عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
هو السؤال المركزي حالياً: كيف استطاع العدو الإسرائيلي إدخال أجهزة الـ"بايجر" المفخخة إلى جسم حزب الله؟
ثمة العديد من التكهنات والفرضيات، الجزء الأساسي منها متصل بسلسلة التوريد المعتمدة. ينفصل عن ذلك مجموعة أسئلة أيضاً. كيف تم التفخيخ، هل داخل المصنع الأساسي أو على الطريق أو في محطة معينة. الأكيد أن عملية تفخيخ الأجهزة حصلت في بيئة مؤاتية، وأخذت وقتاً وجهداً، وتمت بطريقة دقيقة لا تعطي احتمالاً للخطأ، ما يرجح أن عملية التفخيخ حصلت مسبقاً، ما قد يوحي بأن الأجهزة قد تعرّضت للاستبدال على الطريق أو أن المواد الأولية قد استخدمت عند التصنيع.
يفترض أن هذه الأسئلة سوف تجيب عنها تحقيقات حزب الله لاحقاً. الأساس يبقى في كيفية نجاح العدو بإدخال هذه الأجهزة المفخخة. وقد ذاعت مؤخراً تكهنات حول وجود اختراق كبير في جسم الحزب، أدى إلى تمرير هذا النوع من الأجهزة بسلاسة أو من دون رقابة.
حقيقة لا يمكن الجزم بهذه الحادثة، على اعتبار أن ثمة أكثر من جهاز أمني مكلف ومعني بالمراقبة داخل الحزب. وليس مسموحاً مرور أي شيء من دون فحص. مع ضرورة تأكيد أن أي مواد أو وسائل تقنية أو غير ذلك يدخلها الحزب تخضع لتدقيق واسع وكبير ومن أكثر من جهة قبل السماح باستخدامها، وهو على الأرجح ما درسه العدو كفاية.
لكن معلومات تقنيين وخبراء متفجرات استطاع "الأفضل نيوز" الحديث معهم، ربطوا بين طبيعة المادة المستخدمة في حشو بطاريات الأجهزة المفخخة (المرجح أنها من نوع البنتريت شديدة الحساسية) وصعوبة اكتشافها سواء بالوسائل الحديثة أو التقليدية.
أولاً تُسمّى المادة المستخدمة مبدئياً الـ"بنتريت" (الاسم العلمي خماسي إريثريتول تترانايتريت (معروفة بـPETN. اختصاراً.
تتمتع هذه المادة بخصائص تفجيرية حساسية وبالغة القوة بل فائقة الحساسية، تمتاز بسهولة تفاعلها عند مزجها بمادة لينة غير قاسية بحيث تصبح أقرب إلى مادة بلاستيكية. وفق أحد خبراء المتفجرات، يمكن لكمية بسيطة من هذه المادة (تقدر بغرامات بسيطة) التسبب في تكتل انفجاري مؤذ للغاية، وتستطيع القضاء على أجسام صلبة وغير صلبة أو التسبب في إعطابها، وفي حال كان الانفجار مباشراً (كما حصل مع عناصر المقاومة) فيمكن للعصف أن يكون قاتلاً أو أن يؤدي إلى أضرار جسدية هائلة.
ثانياً، وعلى ما يتبين، فإن المادة المشار إليها تم وضعها مع بطارية الليثوم الخاصة بجهاز الـ"بايجر"، وتم توضيبها بطريقة احترافية بحيث لا يمكن اكتشافها.
يعتمد عادة من أجل اكتشاف المواد المتفجرة في الأشياء أو الأجهزة، على عنصر تقليدي وهي "الكلاب البوليسية" المدربة على اكتشاف أنواع المتفجرات من خلال الشم. لكن ثم طرق يمكن من خلالها تجاوز هذه المحنة، والتقدير هنا أن يتم إخفاء أي تسربات عن المواد الخام المعتمدة في التفخيخ من خلال اعتماد المزج أو وضع طبقات سميكة من مواد تتألف من الألمنيوم أو المعدن تحمي المادة وتبعد اكشافها أو تعيق اكتشافها.
أيضاً بحسب الخبراء أنفسهم، فإن الوسائل الحديثة في الاكتشاف، (أي السكانرز والأشياء الأخرى)، ربما تكون غير فعالة مع منتجات فائقة الحساسية كمادة الـ البنتريت، بمعنى يوصل إلى صعوبة استكشافها من خلال هذه التقنيات.