حمل التطبيق

      اخر الاخبار  غارة معادية تستهدف بلدة البياضة   /   اطلاق رصاص كثيف في الضاحية الجنوبية لإنذار المواطنين بضرورة الإخلاء   /   غارة معادية تستهدف بلدة الرمادية   /   اجتماع بين ميقاتي وعون في مكتب الأخير في اليرزة   /   الوكالة الوطنية: شهيد جراء الغارة على عدلون   /   غارة معادية تستهدف مدينة الخيام   /   قصف مدفعي معاد يستهدف أطراف بلدة الناقورة   /   غارة معادية تستهدف بلدة عدشيت   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة معادية تستهدف بلدة أرنون   /   رئيس مجلس بلدة المطلة: أكثر من 60% من منازل البلدة تضررت وهناك دمار هائل للبنى التحتية بسبب صواريخ الحزب   /   جيش العدو يوجه انذارا عاجلا إلى سكان الضاحية الجنوبية   /   غارة معادية تستهدف بلدة الشعيتية   /   ميقاتي يلتقي وزير الدفاع موريس سليم في هذه الأثناء في وزارة الدفاع بحضور قائد الجيش العماد جوزيف عون وعدد من كبار الضباط   /   غارة معادية تستهدف بلدة زوطر الغربية   /   غارة معادية تستهدف بلدة مجدل زون   /   الخارجية الروسية: افتتاح قاعدة صاروخية أمريكية في بولندا خطوة استفزازية من واشنطن ترفع مستوى الخطر النووي   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة معادية تستهدف بلدة طيرحرفا   /   ميقاتي يضع اكليلاً من الزهر لمناسبة ذكرى الاستقلال على النصب التذكاري لشهداء الجيش في وزارة الدفاع   /   وصول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى مقر وزارة الدفاع الوطني   /   إعلام العدو: المحكمة المركزية تقدم اليوم لائحة اتهام بتسريب وثائق أمنية ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو   /   غارة معادية تستهدف بلدة باتوليه   /   غارة معادية تستهدف بلدة أنصارية   /   غارة معادية تستهدف بلدة عدلون   /   "معاريف" العبرية: قُتل في غزة ولبنان 110 جندي من لواء غولاني   /   الخارجية الروسية: القاعدة الأميركية في بولندا هدف يمكن ضربه بأسلحة روسية حديثة   /   

جريمة إسرائيليّة بحقّ البنية السياحية في بعلبك

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كتب رامح حمية في "الأخبار":

 

ما كان يُخشى منه منذ اليوم الأول للعدوان، حدث أول أمس، حيث استهدف العدو الإسرائيلي مبنى المنشية الأثري عند مدخل موقف قلعة بعلبك. رُدم المبنى كأنّه لم يكن، وحوله تضرّرت غالبية الأبنية، ومنها أوتيل بالميرا الذي أصيب بأضرارٍ بالغة. صحيح أن المبنى غير مُصنّف ضمن قائمة التراث العالمي، إنما خطورة ما حدث أنه يحاذي «موقعاً مسجّلاً ضمن التراث العالمي لليونيسكو، وخسارته لا يمكن تعويضها، ليس فقط للبنان بل للتراث الإنساني ككل (...) خصوصاً أن المبنى كان رمزاً معمارياً وتاريخياً وجسّد موروثاً حياً للأجيال»، بحسب ما جاء في كتاب وزير الثقافة القاضي محمد المرتضى.

 

سقطت «المنشية» وبقيت القلعة صامدة بـ«عناية إلهية»... حتى اللحظة. ولكن، بما أن لا ضمانة مع العدو، وجّه المرتضى نداء مستعجلاً إلى المديرة العامة لليونيسكو لحماية «ما تبقّى من مواقع تراثية في بعلبك، وحماية كامل التراث الثقافي اللبناني المعرّض اليوم لتهديدات متصاعدة»، داعياً إلى «تدخّل اليونيسكو الفاعل للحفاظ على إرث لبنان التاريخي». وهو ما دعا إليه أيضاً وزير الخارجية، عبدالله بو حبيب، مطالباً بمضاعفة الضغوط في مجلس الأمن «لمنع إسرائيل من استهداف المواقع الأثرية في مدينتَي بعلبك وصور وتعريضها للخطر جرّاء الغارات التي تشنها على مقربة منها».

