ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
استراحت الجبهة السياسية تاركة المجال أمام استكمال عملية التسلم والتسليم في الوزارات، من جهة، وإنجاز البيان الوزاري، من جهة ثانية، ليتقدم المشهد استحقاق الانسحاب الإسرائيليّ في 18 شباط، الذي تصر عليه الدولة اللبنانية، وترفضه إسرائيل بدعم أميركي واضح، من تحت وفوق الطاولة، وسط عجز فرنسي عن ترجمة دعم باريس اللفظي إلى أفعال.
فعلى وقع التصعيد في غزة، الذي يخفي وراءه الكثير من القطب المخفية، المرتبطة بالتغييرات الجيوستراتيجية والديمغرافية للشرق الأوسط الجديد الذي بشر به بنيامين نتانياهو، وتبناه دونالد ترامب، تتجه الأنظار إلى الحدود اللبنانية، مع قرار إسرائيل بغطاء أميركي كامل، تمديد احتلالها مرة جديدة لنقاط على طول شريط القرى الحدودية، للمرة الثانية، وسط خشية البعض من وجود مسعى إسرائيليٍّ – أميركي لجر حزب الله لمواجهة جديدة، تكتب مسارها وتسويتها الإدارة الجمهورية.
مصادر دبلوماسية مطلعة على كواليس الأحداث والمخططات التي ترسم، ربطت الخطوة الإسرائيليّة بمجموعة من العوامل أبرزها:
-رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة "شدشدة" الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، وتحديدًا أحكام قبضة اليمين المتطرف على السلطة، وهو ما لا يمكن أن يكون إلا في حال عودة التوترات على الجبهات كافة.
-حاجة تل أبيب لغطاء وستار لمعركة غزة وما يحكى عن ترانسفير لمئات الآلافِ من الفلسطينيين إلى الأردن، التي رضخت على ما يبدو، ومصر التي لا تزال حتى الساعة تعاند الخطة الترامبية، في عملية شد حبال معروفة النتائج سلفًا.
-عدم قدرة إسرائيل على تحمل نتائج المشهد الذي ستشهده الساحة اللبنانية يوم 23 شباط في تشييع أميني عام حزب الله السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، والذي سيضرب السردية التي سوقت بعيد الإعلان عن اتفاق وقف النار، خصوصًا أن هذا المشهد كان سبقه "التحرير الشعبي" لأسبوعين متتاليين، في وقت لا تزال مستوطنات الشمال خالية من السكان، الرافضين للعودة.
-حاجة إسرائيل إلى خلق حالة استقرار في المنطقة الشمالية، في ظل استمرار النزيف الاقتصادي، نتيجة هجرة السكان، والخسائر الكبيرة في الزراعة والصناعة على أنواعها.
-إصرار تل أبيب على أن لبنان غير قادر بقواه الذاتية على تنفيذ القرارات الدولية، وادعائها نجاح حزب الله في إعادة ترميم بنيته العسكرية والأمنية، وعودة الدعم المالي الإيراني، وفقًا لتقارير جديدة أبلغ بها رئيس الوزراء الإسرائيليّ القيادات في واشنطن خلال زيارته الأخيرة، وهو ما يخفي خلفه من مخاوف لدى جهات لبنانية من وجود نوايا لإعادة تفعيل خطة سابقة لتعديل تركيبة قوات اليونيفيل، وجعلها أطلسية، بمشاركة اميركية مباشرة.
ووفقًا للمصادر فإن القرار الإسرائيليّ حاز على تأييد الإدارة الأميركية، التي تنكب حاليًا على مراجعة مجموع التسويات التي أنجزتها الإدارة الديمقراطية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية وفرنسا، فيما خص الملف اللبناني، وهو ما يعبر عنه أكثر من مسؤول أميركي، سرًّا وعلنًا، وآخرهم نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة "مورغان أورتاغوس".
وتتابع المصادر أن الضوء الأخضر الأميركي يعطي الحرية لجيش الاحتلال لتنفيذ خطة جديدة وضعتها قيادة الجبهة الشمالية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع، لتنفيذ عملية تمشيط دقيقة للقرى الأمامية على طول الخط الأزرق وتحديدًا في القطاع الشرقي، من خلال تفعيل العمل الاستخباراتي وتفتيش كامل المنطقة للتأكد من تدمير كافة مواقع ومنشآت حزب الله، تزامنًا مع تفعيل حركة سلاح جوها على طول الحدود اللبنانية – السورية إلى حين استكمال الفصل الكامل والإقفال النهائي لكافة المعابر غير الشرعية، وأحكام الطوق على منطقة بعلبك – الهرمل.
وعليه كيف ستكون ردة فعل حزب الله؟ وأين سيترجمها؟ في الميدان الجنوبي أم في البيان الوزاري؟