حمل التطبيق

      اخر الاخبار  مراد يلتقي وفودًا محلية لبحث المشاريع الإنمائية   /   رئاسة الجامعة اللبنانية في بيان: ننفي نفياً قاطعاً صدور أي شهادة مزوّرة عنا ونؤكد أنّ التقرير المتداول يخصّ جامعة خاصة   /   وزير الاقتصاد عامر البساط: أنا متفائل وأتمنى أن نصل الى اتفاق مع صندوق النقد   /   "وعد فأوفى".. حوش الحريمة تكرّم النائب حسن مراد   /   الحجار: إسرائيل لم تحترم ترتيبات وقف النار   /   طائرات حربية إسرائيلية تلقي قنابل حرارية فوق بحر صور   /   وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار: الجيش يؤدي دورا محوريا في جهود بسط سلطة الدولة على أراضيها   /   الخارجية الأميركية: إدارة ترامب تدعم إلغاء عقوبات قانون قيصر على سوريا   /   مصادر حكومية للجديد: رفض لبنان لانضمام سياسي إلى لجان التفاوض ليس بجديد ولبنان سبق أن أبلغ موقفه هذا سابقاً   /   معلومات الجديد: إشكالية التفاوض لا تزال قائمة حول مستوى التمثيل ففيما تريد واشنطن تمثيلاً سياسياً ودبلوماسياً يرغب لبنان بأن يقتصر التمثيل على المدنيين التقنيين والخبراء فقط   /   الدوي الذي سمع في محيط مدينة صور ناجم عن إلقاء الطائرات الحربية الإسرائيلية قنابل حرارية فوق بحر صور   /   هيئة البث الإسرائيلية: تقديرات في إسرائيل باحتمال تسليم حماس جثث مختطفين الليلة   /   محكمة تونسية تصدر حكما بالسجن خمس سنوات على المحامي أحمد صواب   /   مسيرة في العاصمة باريس تضامنا مع غزة   /   ترامب: الاتفاق مع الصين سيكون رائعا وطويل الأمد   /   "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين: البنتاغون أبلغ ترامب أنه من الممكن تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك   /   ترامب: لا أفكر في شن هجمات على فنزويلا   /   فايننشال تايمز عن منظمات إنسانية: إسرائيل تعوق وصول مساعدات غزة عبر نظام تسجيل جديد خاص بالمنظمات غير الحكومية   /   ‏مصدر رئاسي لبناني للحدث: حزب الله وافق على إشراك مدنيين في المفاوضات مع إسرائيل   /   مصدر رئاسي لبناني للحدث: لم نوافق على تمثيل لبنان في المفاوضات مع إسرائيل بوزراء أو سفراء   /   ‏مصدر رئاسي لبناني للحدث: لبنان يوافق على مقترح أورتاغوس بضم مدنيين إلى لجنة وقف النار   /   ‏واشنطن بوست: فنزويلا طلبت من روسيا المساعدة لمواجهة التصعيد الأميركي   /   غروسي: يجب توخي الحذر في التعامل مع المواد المشعة في ‎إيران   /   غروسي للعربية: لا نعرف الخطوة التالية لإيران لكن لا نستبعد استئناف التعاون   /   الخارجية الروسية: نحتفظ بالحق في اتخاذ تدابير أمنية بشأن بطارية صواريخ تايفون المتبقية بقاعدة أمريكية باليابان   /   

لن ينتصر المشروع الإسرائيليّ.. ولا بدَّ من ترميم قواعد الردع

تلقى أبرز الأخبار عبر :


رائد المصري - خاصّ الأفضل نيوز 

 

قوة الردع التي صُنعت في مواجهة الكيان الصهيوني لمنعه من ارتكاب المجازر بالمدنيين اللُّبنانيين، منذ عام 1996 وإلى يوم ما قبل بدء معركة طوفان الأقصى، هو قدرة الحزب على الردّ بالمثل عبر بضعة آلاف من المقاتلين وبضعة آلاف من صواريخ الكاتيوشا، فسقوط الخسائر بين المستوطنين كان يعني القضاء على المستقبل السياسي لِمن يحكم هذا الكيان لحظة اتخاذ قرار العدوان، ولذلك صار من مصلحة قادة إسرائيل أن لا يتسبَبوا بردٍّ عسكري لبناني على مستوطنيهم.

 

تغيير في المعادلات الردعية

 

ولأن نتنياهو فاشل، بحكم تحمُّله مسؤولية انكسار قوة الردع في طوفان الأقصى، فليس لديه ما يخسره، ولذلك عمل على التمسُّك بمنصبه حتى لا يتفرَّغ الجمهور الإسرائيلي لمحاسبته، وزجِّه خلف قضبان السجن، فارتكب المجازر في غزة لقلب الطاولة، لأنَّه يعتبر أن ما من قيمة بعد لِما تأسَّس من حالة الردع على جبهة لبنان.

