حمل التطبيق

      اخر الاخبار  يديعوت أحرونوت: تعطل هبوط وإقلاع طائرات في مطار بن غوريون بتل أبيب بعد إطلاق الصاروخ من اليمن   /   الكرملين: روسيا ستقوم بتسليم أوكرانيا 23 جنديا من ذوي الإصابات البليغة وبوتين أكد لترامب ضرورة وقف أوكرانيا لعمليات التعبئة والتسليح   /   البيت الأبيض: ترمب وبوتين تحدثا بشكل عام عن الشرق الأوسط كمنطقة تعاون محتملة لمنع الصراعات المستقبلية   /   البيت الأبيض: السلام سيبدأ بوقف إطلاق النار في مجال الطاقة والبنية التحتية والشروع في المفاوضات التقنية بشأن تنفيذ وقف إطلاق النار في البحر الأسود   /   البيت الأبيض: اتفق ترامب وبوتين على ضرورة أن ينتهي الصراع في أوكرانيا بسلام دائم   /   الكرملين: بوتين وافق على تعليق الضربات على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يوما   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: إطلاق الصاروخ من ‎اليمن تزامن مع حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط   /   الكرملين: بوتين يؤكد التزامه بالحل السلمي للصراع في أوكرانيا واتفاق روسي أميركي على تشكيل لجان خبراء لتسوية الأزمة   /   ‏الكرملين: بوتين وترامب اتفقا على البقاء على اتصال   /   الإسعاف الإسرائيلي: مصابون خلال التوجه للملاجئ في أعقاب تفعيل صفارات الإنذار في النقب   /   سلام: اليوم رغم الصعاب بيروت وفية لتاريخها وحاضنة لأبنائها ومشرعة أبوابها للمحتاجين ومتمسكة برسالتها السامية   /   ‏سلام: بيروت هذه المدينة العريقة حملت عبر تاريخها رسالة المحبة والانفتاح وكانت ولا تزال نموذجا للعيش المشترك فهي ليست مجرد عاصمة سياسية   /   وسائل إعلام إسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في بئر السبع   /   القناة 12 الإسرائيلية: منظومات الدفاع الجوي تعترض صاروخا باليستيا أطلق من ‎اليمن   /   معلومات mtv: لم تتجدّد الاشتباكات على الحدود اللبنانية - السورية ووقف إطلاق النّار مستمر منذ منتصف ليل الإثنين وقد خرقه منذ قليل إطلاق بعض القذائف في الجهة السورية   /   إعلام العدو: إطلاق صاروخ من اليمن اتجاه "إسرائيل"   /   الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في بئر السبع وديمونة وبلدات عدة بجنوب إسرائيل   /   القناة 12 الإسرائيلية: نقابة المحامين تدعو إلى مظاهرات بالقدس غدا احتجاجا على عدم إعادة المخطوفين   /   القناة 14 الإسرائيلية: هدف الغارات على غزة إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات وضمان الإفراج عن 10 مختطفين أحياء   /   حركة الجهاد الإسلامي تنعي المتحدث العسكري باسمها "أبو حمزة"   /   مجلس الوزراء السعودي: على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته وإنهاء معاناة الفلسطينيين   /   غارة إسرائيلية بين مدينتي دير البلح وخان يونس جنوبي قطاع غزة   /   مصابون في غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة   /   حزب الله: نؤكد وقوفنا الكامل والثابت إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة وأهل غزة الشرفاء   /   أ.ف.ب: نحو 13 ألف سوري فروا إلى لبنان منذ اندلاع الأحداث الأمنية في الساحل السوري   /   

عن بعض ما فيك يا "سيد"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


خليل حرب - خاص الأفضل نيوز 

 
لم أتمكن من البكاء إلى الآن.

 

أستعيد المرات التي التقينا فيها، وكنت في كل مرة أخرج مندهشا بك. لي صورة يتيمة معك، أخشى النظر إليها. لم أنشرها وقتها، ولم افعل سوى بعدها ب7 سنين، إذ خشيت على سلامتك، وبقيت أخشى عليك من الخذلان، كلما ناديت "ياااااا فلسطين"، ويااااا سوريا" و"ياااااا عراق" و"يااااايمن"، ثم أخاف أكثر كلما كانت غزة تنادي "واااامعتصماه"، فبالكاد تجد لها نصيرا، غيرك.

