هنادي عيسى - خاصّ الأفضل نيوز
بداية الشهرة كانت مع فوزها بلقب ملكة جمال لبنان ومن ثم وصولها إلى نهائيات ملكة جمال العالم. ما الذي تتذكره فاليري أبو شقرا من تلك التجربة؟
بهذا الموضوع بدأنا حوارنا في الأفضل نيوز معها فقالت "لا شك في أن تلك التجربة كانت مميزة وجميلة جداً، وأنا فخورة جداً بها، لا سيما أنها كانت نقطة تحوّل في حياتي، ولا تزال ذكرى رائعة وعزيزة جداً على قلبي.
ما الذي تغيّر فيها منذ ذلك الوقت وحتى اليوم؟
أشارت "لقد شهدت حياتي تغييرات كبيرة منذ أن تم انتخابي ملكة جمال لبنان في عام 2015. فقد عملتُ بجدّ على تطوير نفسي، وتعلّمت أن الشخص الذي يخوض العديد من التجارب في الحياة، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني أو الاجتماعي، ينضج ويتطور مع كل تجربة. هذه التجارب تساهم في تنمية الفكر وتشكيل الشخصية.
أنا شخصياً شهدتُ تغييرات ملحوظة، وزادت ثقتي بنفسي بشكل كبير. أصبحت أكثر قدرةً على اكتشاف ما أحب، وأعرف ما يناسبني، وأين أجد ذاتي. لا شك في أن رحلة التعلّم والنمو مستمرة وطويلة، ولهذا ما زلت أسير على دربها، ملتزمةً بالتطوّر الدائم.
وتضيف "أفضل نصيحة تلقيتها للتعبير عن هويتي أنني و على مرّ السنين، تلقيت العديد من النصائح وكان لكل واحدة منها تأثير خاص في حياتي. لكن النصيحة الأقرب إلى قلبي والتي لا أملّ من تذكّرها هي العودة إلى ذاتي الداخلية، مهما كانت الظروف أو التحدّيات. لطالما نصحني أهلي بالتركيز على جوهري الحقيقي والتمسك به في كل موقف، حتى عندما أواجه مواقف صعبة أو مغريات قد تشتّتني. كانوا دائماً يشجّعونني على أن أكون وفيّة لنفسي وألاّ أسمح للشهرة أو للظروف العابرة بأن تؤثر في قراراتي أو توجّهاتي. هذه النصيحة علّمتني أن القوة الحقيقية تكمن في التمسّك بمبادئي وأصلي، وأن العودة إلى ذاتي في الأوقات الصعبة تجعلني أكثر صفاءً وثقةً في نفسي.
إذا عاد بكِ الزمن إلى الوراء، ماذا تغيّرين في مسيرتك؟
قالت فاليري "لن أغيّر أي شيء على الإطلاق إذا عاد بي الزمن إلى الوراء. فأنا أؤمن بأن كل تجربة مررتُ بها، سواء إيجابية أو سلبية، كانت جزءاً أساسياً من رحلتي في الحياة. تعلّمت درساً جديداً من كل لحظة وكل قرار، والتجارب، رغم اختلافها، ساهمت في أن أكون الشخص الذي أنا عليه اليوم. ولذلك، أنا مستعدّة لتكرار التجارب نفسها، لأنني أدرك أن كل قرار اتخذته كان مدروساً ومبنياً بوعي ومسؤولية كاملة، وقد تحمّلت بكل شجاعة نتائجه، سواء كانت مُفرحة أو مُحبِطة.
وما أكثر ما أردت إثباته حين اقتحمت عالم التمثيل فأجاب "أردتُ من دون شك أن أُثبتَ موهبتي في التمثيل، وأتعرّف على الأصداء والتعليقات حول أدائي. قد يبدو عادياً أن تتجه الجميلة التي تشارك في مسابقة ملكة جمال لبنان إلى مجال التمثيل، لكنني كنت أرغب في إثبات أنني أملك موهبة حقيقية وكفاءة في هذا المجال، ولا أعتمد على جمال مظهري.