 

بعد حرب تموز 2006، بُني الردع بين لبنان وإسرائيل على أسُسٍ صلبة، بسبب خوف الاحتلال من قدرة المقاومة على غزو الجليل، وهو ما هدَّدت به على الدوام، وبعد عملية طوفان الأقصى، صارت المشاركة والتهديد لمحور المقاومة في حرب شاملة مع إسرائيل، أحد أهم الأسس التي تردع تل أبيب عن القيام بأية مغامرة.

 

إن دخول عامل الحلف الأطلسي، ونشر البوارج وحاملات الطائرات الأميركية والبريطانية على المتوسط وفي مضيق هرمز والبحر الأحمر بعد عملية طوفان الأقصى، ودخول الغرب بصورة مباشرة وقيادة واشنطن للعمليات العسكرية في الشرق الأوسط، وكطرف عسكري فاعل إلى جانب إسرائيل، أدَّى إلى سقوط عامل آخر من عوامل الردع مع إسرائيل، بوجود قوة عسكرية كبرى باستطاعتها تعويض أي خلل عسكري واستخباراتي عن تل أبيب، ويعطيها فائض قوة في بنك الأهداف، وهو ما حقَّق لها ضربات عسكرية مُحْكمة ضدَّ المقاومة خلال الأيام الأخيرة.

 

يسقط الردع عندما يعرف ويتيقَّن العدو الإسرائيلي ونتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، بأن أعداء واشنطن في المنطقة لديهم نقاط ضعف، وقوتهم مكبَّلة وغير فاعلة، إكراماً لتفعيل المصالح مع أميركا والغرب، ولذلك نفَض نتنياهو الغبار عنه، وقام باغتيال كبار القادة في بيروت وطهران، وحين وصل العدو إلى أسلوب تحديد مقرات القادة المقاومين وتحرُّكاتهم، تمكَّن من استهدافهم.

 

الردع مع إسرائيل وتعزيز تفوُّقه يتشكَّل بتكاتف وتكامل لمصادر القوة المتنوعة، التي تحقِّق الهدف الأسمى في حماية لبنان وشعبه، وبحكم التجربة، لن يكون هذا البلد مقرًّا ولا ممرًّا للمشروع الإسرائيلي، ولا يمكن أن تأخذه تل أبيب تحت إبطها أمنياً وسياسياً كما يراهن البعض، فالتجارب التاريخية يجب أن يتعلَّمها البعض، والشعب اللُّبناني لا يرفع الراية البيضاء، فهزيمة الإسرائيلي عام 1982 في بيروت وخروجه بعدها بثلاث سنوات بعد إجباره على الانسحاب من معظم الأراضي اللبنانية، هو دليل كافٍ على عناد هذا الشعب، واستعادة القوة الردعية مع إسرائيل، تبقى رهناً بإنهاء كل هذه الخروقات الأمنية والتجسُّسية، التي سمحت بهذه اللائحة الطويلة من الاغتيالات، والوصول إلى قادة المقاومة ومقراتهم السرية، فجهاز المقاومة وكوادره المتضخِّمة، جعلته عُرضة لهذه الخروقات المخيفة، ويجب اكتشافها ومعرفة الجهات النافذة وصفقاتها مع واشنطن، لتستفيد من تغييب هؤلاء القادة ويأتي من يوقِّع على التسويات.  

 

فقوة الردع في لبنان لم تسقط، بل هي معطَّلة اليوم، ولا بدَّ من إعادة تفعيلها سريعاً، حتى يعود أهلنا إلى بيوتهم وأرزاقهم شامخين ومرفوعي الرؤوس، بدليل أن تهجير أكثر من مليون لبناني من قراهم ومنازلهم، في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، والذي ألقى بثقله على الوضع اللبناني الهش أصلاً، ولكنه شكّل ظاهرة وطنية عبر التضامن العفوي مع آلاف العائلات التي تمَّ تهجيرها قسراً، وعبر التجاوب السريع لتأمين حاجات النازحين، في الإيواء والطعام والدواء. 

 

فهذا هو الواقع الحقيقي في التضامن الوطني الذي فاجأ العدو، قطع الطريق على محاولات إشعال الفتنة بين أبنائه، وأبْعد الحساسيات المذهبية، وعزَّز الجبهة الداخلية، لتجاوز الخلافات السياسية، واحتضن جموع النازحين وأحسن في احتوائهم، بعد النزوح الكبير من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وكل محافظة البقاع. 

 

هي أجواء من التهدئة انعكست على الصعيدين السياسي والوزاري، وأثارت الكثير من الارتياح في الشارع، الذي تَعِب من سجالات السياسيين العقيمة، والخالية من المعاني الوطنية.