 

إنه زمن المتصهينين. السفهاء الذين يرون في ارتقائك فرحة لهم، ومناسبة لتقاسم الحلوى المغمسة بالغدر، مع "إبن ملجم" العصر وهو يقتلك في الكوفة.

 

الآن فقط بتُّ أدرك لماذا هذه الأمة ظلت "تتمعمل" في وحول الدرك الأسفل، في السياسة والأخلاق والفداء. لم أسمع عواصم العرب تنعيك سوى تلك التي ناصرتها في بغداد ودمشق وصنعاء وغزة وجنين.. وفي بيروت التي قاتلت من أجل شرفها وقرى بلادنا الواحدة من البصرة الى دير الزور وبنت جبيل وبئر السبع، فيما الآخرون متلهون بالدعوة إلى الصلح مهما عملت سيوف الصهاينة برقاب العرب والمسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة وووو...

 

لكنك زرعت في صحراء هذه الأمة شيئا، ما عهدته منذ عقود. وأراها تثمر وأسمع الآن أصواتا عربية مقهورة تنعيك، من ملايين الناس الطيبين الذين يرون "البوصلة" الصح، والقضية الصح، والعدو المفضوح بدمنا منذ 100 عام وبعضنا لا يريد أن يراه.

 

أبله البيت الأبيض يعتبرها "عدالة" لأن الكلب المسعور الذي أفلتوه في أرضنا يمعن في ذبح أولادنا وأحبتنا وإخوتنا. "الأصيل" في الميدان، بدلا من عصابات التكفير المتأسلمة التي أرادت "تحرير الأندلس" بدلا من القدس، وروما بدلا من حيفا. كل من قاتل التكفيريين، نقموا عليه، وقتلوه أو لاحقوه. رايات الإرهاب كان يجب أن ترفرف عالية في بلادنا، خدمة للاستعمار وغاياته.

 

في ال2000، كنت تجلس متواضعا بشكل لم أصدقه، وأنت على وشك أن تشهد الملامح الأولى لأول تقهقر عسكري في تاريخ الصراع مع العدو من أرضنا بلا قيد أو شرط.

 

ثم تلام لأنك جربت مناصرة أهل الأرض في فلسطين؟

 

ولأنك لم تتنازل عن تلالنا المسلوبة في شبعا؟ ولأنك جربت الذود عن عاصمتنا وروابينا.

 

كانوا يريدون لك "كامب ديفيد" جديدة، لتسقط عنهم الشبهة. كم بذلوا من مال ليجعلوك تبدو ضئيلا مثلهم؟ كم جربوا أفكار الفتنة والضلال للإمعان في تشتيتنا وحبسنا بأطر الطوائف والمذاهب، لكنك أبيت إلا أن ترتقي على طريق الفداء دفاعا عن غزة.

 

سيظل كثيرون ممتنين لأنهم عايشوا عصرك، ويكفيك فخرا أنك أنزلت بهم بعضا من بأسك، صهاينة شارون وبيريز ونتيناهو، وصهاينة التكفيريين وصهاينة "روما العصر"، وإن المؤمنين بك سخوا بأبنائهم تحت قيادتك نصرة للمقهورين، وسيظلون.

 

أي مفارقة هذه التي جمعتك يوم رحيلك بعبد الناصر. رجلان مختلفان، في زمانين مختلفين، وفي جبهات وصراعات مختلفة، لكن فلسطين كانت شغلهما الشاغل. ولا تزال ذاكرتي تحمل صورة مشوشة عندما كنت طفلا وأنا أشاهد محبين للزعيم العربي الراحل، يصرخون ويبكونك في ذلك اليوم الأسود من العام 1970 في أحد شوارع بيروت. بالأمس يا "سيد"، شاهدتهم مجددًا. إنها الوجوه ذاتها وإن اختلفت، ملتاعة من "الحرقة". إنها القلوب ذاتها مهما تألمت.

 

وأفرح أيضا. وأتذكر ضحكتك مرة لما اقترحت عليك ما لا يقال هنا. وأدرك تمامًا كيف بإمكانك أن تكون متقدًا كشهب، ومقترحا بذكاء، ومستمعا بتمعن وخجولا بأحيان كثيرة، لكنك حازم بمبادئك يا أعقلنا، يا أشجعنا، ويا أكبرنا، ما مسَّكَ الموت، فمن مثلك، هو الذي يقهره.