محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
قد لا يكون رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد نجح بتحويل لقاء معراب السبت إلى مؤتمر وطني يُعلن الحرب السياسية على المقاومة وسلاحها، لكنه على الأقل أظهر رغبة ونية باستثمار الحرب ونتائجها، والتي يعتقد جعجع أنها لن تكون لصالح المقاومة وفريقها.
انطلق سمير جعجع في خطابه وطروحاته التي سبقت ما يُطالب به الأميركي، ووصلت الى حدّ المطالبة بالقرار 1559 الى جانب القرار 1701 وأيضاً القرار 1680 المتعلق برسم الحدود بين لبنان وسوريا، من فرضية هزيمة المقاومة وضرورة وضع رأسها على طاولة التفاوض من أجل تجريدها وفريقها السياسي من كل المكاسب السياسية التي حققتها طيلة 20 عاماً وأكثر، فالنسبة الى القوات اللبنانية فإن الضربات القاسية التي تعرض لها حزب الله وأهمها اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله كفيلة بتثبيت هذه الهزيمة، دون انتظار أفق المعركة ونتائجها.
بالطبع، بحسب مصادر سياسية بارزة في فريق المقاومة، فإن جعجع بمضمون خطابه قد أظهر سعادة بنتائج إسرائيل خلال الحرب، ولو من دون أن يُعلن ذلك، مع الإشارة إلى أن مضمون خطاب القوات اللبنانية يتلاقى بمكان ما مع أفكار الأميركيين يوم اغتيال السيد حسن وما تلاه من أيام خمسة، بينما اليوم تبدل الخطاب الأميركي بعد الضربة الأولى لحيفا، وبعدها استهداف تل أبيب والتصدي البطولي للمقاومة في الجنوب، بينما لم تتبدل رؤية جعجع بأن نتيجة الصراع محسومة لإسرائيل.
بحسب المصادر، كان لافتاً أن مطالبة القوات اللبنانية بالقرارات الدولية الثلاث سبق التسريب الأميركي عن نوايا إعداد قرار دولي جديد يرتبط بهذه القرارات ويتخطاها، ما يُشير إلى تنسيق كامل بين الجهتين، وتُشير المصادر الى أن جعجع انطلق في مقارباته السبت وبعدها الإثنين خلال الإطلالة التلفزيونية من واقع هزيمة حزب الله، وتخطى طرح الرئيس التوافقي ليصل الى حد طرح الرئيس الذي يجب أن يلتزم تطبيق القرارات الدولية ومنها 1559 الذي يذكر اللبنانيين بمرحلة سوداء من تاريخهم، وكانت نتيجته خلافات كثيرة بين اللبنانيين.
ترى المصادر أن أهداف خطوة القوات اللبنانية باتت واضحة في السياسة، فالحرب يجب أن تُستثمر بغض النظر عن الكيفية، فالمطلوب رئاسياً الشخص الذي يجرد حزب الله من سلاحه، ويدخل لبنان ضمن مقصورات قطار التطبيع مع إسرائيل في المنطقة، مشيرة الى أن القوات تسعى اليوم الى تأجيل انتخابات الرئاسة إلى حين انتهاء الحرب، وتتحدث عن استحالة قبول "الخارج" بأنصاف الحلول، أو الترقيع أو وقف الحرب من خلال اعتماد قرارات لا تُطبق، ويبدو أن ما كانت القوات تقوله منذ شهرين عن واقع سياسي جديد في المنطقة لا تزال مقتنعة بأنه سيحصل، وهذا ما يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد شد حبال في الداخل اللبناني، حيث يخشى البعض من محاولات جدية لضرب الاستقرار الداخلي.