعضاً من التغيير الظاهري في سياسة النظام الأمريكي اتجاه إسرائيل وبعض الغرب كالتهديد بوقف الإمداد بالأسلحة في حال اقتحام رفح.
ولكن وعلى عادته يذهب العقل الصهيوني إلى تجاهل كل التحذيرات مستنداً إلى واقعٍ فرضه على مرّ الأزمنة في دول الغرب، وبدأ بحصار جباليا وتشريد أهل رفح تمهيداً للاقتحام.
في مقابل ذلك يستغرب القاصي والداني خنوع الشعوب والأنظمة العربية للرغبة الإسرائيلية المعلنة بالقضاء على حماس، كما أعلنت بالأمس رغبتها بالقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت ؟!!
.... ولكن هل تقف الصهيونية عند ذلك، أم أنها ستسعى لتكريس شعار نشيد دولتها بقتل العرب وتشريدهم وتوسيع الحدود من الفرات إلى النيل.
على ما يبدو من ماكينة القتل المعتمدة في غزة، أنها لن تكون آخر المعارك لإسرائيل، بل هو توسيع الإجرام الصهيوني والذي سيصيب مصر في القريب العاجل بعد الضغط الذي سيمارسه الجيش الإسرائيلي على سكان رفح بالانتقال قسراً إلى سيناء، وبالرغم من محاولات النظام المصري الحثيثة على تحييد الجيش المصري عن ما يحصل على الحدود، إلا أن العدو الصهيوني لن يتوانى على ما يبدو في القريب العاجل عن خرق الاتفاقيات مع مصر في سبيل إخلاء غزة والاصطدام مع الجيش المصري على الحدود، مدعوماً حينها بأساطيل الغرب مقابل الإسكندرية وعلى الشواطئ المصرية تمهيداً لنقل سكان غزة، والتخلص من العقبة الكبرى أمام قناة بن غوريون.
إن العقل العربي الحاكم لا يتجرأ حتى الآن على البوح بإدراكه لخطّة إسرائيل والغرب لغزة وسيناء والتي لم تغيرها المقاومة الباسلة لحماس والفصائل الفلسطينية في الداخل، بل أخرتها وجعلت العدو يتوحش في إجرامه متكلاً على أنواع سلاح جديدة قدمها له الأمريكي، البريطاني وكل الغرب.
هذا الغرب الذي يتفاوض عن الكيان مع إيران لمنعها وتقليص دورها في إمداد المقاومة، والذي يتولى أيضًا شيطنتها في عيون العرب، الذين يعانون الشعوبية منذ الجاهلية، ونسوا أن سلمان هو سلمان الفارسي، ولم يتذكروا إلّا كسرى والمجوسية، كما أرادت وسائل الإعلام الغربية والتي ترسم خطّ الصراع في الشرق الأوسط، لتحقيق مصالحها عبر إسرائيل والتي لها إيديولوجيتها الخاصة بالاستفادة من الغرب وتسخيرها له، حتى يأتي العلو الثاني فوق الغرب والشرق ويأتي اليوم الأكبر بهزيمة ونهاية كيان الشر عن كل الأرض.
فمتى يكون النظام العربي جريئًا في حماية نفسه أولاً، ولا يكون كبش فداء بين الصهاينة والشعوب الغربية المتصارعة دائماً مع وجود الكيان في جسدها؟!!!