خليل حرب - خاص الأفضل نيوز
المشهد المهين للعرب في البيت الأبيض، عندما يبرر الرئيس الأمريكي ترامب وضع اليد على غزة باسم سلطة الولايات المتحدة، يعكس ما هو أكثر من البلطجة.
فهل كان من الممكن للعرب النجاة من هذا الإذلال العلني؟
السؤال يستدعي أسئلة أخرى: هل كان المشهد سيكون مغايرًا لو أن حكومات العرب تصرفت بشكل آخر خلال الشهور الـ 15 الماضية؟ بمعنى أدق، ماذا لو أن العرب ساندوا المقاومة في هذه الحرب؟ ماذا لو قاوموا فعلًا؟ ماذا لو شاركوا في "حرب إسناد"؟ ماذا لو دعموا "محور المقاومة" دون الحاجة إلى الانضواء فيه؟ ماذا لو ناصروها إعلاميًا فقط؟
هل كان ترامب سيستسهل التواطؤ مع نتنياهو لتصوير الإبادة والتهجير في غزة أمام العالم وأمام العرب وحكوماتهم، وكأنها عملية إغاثة إنسانية ستطال مليوني فلسطيني في غزة، ثم نحو 4 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية؟ هل كان نتنياهو سيجرؤ على التباهي بتدمير لبنان؟ ثم الابتهاج بغزو سوريا والتمركز في جنوبها؟
ماذا استفاد مروجو التطبيع مع إسرائيل من حكومات وأفراد وأحزاب وإعلام؟ ما حجتهم الآن أمام تداعي وانهيار وعود "السلام" وأكاذيب الرفاهية والتعايش مع الكيان الاحتلالي؟ ومجددًا، ماذا لو كانوا أكثر بصيرة؟ وماذا لو لم يصدقوا كذبتهم بأن "المعادين" لإسرائيل يحملون "لغة خشبية"؟ أي لغة سيتحدث بها المطبعون الآن؟ هل سيظل بعض هؤلاء على قناعتهم المعيبة بأنه لولا "طوفان الأقصى"، لما طمع بنا الكيان المحتل؟
ما رد الغزاة على أي تحية سلام بأحسن منها؟ إن كل أبواب العملية السلمية وتبريراتها، التي شُرعت يمنة ويسرة منذ أكثر من 40 سنة، هي التي شجعتهم للمضي قدمًا بنظرية "الأرض التاريخية لإسرائيل". لا "كامب ديفيد"، ولا "أوسلو"، ولا "وادي عربة"، ولا "الاتفاقات الإبراهيمية" حمت العرب أو الفلسطينيين أو اللبنانيين أو السوريين أو الأردنيين أو حقوقهم.
عودة قصيرة إلى التاريخ القريب، للتذكير فقط: لم يكن هناك أي استيطان في الضفة الغربية قبل عام 1967، إلا أن عدد المستوطنات بلغ حاليًا، رغم سنوات التطبيع والصلح العربية المجانية مع الكيان، نحو 180 مستوطنة، وعشرات البؤر الاستيطانية الصغيرة، يقطنها نحو 800 ألف مستوطن.
صورة ترامب والملك الأردني بالأمس لا تؤكد إلا ما قيل هنا. تمعنوا جيدًا. وعلينا الآن أن نستجدي تفهمًا لحقوقنا. علينا أن نقنع المقتنع بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، التي ستُقام على أجسادنا ودمائنا، بأنها "أرضنا".
مجدّدًا، ماذا لو كنا "قاومنا".. ولو قليلًا؟