محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
مع استمرار الحرب العسكرية الجوية والبحرية والبرية على لبنان، تتفاعل الحرب النفسية التي يخوضها العدو ضد اللبنانيين، وتساهم وسائل التواصل بانتشار هذه الحرب ووصولها إلى كل منزل ومواطن، وهو ما يفرض على اللبنانيين تحديات كبيرة يجب أن يتعاملوا معها بحذر شديد.
من نواحي الحرب النفسية ما يقوم به المتحدث باسم جيش العدو باللغة العربية أفيخاي أدرعي بشكل يومي منتصف الليل، عبر نشره خرائط للأبنية التي سيستهدفها العدو في الضاحية الجنوبية، وهذه الحركة يهدف من خلالها أدرعي، بحسب مصادر مقربة من المقاومة، إلى نشر الخوف والقلق يومياً وحرمان اللبنانيين عموماً وأبناء الضاحية خصوصاً من النوم، مشيرة إلى أن هذه الخرائط والغارات بعدها تهدف لكي الوعي بالنار، والقول إن على أبناء الضاحية أن ينتظروا الليل لمعرفة ما إذا كانت منازلهم ستصمد أم ستُقصف، مشددة على أن صغار النفوس في لبنان باتوا يستعملون صور العدو للعبث بها ونشرها على وسائل التواصل وخلق حالة من البلبلة في مناطق عديدة.
ومن نواحي الحرب النفسية أيضاً ما يقوم به أدرعي عبر نشره صورًا ومشاهد مصورة لعمليات العدو في الجنوب، إذ تُشير المصادر إلى أن العدو يستعمل مشاهد وصورًا قديمة أو من خارج لبنان للقول إنه يدخل الأنفاق ويضبط الأسلحة، علماً أن صورة من الصور المستخدمة منذ يومين تعود إلى الحرب على داعش، وعليه تدعو المصادر إلى ملاحقة مصدر الصور والأخبار والتأكد منها عبر الوسائل المتعددة لذلك قبل نشرها.
وتضيف المصادر: "ينشر العدو مشاهد مصورة تعود إلى حرب تموز 2006، ويقول إنها مشاهد حديثة لدخوله الجنوب، ويتم نشر هذه المشاهد من قبل الوسائل الإعلامية اللبنانية ووسائل التواصل، وهو ما يتسبب بالخوف على مصير المقاومة والجنوب، ويؤدي إلى التململ داخل بيئة المقاومة تحديداً، وهو ما يجب مواجهته أيضاً والتصدي له من خلال التوقف عن نشر فيديوهات قديمة ومفبركة".
وتكشف المصادر أن الكثير من الصور التي ينشرها العدو على أنها الدليل على توغّل قواته في الجنوب مأخوذة من منازل حدودية لا تبعد عن الحدود سوى 100 متر فقط، مشيرة إلى أن على جمهور المقاومة أن يُدرك أن هدف المقاومين ليس منع العدو من الدخول بل منعه من الاستقرار والتثبيت وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر ضمن صفوفه.
أما الوضع على الحدود، فتكشف المصادر المقربة من المقاومة أن العدو لم يتمكن بعد من وضع قدم داخل الحدود اللبنانية وتثبيتها، ففي أكثر من نقطة تم تفجير عبوات ناسفة في القوة المتقدمة فعادت أدراجها، مشيرة إلى أن المقاومة قد ترغب في بعض الأحيان بدخول العدو واستدراجه إلى حيث تُريد، مذكرة بما حصل عام 2006 يوم كانت موقعة الدبابات في مناطق تقع في عمق الأراضي الجنوبية.
تدعو المصادر إلى الثقة بالمقاومة، وحرمان العدو من نجاحه بالحرب النفسية، والوصول إلى المعلومات من مصادرها المؤكدة، مشددة على أن الحرب النفسية لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية ويجب التعامل معها على هذا الأساس.