ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
على وقع المبادرات السياسية المعطلة والمجمدة، في ظل انشغال العالم بالضربة الإسرائيلية المتوقعة ضد طهران، ورد الأخيرة، تستمر المناورة الميدانية وعمليات جس النبض على طول الجبهة الشمالية، خصوصًا القطاع الشرقي، وسط ضخ إسرائيلي غير مسبوق، وصل حد الترويج لحصول عملية اقتحام لقوات الرضوان وصلت فيه إلى داخل كريات الشمونة، دون أن تعرف الأسباب وراء عملية الإلهاء تلك.
مصادر مطلعة على مسار العمليات القتالية كشفت، أنه في الوقت الذي يسعى فيه الجيش الإسرائيلي، إلى وضع ثقله العسكري، للتقدم والسيطرة على التلال المشرفة على المستوطنات، من كفركلا والعديسة ومارون الراس ويارون وعيترون، بوصفها نقاط "حاكمة وحيوية"، لمنع عناصر الحزب من استهداف سهل الحولة في الجليل الأعلى، من جهة، وغالبية مستوطنات الشمال، من جهة أخرى، في وقت يحاول فيه حزب الله تحويل المعركة إلى نظامية، لا قتال عصابات، مستندًا إلى "طبيعة الأرض الجغرافية وعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على السيطرة على الشريط الحدودي"، بعدما تمكن من نشر قوات كبيرة من فرقة الرضوان على طول جبهة القطاع الشرقي، رغم تنفيذ الجيش الاسرائيلي عملية خداع، عبر طلبه إلى القوات الدولية إعادة انتشار وحدتها، في القطاعين الشرقي والغربي مرورًا بالوسط، أي على طول 120 كلم.
وتابعت المصادر بأن الحزب يملك ترتيبات دفاعية كثيرة واحتياطات سوقية واستراتيجية وتعبوية، قد تكون مكلفة لأي عملية توغل إسرائيلية في ظل نوعية الأسلحة التي يمتلكها، متوقفة عند النقاط التالية:
-قدرة حزب الله على المناورة بشكل كبير نتيجة الطبيعة الجغرافية لجبهة القتال، والتي يستغلها إلى أقصى درجة.
-مرونة حركة وحداته القتالية، القادرة على التنقل بشكل سريع وكبير عبر شبكة أنفاق وخنادق تم إعدادها منذ تشرين الأول الماضي مع اندلاع حرب طوفان الأقصى.
-الاكتفاء اللوجستي للقوات المقاتلة لجهة توافر كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة على الخطوط الأمامية، وعدم تأثير استراتيجية قطع الطرقات على نقل السلاح والعتاد إلى الجبهة.
-تركيز قوات الرضوان التي باتت منتشرة على طول الجبهة، بناء للتعليمات التي تلقتها على تنفيذ عمليات أسر، لما سيكون لذلك من نقطة تحول سواء على معنويات العسكريين الإسرائيليين، وحتى على الداخل الإسرائيليِّ الذي سيتعرض المستوى السياسي فيه لعملية ضغط كبيرة.
-اعتماد الحزب استراتيجية الكمائن والصدام مع قوات المشاة على الأرض.
-الاستفادة من النقص في العنصر البشري ومن الدبابات، ووضع الجيش المنهك بشكل عام، بعد قتاله لأشهر عديدة في قطاع غزة
-نجاح الحزب في تنفيذ مناورات ذكية لردع العملية البرية التي لم تبدأ بعد، حيث أن مسألة تحديد الأهداف تكون لناحية الأفضلية وذات الصلة بالعملية البرية.
-تركيز الحزب على إخلاءِ القرى من سكانها بشكل كامل.
-امتناع الحزب من الحديث عن خسائره، معتمدًا نفس الاستراتيجية التي لجأ إليها عام 2006.
وتابعت المصادر بأن ضباط أميركيين وخبراء يشرفون على العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، وكان سبق وشاركوا في وضع الخطط، سواء القصف الجوي، أو التقدم البري، مؤمنين كمًّا هائلًا من المعلومات الاستخباراتية، حيث زار قائد القيادة الوسطى الجنرال غوريللا تل أبيب أكثر من مرة وعاين الحدود الشمالية، مقرة بأنه حتى الساعة لا زال التفوق الجوي الإسرائيليّ عاملًا أساسيًّا في المعركة، في ظل غياب منظومة الدفاع الجوي، علمًا أن مقاتلي الرضوان استخدموا صواريخ مضادة للطائرات تطلق عن الكتف في مواجهة المروحيات.