جهاد مراد - خاصّ الأفضل نيوز
"القصاص العادل والحساب العسير "... عبارة اختزلت الهدوء العاصف على سحنة سيد المقاومة، ولعمري هذا من دلالاته أننا أمام قيادة استثنائية لا تهزها عواصف الزمان العاتيات، ولا تضطرب أمام جسامة الأحداث ،فكأنما الإطلالة بذاتها والخلفية الحمراء والآية القرآنية تتصدر الصورة والزي الأسود كلها تشكل نصف الرد على الجريمة الآثمة التي ارتكبها العدو الصهيوني من خلال تفجيرات مجزرتي الثلاثاء والأربعاء التي كانت لولا لطف الله ورعايته ستحصد خمسة آلاف إنسان بـ"كبسة زر" في حدث غير مسبوق تخطيطًا وإجرامًا في تاريخ الحروب.
لقد عرَّى السيد المستويين السياسي والعسكري في الكيان الفاشي المجرم عندما فند الخسران الناتج عن ضربة التفجيرين لجهة الفشل في تحقيق الأهداف، مختصرا الموقف بأربعة عناوين:
الأول: أنَّ "لا" حاسمة ونهائية لعودة المستوطنين إلى الشمال بتحدي الواثق من قدرات المقاومة واستعداداتها.
العنوان الثاني: صلابة البنية الحزبية والجسم العسكري الذي لم يهتزَّ أو يرتبك أو يتضعضع.
العنوان الثالث: تشدد البيئة الحاضنة للمقاومة في التزامها بنهج المقاومة مهما غلت التضحيات.
العنوان الرابع:أنَّ حزامًا أمنيًّا في المنطقة الحدودية سيكون مقبرة الغزاة والدبابات.
أما الغموض حيال الرد وعبارة : "ما سترون لا ما ستسمعون" كفيلة وحدها بوقف الكيان المتهالك بنيويًّا والمستنزف أمنيًّا واقتصاديًّا ومعنويًّا على رِجل واحدة مشدود الأعصاب ينتظر غضبة المقاومة وعصفها .
وعبارة "ما سترون" تحمل في طياتها فرضيات عدة عن الرد المتماثل بالحجم والمكان والزمان وإحدى الفرضيات أن الجليل قد يكون ليس تحت بصر ونار المقاومة وحسب إنما تحت أقدام مجاهديها والله أعلم...!!؟؟
إنَّ الرَّدَّ على الرسالة الدموية الصهيونية وفق كل التوقعات سيكون ممهورًا بصفعة من العيار الثقيل تصيب الكيان في مقتل وتعيد موازين الردع إلى ستاتيكو متحرك يرسم الخط البياني لزوال الكيان ... كل المعطيات تؤشر إلى مفصلية الرَّدِّ وأن ما بعد المجزرتين لا كما قبلهما والكلمة الفصل للأيام والليالي والميدان .