حمل التطبيق

      اخر الاخبار  المسيرات الإسرائيلية تحلق فوق العاصمة ‎بيروت وضواحيها   /   ‏وزير خارجية الأردن: زيارة الملك إلى أميركا ستؤدي لمزيد من العمل المشترك لتحقيق السلام بالمنطقة   /   وزير خارجية الأردن: تطورات إيجابية في المنطقة نحتاج أن نبني عليها   /   حماس: إسرائيل تتعمّد تأخير وعرقلة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وخاصة الخيام والبيوت الجاهزة والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض   /   حماس: للتدخل ومعالجة الخلل في تطبيق البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار   /   حماس: للتدخل ومعالجة الخلل في تطبيق البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار   /   هيئة البث الإسرائيلية: عملية تياسير وقعت في ساعة الذروة التي يتأهب فيها الجيش الإسرائيلي   /   مصدر قطري لـ"الجديد": زيارة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى بيروت تهدف لتأكيد دعم الدوحة للعهد الجديد في لبنان والتأكيد على ان الدوحة جزء من تفاهمات اعضاء اللجنة الخماسية   /   الجيش: تفجير ذخائر في حقل القليعة - مرجعيون ما بين الساعة 10:00 والساعة 18:00   /   القناة 13: منفذ عملية تياسير نجح في السيطرة على الطابق العلوي من البرج العسكري وإدارة الاشتباك مع الجنود   /   الجيش اللبناني بدأ بالانتشار في بلدة الطيبة   /   الرئيس عون: لا يجوز إساءة استعمال الحرية تفاديًا لحصول خلل كبير وحصانة المحامين ليست لمخالفة القوانين وسوء استعمالها يضرّ بسمعة المحامي وكرامة نقابته   /   الرئيس عون لوفد نقابة المحامين في بيروت: أنتم الجناح المكمِّل لعمل القضاء وعليكم مسؤولية المشاركة في تحقيق العدالة لأن القضاء والأمن هما الأساس في استكمال قيام دولة الحقّ والقانون   /   القناة 12 الإسرائيلية: قائد القيادة الوسطى بالجيش يتوجه إلى حاجز تياسير وقرار بفتح تحقيق في العملية   /   محافظة جنين: استشهاد 38 فلسطينيا من محافظة جنين ومخيمها منذ بدء العدوان   /   الرئيس ‎عون التقى المدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا ونائبه العميد حسن شقير وبحث معهما الأوضاع الأمنية   /   وسائل إعلام عبرية: منفذ عملية إطلاق النار عند حاجز تياسير شمال الضفة ارتدى سترة واقية من الرصاص   /   التلفزيون التركي: اندلاع حريق في حي يوكارا ديكمان بالعاصمة أنقرة   /   الصين تعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على النفط الخام وواردات أخرى من الولايات المتحدة   /   تركيا تعلن وصول 15 أسيرا فلسطينيا أفرجت إسرائيل عنهم في صفقة التبادل كمرحلة أولى من استقبال المبعدين من غزة   /   إذاعة جيش العدو الإسرائيلي: 8 جرحى جراء عملية إطلاق نار اتجاه حاجز تياسير شمالي الضفة الغربية   /   غرفة التحكم المروري: 8 جرحى في 3 حوادث سير خلال 24 ساعة   /   نتنياهو: بعد الاجتماع مع ويتكوف سيتوجه الفريق المفاوض إلى ‎الدوحة نهاية الأسبوع لمناقشة استمرار تنفيذ الاتفاق   /   الجيش ينفذ عمليات دهم في عدد من قرى شرق وغرب بعلبك بحثا عن مطلوبين ويوقف شخصين   /   إعلام إسرائيلي: الجيش الإسرائيلي يغلق حاجز تياسير جنوب شرق جنين ويستدعي قوات إضافية إلى المنطقة   /   

كيف ستتعامل "إسرائيل" مع تداعيات حرب غزة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. علي ناصر - خاص الأفضل نيوز

 

انتهت حرب غزة التي استمرت 471 يوماً، والتي بدأت في 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023 واستمرت حتى 19 يناير/كانون الثاني 2025. ومع ذلك، يخضع وقف إطلاق النار إلى اختبار دقيق بعد محاولة من اليمين الإسرائيلي لإعاقته وعرقلته، لكن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة "دونالد ترامب" فرضت إرادتها السياسية، بعكس الإدارة السابقة برئاسة الصهيوني "جو بايدن" الذي لم يمارس سلطته على الفعل الإسرائيلي. في الحقيقة، وضعت إسرائيل مجموعة من الأهداف المعلنة والمضمرة، وعملت بوحشية على تحقيقها، وفي المقابل، كانت المقاومة الفلسطينية تعمل على منع قوات الاحتلال الصهيوني من تحقيق أهدافها.

 

يمثل انتهاء الحرب في قطاع غزة بالمعنى السياسي معضلة للكيان الصهيوني، وبدأ يظهر ذلك بالاستقالات التي طالت مراكز القرار داخل الجيش الإسرائيلي، وبحالة القلق المجتمعي التي عكسته الصحافة الإسرائيلية. 

 

في المحصلة، إن انتهاء الحرب على غزة ستنعكس على جوانب متعددة تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية داخل الكيان الصهيوني.

