تمجيد قبيسي - خاص الأفضل نيوز
لطالما كان الضباب مسيطراً على تركيبة مجموعة جنود الرب خصوصاً عند ظهورها على العلن، حتى أن الجزء الأكبر من أبناء الشارع المسيحي كانوا يبدون امتعاضاً علنياً على تصرفاتهم وسط ريبةٍ من مآلات استمراريتهم ونموهم، في المقابل أيدت فئة أخرى نشوء مجموعة تحت عنوان "الأمن الذاتي" لمواجهة المخاطر المحيطة بهم في وقتٍ يشهد الوطن تفلتاً أمنياً بحد تفكيرهم.
نشأت علاقة متينة بين حزبي القوات اللبنانية والكتائب مع هذه المجموعة التي ينتمي معظم أفرادها لفكر بشير الجميل، غير أن عدد من المنتسبين للحزبين كانوا قد انضموا لجنود الرب لعوامل عديدة أبرزها عقدة الانضباط والشعور بالضعف والتهميش، ورأوا من اتخاذ الخطوات التي أقدموا عليها من التشدد المذهبي والعقائدي تسخيراً لتعاليم السيد المسيح، الى جانب التأييد الشعبي وإمكانية استقطاب أعداد إضافية مؤمنة بهذا النهج اليميني.
ظل الهدف الأساسي لممولهم أنطون الصحناوي مبطناً، وإن تبرر وجودهم مع الخطوات الأولى لنشأتهم، أي حماية المصارف التي شهدت اقتحامات عديدة من المودعين، بما يعني أنهم يعملون تحت عنوان فريق أمني، كما أن معظم أفرادهم هم مساجين سابقين وفق تقارير أمنية.
مع مرور فترة من الزمن شهدت العلاقة بين حزب القوات وجنود الرب زعزعةً على المستوى القيادي، علماً أن القوات قد استثمروا وجودهم كثيراً لتنفيد أعمال دون بصمة قواتية، لتتأرجح هذه العلاقة لحوالي العام الكامل، الى أن قسمت القوات ظهر البعير منذ حوالي الشهرين، إذ أقدم أحد مسؤولي القوات وفق مصادر أمنية الى تقديم معلومات لمخابرات الجيش تدين المدعو "فارس د." مفادها أن الأخير أقدم برفقة مجموعته على التهجم على عدة محال تجارية واقعة في محيط مستشفى جبل لبنان في منطقة غاليري سمعان.
مع العلم أن هذه المجموعة التي اعتدت على المحال والعاملين فيها، قد هددت أصحابها بالعودة مرة أخرى وتكرار ما جرى في حال عدم المغادرة والإغلاق بشكلٍ فوري، قائلين بصريح العبارة "هيدي المحلات بدا تتسكر بأمر من القوات".
وقد شهد الأسبوع الماضي إشكالاً بين الطرفين في محلة الأشرفية، أدى الى مقتل مسؤول القوات في كرم الزيتون رولان المر، مما فجر العلاقة على العلن بينهما، فما مصير هذه العلاقة مستقبلاً؟