ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
لم يستفق اللبنانيون عموماً وبيئة المقاومة خصوصاً من هول آلة الغدر الصهيونية التي تمعن يوماً بعد يوم بعنجهيتها، فلم تكتفِ بالوحشية التي قامت بها عبر تفجير أجهزة "البيجر" بحامليها من عناصر المقاومة والمدنيين مخلفة العديد من الشهداء وآلاف الجرحى تحت مرأى المجتمع العربي والدولي الذي اكتفى باستنكار المجزرة دون القيام بأية خطوة تلجم الكيان عن مواصلة عدوانه.
فالولايات المتحدة التي وقفت وراء أصابعها في هذا العدوان واكتفت بالصمت بالرغم من تقارير بعض المسؤولين الذين أكدّوا على أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالعدوان ولكن لم يكن بيدها حيلة لتوقفه، تقف اليوم خلف مجزرة العدو على الضاحية الجنوبية عبر آلتها الصهيونية التي تتحمّل كامل المسؤولية عن تداعياته، في عملية استهداف للقائد العسكري في المقاومة إبراهيم عقيل، الذي أعلن عن تفجير السفارة الأميركية في بيروت في نيسان 1983 الذي سبب بقتل 63 أميركياً، ووضعت واشنطن مبلغ 7 ملايين دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه.
العدوان على الضاحية تصعيد عسكري خطير، وتجاوز للخطوط الحمر في المواجهة التي تعمل المقاومة بجهد على إبقائها مدروسة ومضبوطة بعدم استهدافها المناطق السكنية والمدنيين في الشمال الفلسطيني المحتل، ومحاولة إسرائيلية جديدة للتأثير على بيئة المقاومة لإضعافها، بعدما توصلت إلى استنتاج مفاده أنها لن تتمكّن من التوصل إلى حل دبلوماسي على الحدود الشمالية، فزادت من هجماتها ضد المقاومة بهدف القضاء على الصف الأول من "حزب الله" وضعضعة جسم المقاومة لتقوم من بعدها بتنفيذ هجوم برّي على الحدود الشمالية، وبذلك تجّر "حزب الله" بالقوة إلى حرب واسعة النطاق.
بعد اغتيال اليوم، وعمليات البيجر والأجهزة اللاسلكية، وقبل ذلك اغتيال القائد فؤاد شكر، وغيره، يبدو أن كل الخطوط الحمر سقطت، وتم القفز فوق كل الأصوات الدولية المطالبة بالحل الدبلوماسي وسيمر هذا العمل الإرهابي كغيره مرور الكرام في مجلس الأمن الدولي، عندها لن يعود السؤال: ماذا عن اليوم التالي؟ ومَن التالي؟ بل ما التالي؟ طالما المقاومة مازالت تملك أوراقاً قوية في جعبتها لكل منها مكانها وزمانها ما يجنبها إعلان حرب شاملة ولكنها ستستمر باستنزاف الكيان الصهيوني.
الحزب سيعتمد حتماً استراتيجية عسكرية جديدة بما أن العدو الإسرائيلي بدّل بخطته، وانتقل من غزة إلى الجبهة اللبنانية ومواجهة الحزب، ولن يوقف قتاله بل ستكون عمليات المقاومة تجاه شمال فلسطين المحتلة أكثر شراسة وضراوة من السابق.
ويبقى التأكيد على المؤكد بأن المقاومة هي الوحيدة القادرة على وقف آلة الغدر الإسرائيلية في ظل الصمت الدولي والعربي المقيت.