 

أما وقد «راح» مبنى المنشية، فلم تعد ثمة خيارات كثيرة باستثناء «العمل لاحقاً على ترميمه كما كان، وهو أمر ممكن لكنه يحتاج إلى جهدٍ كبير ووقتٍ طويل... كما يحتاج إلى حماية الأحجار من السرقة»، كما يقول أحد المتخصّصين بحماية الآثار. غير أن رئيس بلدية بعلبك، مصطفى الشل، أكّد أن «ما تبقّى من حجارة من مبنى المنشية بات ضمن خطة حماية بلدية بعلبك ومديرية الآثار»، لافتاً إلى أنه «جرى الاتفاق على حماية وحراسة حجارة المبنى وفق آلية محددة بين الطرفين، على أن يتولى الحراسة عناصر من الشرطة البلدية وموظفو مديرية الآثار التابعون لقلعة بعلبك باعتبار أن المنشية جزء من إرثنا الثقافي».

 

العدو الإسرائيلي الذي ينفّذ بشكلٍ ممنهج سياسة قتل البشر وتدمير الحجر، لم يتوانَ عن استهداف أحياء ومواقع تُصنّف ضمن خانة الأماكن التراثية والأثرية. فمنذ اللحظة الأولى التي ضرب فيها العدو قلب مدينة الشمس، صار كل شيء مهدداً، وكانت البداية مع استهداف محيط «قبّة دورس» التاريخية، قبل أن تكرّ سبحة الاستهدافات، مع قصف محيط موقع «حجر الحبلى» الذي يُعتبر معلماً سياحياً يضم أكبر حجرٍ منحوتٍ في العالم.

 

ومع استهداف السوق التجاري في مدينة بعلبك، سقط مبنى مطعم العجمي، وهو الأقدم في المدينة وكان مقصداً لفنانين لبنانيين وعرب وعالميين شاركوا في مهرجانات بعلبك الدولية.

 

وقبل أسبوع من استهداف «المنشية»، وضع العدو قلعة بعلبك الأثرية ضمن قائمة المواقع المُستهدفة عندما شملتها خريطة الإخلاءات. وكانت تلك الرسالة هي الأكثر وضوحاً، بحيث بات هذا الإرث الثقافي المُدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي منذ ثمانينيات القرن الماضي عرضة للهمجية الإسرائيلية.

 

وبعد يومٍ من التنبيه، أشعل العدو مدينة بعلبك، فسقط منزل مبنيّ داخل «ثكنة غورو» المحاذية للقلعة، ما أدى إلى أضرار كبيرة في جزء من السور الروماني (يُعرف بمدخل إيعات) وكذلك «قبة السعيدين». ثم تلاحقت الضربات بعد ذلك، فطاول القصف مؤسسات سياحية ومقاهيَ ومطاعم معروفة وقديمة في المدينة مثل «قصر بعلبك» و«ليالينا» و«الرضا» وبعض أوتيلات المدينة، إضافة إلى منزلٍ تراثي يعود لآل الجوهري.

 

ليست هذه الأماكن آخر ما يمكن أن تجرفه الحرب الهمجية، إذ إن الخوف مما سيأتي لا يقلّ قساوة. وبما أنه لا يمكن الاطّلاع عن كثب على تلك الأماكن لتقييم الأضرار، قال المرتضى إنه «سيُجرى في وقتٍ لاحق مسح دقيق لمعرفة الإجراءات الواجب اتخاذها، والتأسيس أيضاً لشكاوى في هذا السياق».