مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
من منّا لا يعرف فيلم "هوم ألون" الشهير؟ ذاك الفيلم الذي نشاهده ليلة عيد الميلاد ورأس السنة؟ لدرجة أن لا رهجة للعيد من دون مشاهدته إمّا على قناة يوتيوب أو عبر شاشات التلفزة الأوروبية التي تعيد عرضه مرارًا وتكرارًا.
وقصة فيلم Home Alone تدور حول الطفل "كيفن" الذي تركته أسرته سهوًا في المنزل لقضاء إجازة عيد الميلاد في فرنسا، ويفاجئ الطفل لصان يحاولان السطو على المنزل، غير أنه يستخدم حيلًا ذكيةً للإيقاع بهما ويتسبب لهما في الكثير من المتاعب، بمواقف كوميدية ومقالب ذكية.
الفيلم يعتبر أكثر الأفلام الكوميدية تحقيقًا للأرباح عبر التاريخ حيث حقق فترة عرضه إيرادات قُدرت بـ 476.7 مليون دولار، قبل أن يتخطاه فيلم "صداع الكحول" عام 2011.
وهذا الفيلم من بطولة الطفل ماكولي كولكين (9 سنوات) وكان رائعاً في تمثيله، ونجح الفيلم ماديًا وامتدحه النقاد.
وأبدع الطفل ماكولي كولكين في تمثيله المقنع وأحداث الفيلم المشوقة. ومرّت الأيام وكبر الممثل منذ 1990 حتى 2020 واقترب من الأربعين من العمر من دون أن يقدّم في السينما أي نجاحٍ، لدرجة أنّ كثيرين نسوا اسمه وبقي ينادى بـ" بطل هوم ألون". وصحيح أنّه لاقى نجاحًا ولمس النجومية في طفولته، لكنّه فشل في حاضره. لربّما كان السبب وراء ذلك الفيلم النعمة النقمة، وربّما كان على الأهل أن يفكروا بذلك قبل توقيع عقد يدر المال عليهم، لأنه دمّر مستقبل ولدٍ لمس الشهرة ربّما من دون أن يكون بحاجة لها. الطفل كان بحاجةٍ للأرجوحة والطابة واللعب مع أصدقائه في أزقة الشوارع، وليس أن يصبح مشهورًا لهذه الدرجة. وكان عليهم تعليمه مهنة ما كالطب والمحاماة، أو مهنة يدوية كبقية الناس فالنجومية كالشمس سرعان ما تغرب، تمامًا كالولد الذي أصبح منسيًا. وأنا كأمّ، حزنتُ على ماضي هذا الطفل الذي أضحك الجميع وخسر نفسه.
الثروة دمّرت حياة ماكولي كولكين
تقاعد بطل home alone منذ الطفولة، بعد أن دفع ثمن شهرته التي تسببت بإدمانه الهيروين والمخدرات، بحسب صحيفة "ذا ميروي" البريطانية. وعاش الصبي ذو الشعر الأشقر مأساةً بعد هذا الفيلم، على حساب سعادة كل مشاهدٍ. ولا نزال نشاهد الفيلم في كل مرةٍ يشعر فيها الطفل الأربعيني بالمأساة.
وفي تصريحاتٍ خاصةٍ له، اعترف أنّه قضى شوطًا كبيرًا من أيام تعاطيه المخدرات. وعام 2004، ألقت الشرطة القبض عليه في مدينة أوكلاهوما لحيازة كمية 17.3 غرامات من المخدرات والمواد المحظورة، ثم حُكم عليه بالسجن لفترة طويلة قبل أن يتم الإفراج عنه بغرامة 4000 دولار. وعام 2012، تم تصويره وهو يبدو مريضًا في الشوارع، وحيدًا مع هرّته ويائسًا. لذلك، الثروة دمّرت حياته.
وبعد تلك السلسلة من الضربات الفنية، توقّف كولكين عن التمثيل تمامًا، واختار الخروج من عالم نجومية "الطفل الوحيد" من أجل محاولة عيش حياة طبيعية إلى حدٍ ما.
وتزامن ترك عالم الفن في وقتٍ صعبٍ في حياته الشخصية، حيث قرر والداه الانفصال عام 1995، ثم دخلا في معركة حضانة شرسة للغاية على كولكين وإخوته وأخواته الستة.
تقدّمت والدة كولكين، باتريشيا، بطلب الحضانة الكاملة للأطفال، وتقريبًا تمّ ابتعاد كولكين عن والده منذ ذلك الحين.
ونصيحة لوجه الله. لا تقرروا مصير أطفالكم ومستقبلهم على حساب سعادتكم.