مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
في الماضي القريب، وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي على تمويل بقيمة 257.8 مليون دولار لتحسين خدمات إمدادات المياه في البقاع وبيروت الكبرى وجبل لبنان. وعلى الرغم من أنّ لبنان يتمتع بأحد أعلى مستويات هطول الأمطار في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، إلّا أنّه يواجه نقصًا في المياه.
وكما كلّ المناطق اللبنانية، ارتفعت فاتورة المياه في ظل النقص الحادّ في المياه، بحيث اعتمد المواطنون بشكل أساسي على شراء المياه من مصادر خاصة. فلا تنحصر أزمة المياه ببيروت وجبل لبنان، بل على كل قرية ومدينة في لبنان، تعاني أزمة مياه تتمثَّل بعدم وصول المياه إلى المنازل، كمًّا ونوعًا. في حين تعوِّض مصادر المياه الخاصة هذا النقص، ممّا يرفع فاتورة المياه على المواطنين. وما يُنهك الوضع أكثر، غياب الكهرباء إذ تقلِّص ساعات التقنين فرصة ضخّ المياه من الآبار التابعة لمصالح المياه.
بحيرة القرعون تنهار
انخفض مخزون بحيرة القرعون دون الـ 60 مليون متر مكعب، ما قد ينعكس على إنتاج الطاقة الكهرومائية خلال الأشهر المقبلة. أمّا مستوى ارتفاع المياه في السدّ عن سطح البحر سجّل 839.04 متراً. ومخزون المياه في بحيرة القرعون 58 مليون و436 ألف متر مكعب. وتصريف نهر الليطاني يبلغ 2.85 متر مكعب/ثانية. والمياه المعَنَّفة في معمل عبد العال 5.59 متر مكعب/ثانية.
بحيرة القرعون ليست الوحيدة من تشكو من هذا الوضع، فلبنان بأكمله يعيش حالةً من الجفاف والشّح في المياه بسبب عدم تساقط المياه. أضف إلى ذلك، سوء إدارة الخدمات المائية وعدم قدرة البلد على تغطية النفقات المادّيّة.
وقد يؤدي تغير المناخ إلى خفض المياه في موسم الجفاف إلى النصف بحلول عام 2040 وزيادة شدة الفيضانات وموجات الجفاف. وعلاوة على ذلك، ونتيجة للأزمات المتعددة التي واجهت لبنان على مدى السنوات الماضية، أعاقت التحديات الإنمائية والمالية بشدة التخطيط الفعال للبنية التحتية للمياه وتنفيذها وصيانتها، كما أعاقت تحقيق الاستدامة في خدمات القطاع.
وفي حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، أكّد رئيس دائرة البقاع الجنوبي في مؤسسة مياه البقاع، المهندس محمود مراد، بوجود تأمين حادّ على معظم المصادر المائية في القرى، خصوصًا أنّ نسبة المتساقطات الآن ضئيلة جدًا. وحتّى ولو أنّنا سنُقبل على شهرٍ شتوي كامل، لكنّه ليس كفيلًا بتردّي الأحوال الجوفية.
بالمبدأ العام، نعاني من أزمة كهرباء ما يمكنها أن تأثر سلبًا على المياه. لذلك، نحنُ نعيش أصعب عام يمر على قطاع المياه في البقاع. ولا نزال نثابر بهدف تأمين المياه للمحافظة على الموارد المائية، لذلك نقوم بحملات توعية للمواطنين للمحافظة على المياه وصرفها في المكان الصحيح حتّى تمر هذه الأزمة.
أما بالنسبة للمزارعين لأنّ الكمية الأكبر التي تُصرف في المياه الجوفية، تعود للزراعة، هي ليست بجريمة، ولكن تُضخّ كميات من المياه الجوفية في غير مكانها، ومن المفروض أن تستخدم المياه السطحية على المزروعات.