ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
كل المؤشرات تدل على أن الأمور ليست ذاهبة نحو تسوية أو وقف للعمليات العدائية، رغم الأجواء الإيجابية الحذرة التي يصر المعنيون بالمفاوضات في بيروت، على إشاعتها، والتي تعاكس مناخاتها وقائع الميدان كلها، أو أقله تؤشر إلى أن المفاوضات من أجل تحقيق هذا الهدف، الذي يصعب التكهن في مدته الزمنية، سيحصل تحت قصفِ ودمارِ مسلسل الفعل ورد الفعل.
احتدامُ الوضع العسكري واكبه تعقيدٌ كبير في الوضع السياسي، عبرت عنه عظة الأحد للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العالية السقف حول "شرعية" الجهة التي تتولى التفاوض، وكلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي قال "بدقيقة"، الكثير فيما خص رئاسة الجمهورية.
موقفان سيكونان بالتأكيد عنوان الحركة السياسية للأسبوع الطالع، ليبقى النصف الثاني من الحركة السياسية ملك ثلاثة، بنيامين نتانياهو نفسه، الذي “يدوزن” إيقاع لعبة الحرب والتسوية على عقارب ساعته، دونالد ترامب، المؤيد للحرب وأسبابها وخلفياتها، آموس هوكشتاين، “الفالل وبايدن راعيه”، في ظل معطيات من واشنطن ترجِّح أنه هذه المرة “وجهه وجه الضيف”، لن يعود، ما يعني أن مهمته قد انتهت.
وعلى طريق الخرق السياسي الموعود، تبقى الكلمة للميدان، من غارة البسطة وسرها الغامض، من نعيم قاسم إلى محمد حيدر وبينهما طلال حمية، إلى ما يحصل على الحدود الجنوبية، حيث، يعمل الجيش الإسرائيليّ على تعزيز وضعه في القطاعين الشرقي والغربي، في مقابل سعي حزب الله إلى إعادة إحياء البعض من معادلات الردع السابقة.
في هذا السياق، ترى مصادر متابعة، أن استهداف حزب الله لتل أبيب يعكس تطبيقًا مباشرًا للمعادلة التي كان سبق أن أعلن عنها السيد حسن نصرالله وأعاد التأكيد عليها، الأمين العام الجديد للحزب الشيخ نعيم قاسم، والقائمة على "بيروت مقابل تل أبيب"، وهي هجمات تحمل دلالات استراتيجية تشير إلى قدرة الحزب على تحقيق توازن الردع مع إسرائيل واستمرار حضوره في المشهد الميداني، ردًّا على النظرية التي يرددها بعض الداخل عن سقوط نظرية الردع.
وتتوقف المصادر عند مجموعة من المؤشرات، التي تعكسها تلك الاستهدافات الصاروخية، على قلتها، وأبرزها:
ـ جاهزية القدرات الصاروخية لحزب الله، وفي ذلك رد غير مباشر على المزاعم الإسرائيلية المتكررة بتدمير البنية القتالية للحزب أو إضعافها إلى حد كبير، بلغت بالبعض لتحديد نسبة ٨٠٪.
ـ عمل القوة الصاروخية وفقًا لسلسلة القيادة، ما أثبت استمرار التواصل وقرة منظومة القيادة والسيطرة، على استخدام المقدرات الصاروخية عند اتخاذ القرار بذلك، توقيتًا وكمًّا ونوعًا، ما يدل على ترميم الجسم القيادي بعد سلسلة الخسائر والأضرار التي أصابته.
ـ الخلل في القدرة الإسرائيلية على منع الهجمات أو اعتراضها بفاعلية، وهو ما يعني امتلاك الحزب القدرة التكتية والاستراتيجية، على ضرب أهداف دقيقة بغض النظر عن الاستعدادات الإسرائيلية.
وهنا يطرح السؤال حول دور منظومة "ثاد" الأميركية، المخصصة لاستهداف الصواريخ البالستية، والتي لم يتم تشغيلها رغم استخدام الحزب لـ"فاتح ١١٠".
مع الإشارة هنا إلى أن حزب الله استخدم خلال الأيام القليلة الماضية مسيرات وصواريخ نوعية، لأول مرة، منها المجنحة التي تحلق على علو منخفض لتلافي الرادارات.
ـ تأكيد حتمية الرد على أي استهداف إسرائيلي، مما يجعل تحقيق تل أبيب لأهدافها العسكرية البعيدة المدى أمرًا صعبًا، ما قد يضغط في اتجاه التفكير في تسوية سياسية بدلاً من تصعيد المواجهة.