محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
كان لبنان على موعد صباح اليوم الأحد مع منخفض جوّي مصحوب بأمطار غزيرة، تبيّن خلال الساعات الماضية أنها ستكون عبارة عن صواريخ على كيان العدوّ، فالمقاومة، استغلت الطقس والغيم والمطر وأطلقت غضبها على تل أبيب وما قبلها، رداً على استهداف العاصمة اللبنانية بيروت وارتكاب المجزرة في منطقة البسطة، ولهذا التفصيل أهمية كبيرة.
في الشكل، تمكن أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم من تثبيت معادلته الأولى بالنار، فالعاصمة يقابلها العاصمة، ولا يمكن للعدو أن يظنّ للحظة أنه يمكنه ضرب بيروت دون ردّ، أما في المضمون فتأكيد على قدرات حزب الله الصاروخية وقدرته على استمراره بالقتال، ودحض الشائعات التي تحدثت ولا تزال عن ضرب القدرات.
يسعى رئيس حكومة الكيان بنيامين نتانياهو للاستفادة من الوقت قبل الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب من خلال العملية البرية وتعميقها، والوصول إلى مياه نهر الليطاني لتسجيل صورة النصر الذي يبحث عنها في عيون الإسرائيليين، والدخول لاحتلال المدن الجنوبية الكبرى جنوب نهر الليطاني، وهو ما تصعبه المقاومة من خلال استبسالها بالدفاع عن هذه المناطق أولاً، ثم تكبيد العدو الخسائر الفادحة ثانياً، كذلك يُريد نتانياهو تكثيف الضربات من أجل قهر قدرات المقاومة، لذلك كانت مشاهد الصواريخ ضرورية، فهي تتساقط على فلسطين المحتلة من حدودها مع لبنان حتى وسطها.
تكشف مصادر مطلعة أن نتانياهو طلب من الأميركيين فرصة زمنية قصيرة إضافية لتوجيه الضربات القاصمة للمقاومة، وتمكينه من فرض شروطه بما يتعلق بحرية الحركة في لبنان بالدرجة الأولى، وإجبار لبنان على القبول بها، بالمقابل يستخدم حزب الله قدراته الصاروخية بحسب مستلزمات كل مرحلة، فهو اليوم بحسب المصادر يُريد أولاً الرد على مجزرة البسطا، ثانياً يُريد تأكيد قوته وحضوره وعافيته وقدرته بضرب الكيان، وثالثًا والأهم يُريد أن يثبت لنتانياهو أن ما يظنه كسباً للوقت من أجل المزيد من الإنجازات سيكون كارثياً عليه لناحية ذوبان كل الإنجازات التي تحققت سابقاً، وأن وقف الصواريخ لا يكون بتكثيف الحرب بل بالقبول بوقفها وفقاً للشروط التي وافق عليها لبنان لا وفقاً للشروط التي لا يزال يسعى لفرضها على اللبنانيين.
مع استهداف تل أبيب، نشر إعلام عربي وآخر محلِّي نقل عنه، تصريحاً منسوباً لمسؤول أمني إسرائيلي يقول بأن بيروت ستهتز الليلة رداً على ضرب تل أبيب، وهناك في لبنان من يظن فعلاً أن المقاومة هي من يستجلب العدوان، وهؤلاء يغيب عن عقلهم وفهمهم عن قصد أو عن غير قصد أن العدو لا يحتاج لتبرير وذريعة، وهو يستهدف بيروت أصلاً واستهدفها سابقاً قبل استهداف تل أبيب، وبالتالي بحال كان العدو يضرب بيروت متى أراد، فلم لا يكون ضربها بعد ضرب تل أبيب، فبدل أن تُقصف عاصمة لبنان لوحدها، فليكن القصف على عاصمة الكيان أيضاً.