وأودّ الإشارة إلى أنني درستُ الإخراج وكنت أحب التمثيل منذ وقت طويل، وكان لديّ بعض التجارب السابقة في هذا المجال قبل انضمامي إلى مسابقة ملكة جمال لبنان. لذلك، كان من الضروري بالنسبة إليّ أن أعمل بجدّ وأثبت براعتي وكفاءتي، وألاّ أعتمد فقط على لقبي كملكة جمال لبنان.
حققتِ نجاحاً لافتاً في كل المسلسلات التي شاركتِ فيها. ما هو المسلسل الأحبّ إلى قلبك؟
مسلسل "ما فيي" هو الأقرب إلى قلبي، لأن تصويره استغرق وقتاً طويلاً وكان مكوّناً من جزءين، ولا يزال الناس لغاية اليوم يحبّون الشخصية التي أديتها فيه. وما يلفت انتباهي حقاً هو أنني ألتقي بالكثير من النساء اللواتي يخبرنني بأنهنّ أطلقن اسم "يسما" على بناتهنّ تيمّناً باسمي في المسلسل. هذا الأمر له تأثير كبير فيّ ويملؤني بالسعادة ويجعلني أشعر بالفخر. لذلك، أستطيع القول إن مسلسل "ما فيي" منحني طاقة إيجابية وكان قريباً جداً مني.
ما هو مفتاح النجاح؟ وكيف حافظت فاليري على نجاحها على مرّ السنين؟
المثابرة على تطوير الذات هي بلا شك مفتاح رئيسي للنجاح. فالوصول إلى القمة، سواء من خلال تحقيق الشهرة أو كسب محبة الناس، لا يعني أبداً التوقف عند هذا الحد. فالمنافسة قائمة بشكل دائم، والعالم يتغير باستمرار، مما يجعل الحاجة إلى اكتساب مهارات ومعارف جديدة أمراً ضرورياً.
على كل فرد أن يحرص دائماً على تنمية نفسه، من خلال تعلّم كل ما هو جديد ومفيد في مجاله. فالتعلّم المستمر يفتح آفاقاً أوسع ويمنح الشخص ميزة تنافسية في مواجهة التحدّيات. وفي نهاية المطاف، يبقى الاجتهاد والعمل الدؤوب هما سرّ النجاح الحقيقي، بغض النظر عن المجال الذي يختاره الإنسان لتحقيق طموحاته.
هل من خطوة فنية ندمتِ عليها؟
لا، لم أندم يوماً على أي خطوة قمتُ بها.
أجمل تجربة مهنية عشتها لغاية الآن؟
برنامج "الرقص مع النجوم" هو ربما من أجمل التجارب التي عشتها، لا سيما أنه كان أول تجربة لي بعد فوزي بلقب ملكة جمال لبنان، وكنت لا أزال صغيرة وغير متمرّسة. كانت تجربة جميلة جداً، لا سيما أنني أعشق الرقص.
ممَّ حرمتكِ الشهرة؟
لم تحرمني الشهرة من أي شيء، فقد كنت دائماً حريصة على الحفاظ على خصوصيتي وحمايتها من أن تصبح مادة للعلن. منذ أن أصبحت شخصية معروفة، عملتُ على وضع حدود واضحة تفصل بين حياتي الشخصية وحياتي المهنية، مما ساعدني على تجنّب الشعور بأن الشهرة قد سيطرت على حياتي أو حرمتني من أي جانب منها.
لقد سعيت دائماً إلى تحقيق التوازن بين النجومية وحياتي الشخصية، بحيث أخصّص وقتاً كافياً لأهلي وعائلتي وأصدقائي، وأحرص في الوقت نفسه على التركيز على مسيرتي المهنية وتنمية نجاحاتي.