 

التداعيات على الجيش الإسرائيلي

 

شكل طوفان الأقصى صدمة نفسية للجيش الإسرائيلي فردياً وجماعياً، والجيش في إسرائيل يمثل رمز وقوة الكيان، وأي خلل يحدث له ينعكس ذلك على المجتمع هناك، لذلك اعتمدت المقاومة استراتيجية توهين الجيش، وبالتالي عندما شعرت المؤسسة العسكرية بفقدان ثقة المجتمع، واهتزت المعنويات العامة بها، أظهرت وحشية غير مسبوقة من حيث سلوك الفردي والجماعي مارستها اتجاه المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، والإفراط غير المبرر في استخدام القوة كان محاولة للتأكيد على كفائته التي فقدها أمام المجتمع على صعيد القيادة والأفراد. 

 

أكثر من ذلك، يفترض توقف الحرب أن يقود نحو إعادة إحياء الأسئلة المصيرية والوجودية نفسها التي ظهرت داخل المجتمع الإسرائيلي عند بدء طوفان الأقصى. 

 

 معضلة الأوضاع الأمنية

 

لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من إنهاء "الخطر الأمني" على المجتمع والدولة الذي نشأ بفعل طوفان الأقصى، من أجل ذلك، اتجهت المؤسسة الأمنية إلى مقاربة ذلك بما يسمى "اليوم التالي للحرب" عبر تكريس وقائع سياسية لا تتطابق مع نتائج الحملة العسكرية التي شنتها، ولكن الحقائق الشعبية وقدرات المقاومة بصفتها حركة تحرر قابلة للاستمرار تدفع إسرائيل إلى البقاء في نفس المستنقع وهو عدم قدرتها على حسم المعركة عسكرياً، بناء عليه ستبقى المعضلة الأمنية قائمة ومستمرة، لذلك تعمل إسرائيل على عدم الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق وتطالب بحرية الحركة داخل القطاع عبر استمرار طلاعاتها الجوية والتحرك العسكري عندما تقدر ذلك كما يحث مع الضفة الغربية، وهذا يفترض استمرار وتكرار العمليات العسكرية، مما سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والدفع نحو تصعيد المواجهات مع المقاومة.

 

بداية التغير الدولي اتجاه السردية الإسرائيلية

 

كانت حرب غزة ثقيلة من ناحية الخسائر البشرية على الشعب الفلسطيني، وفي المقابل كانت نتائجها قاسية على سمعة "دولة إسرائيل"، لقد خرجت في العالم التظاهرات المؤيدة والمتضامنة مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وطالبت بمحاسبة إسرائيل بفعل أدائها العسكري في قطاع غزة. 

 

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت الصهيونية كحركة استعمارية، وسقطت الأساطير التاريخية في تأسيس الكيان الصهيوني. وأكثر من ذلك، تحرك القضاء الدولي اتجاه الحكومة الإسرائيلية وأصبح الجندي الإسرائيلي ملاحق في عدد من دول العالم الذي نتج عنه تراجع النفوذ الإسرائيلي في المحافل الدولية. 

 

في المحصلة، تتجه إسرائيل إلى العزلة عن المجتمع الدولي وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى الإصرار على وقف إطلاق النار في غزة. وبفعل حرب غزة فقدت إسرائيل شرعيتها بصفتها دولة حديثة تمارس الديمقراطية، وتطبق حقوق الإنسان. أكثر من ذلك، سقطت السردية الإسرائيلية اتجاه فلسطين والشعب الفلسطيني وسقطت سرديتها اتجاه فكرة وجدوها وتأسيسها، وأصبح العالم يتجه نحو مقاربة جديدة للقضية الفلسطينية مما سيعمق المأزق الإسرائيلي الدولي والذي ستكون تداعياته هائلة على مصير الكيان الصهيوني.

 

عدم القدرة على تصفية القضية الفلسطينية

 

في الحقيقة، شكلت حرب غزة المرحلة الأخطر على القضية الفلسطينية، وكان الهدف الإسرائيلي الفعلي تصفيتها بالقوة وإنهاء الوجود الفلسطيني كشعب على كامل فلسطين التاريخية. وأثبتت الوقائع أن هدف إسرائيل المعلن تصفية المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس لم تسطع تحقيقه، ولهذا الأمر تداعيات ستطال الواقع الإسرائيلي من حيث الخوف والقلق والعجز، وستطال الواقع الفلسطيني من حيث الأمل والقدرة والاستمرار في تبني المقاومة، وسيضعف ذلك المحاولات التي تدفع بها الولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض حلول تتجاهل مطالبه وحقوقه التاريخية.

 

المحصلة

 

لم تعد القضية الفلسطينية حالة وطنية محلية بل أن طوفان الأقصى جعل منها قضية عالمية وحركة تحرر ضد العنصرية وحركة مقاومة ضد الاحتلال. 

 

أثبتت حرب غزة أن تصفية القضية الفلسطينية أمر شائك ومستحيل بفعل صلابة الهوية الفلسطينية وتجذرها. ستدفع حرب غزة نحو مزيد من التأييد والزخم الشعبي للقضية الفلسطينية بفعل الصمود الهائل للشعب الفلسطيني. لقد تغيّر العالم وانقلبت المشاعر ولم تعد السياسة كما كانت، وهذه الحرب ليست كغيرها من الحروب وستترك أثاراً عميقة ليست فقط داخل المجتمع الصهيوني بل على صعيد العالم.