عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز
غالب الظن، أن جلسة 9 كانون الثاني النيابية المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية ستظل مادة التداول الأساسية حتى إشعار آخر، وهي حفّزت بعض المرشحين "المضمرين" إلى المجاهرة بترشيحهم كما فعل النائب نعمت أفرام وكما لوّح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أكد أنه جاهز للترشح في حال أبدت كتل نيابية استعدادها لدعمه، مفترضًا أن سقوط نظام بشار الأسد يمكن أن يحمله إلى بعبدا.
وتؤكد أوساط سياسية على صلة بالملف الرئاسي لـ"الأفضل نيوز" أن على لبنان اقتناص رئيس للجمهورية في الجلسة المقررة وعدم إضاعة هذه الفرصة لملء الشغور الرئاسي، مشيرة إلى أن من الأفضل انتخاب الرئيس قبل استلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة، لأن الأمور قد تصبح أكثر تعقيدًا بعد تنصيبه رسميًّا.
وتلفت الأوساط إلى أن معظم مكونات اللجنة الخماسية هي مع إنجاز عملية الانتخاب في الموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري، "بينما الاعتبارات الأميركية قد تكون مغايرة في المرحلة الانتقالية بين إدارة راحلة وأخرى وافدة وهذا ما عكسه أحد تصاريح مستشار ترامب اللبناني مسعد بولس."
وتشدد الأوساط على أن الأولوية القصوى هي للتوافق على اسم محدد، "أما إذا تعذر حصول ذلك، من الآن حتى عشية جلسة 9 كانون الثاني المقبل، فقد يتم الذهاب إلى معركة ديموقراطية بين ثلاثة أسماء يجري التفاهم على اختيارها مسبقًا لخوض المنافسة الانتخابية، بحيث تكون المعركة مضبوطة السقف."
وتشير الأوساط إلى أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سيظل المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي وحلفائهما في حال الإخفاق في تحقيق التوافق.
وتنبه الأوساط إلى أن قوى المعارضة تكون واهمة إن ظنت أن بإمكانها صرف التحولات السورية في الحسابات الرئاسية للإتيان بشخصية مفصلة على قياسها، مشيرة إلى أنه يستحيل أن تستطيع فرض رئيس من صفوفها على الآخرين لأن توازنات المجلس النيابي الحالي لم تتغير.
وتعتبر الأوساط أن تلميح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى استعداده للترشح يندرج في سياق التسالي السياسية في الوقت الضائع "وهو يعرف قبل خصومه أن وصوله إلى قصر بعبدا مستحيل."
وتشير الأوساط إلى أن بعض حلفاء جعجع المسيحيين هم أول الرافضين لفكرة انتخابه رئيسًا وذلك ربطًا بحسابات التنافس السياسي والحزبي في الساحة المسيحية.
وتشدد الأوساط على أن ليس هناك من أي مجال لاستعادة سيناريو عام 1982 حين حصل الاجتياح الإسرائيلي الواسع للأراضي اللبنانية حتى بيروت وتوافرت الظروف المؤاتية لوصول بشير الجميل إلى سدة الرئاسة، بينما لم يتمكن العدو الإسرائيليّ في عدوانه الأخير من احتلال كامل مدينة الخيام الملاصقة للشريط الحدودي.
وتدعو الأوساط إلى اعتماد الواقعية في مقاربة الاستحقاق الرئاسي والكف عن خوض المغامرات السياسية الخاسرة، آملة في أن يستفيد بعض "الحالمين" من دروس التجارب السابقة بدل الإصرار على تكرارها.