نوال أبو حيدر - خاصّ الأفضل نيوز
في ضوء الظروف الراهنة والحرب القائمة في لبنان، أصبح استغلال بعض الجمعيات وغيرها التي تدّعي تقديم خدمات إنسانية أمرًا واقعًا ويظهر في عدّة أشكال، فهؤلاء يحتكرون ظروف الحرب لجني الأرباح المالية والسياسية والاجتماعية عبر استغلال تلبية حاجات المواطن اللّبناني، تحديدًا في ظل الانقسام الكبير في الرأي العام اللّبناني بين مؤيد ورافض لاستقبال ومساندة ومساعدة ضيوفنا وأهلنا في كافة المناطق اللّبنانية.
عليه، فقد تعمد بعض الجمعيات إلى الترويج لنفسها من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، لكنّها تكون قد تتبع سياسات وأهداف غير شفافة أو تكون قد تستغل المساعدات على كافة أنواعها لأغراضٍ سياسية أو مالية خاصة بها.
من هنا، تقول مصادر مطلعة على الموضوع عبر موقع "الأفضل نيوز" إنّ "العديد من الجمعيات على كافة أنواعها وخدماتها تستفيد من الأوضاع المتدهورة لجذب التبرعات أو لتوسيع نفوذها على الأرض لتتحكم بزمام الأمور كما يحلو لها، معتبرةً أنّه من المهم أن يتم تقييم هذه المنظمات بعناية والتأكد من مصداقيتها وشفافيتها لضمان وصول المساعدات والخدمات إلى المستفيدين في إطار المساعدة الإنسانية فقط وليس للتعبير عن أغراض أو أهداف أخرى قد تخدم مصالحهم ومصالح أحزابهم، كما ويجب معرفة كيفية التعاطي مع هؤلاء بالشكل الصحيح".
وتضيف: "قد تلجأ بعض هذه الجمعيات إلى تعزيز أجندتها الخاصة، وقد تستخدم الأوضاع الصعبة وتعمل على استغلالها لمد يد العون ظاهريًا، لكن باطن الأمور قد يختلف ويكون الأخطر على الإطلاق".
وترى المصادر أنّ "الخطر الأكبر يكمن في استغلال الأزمات وتقديم المساعدات الاجتماعية والإنسانية ويتعداه لتعزيز النفوذ السياسي ضمن خطط مبرمجة وواضحة مع أطراف معنية لتحقيق مكاسب على حساب المحتاجين وتحقيق أهدافها التي تطمح لها".
ومن هذا المنطلق، توضح أنّه "من الضروري على المواطنين اللّبنانيين و تحديدًا المسؤولين عن إدارة هذه الأزمات أن يتمتعوا بالوعي لمواجهة هذه الممارسات وأن يطالبوا بالشفافية والمساءلة كما وبوضع خطة فعّالة لإدارتها ضمن الإطار الصحيح".
وختمت المصادر: "على الرغم من السجلات الكثيرة لبعض هذه الجمعيات التي سجلتها على مدار السنوات فهي أشهر من أن تعرف بتقديم المساعدات الإنسانية - الاستغلالية يجب مراجعة حسّها الإنساني علّها تستفيق من غيبوبتها".