حمل التطبيق

      اخر الاخبار  السفير الياباني لدى الاحتلال يحضر إلى قاعة المحكمة في "تل أبيب" للقاء نتنياهو الذي يحاكم بتهم الفساد   /   حـ.ماس: الابتزاز والتهديد بالحرب لن يجديا ولا طريق سوى المفاوضات والالتزام بالاتفاق وغير ذلك تلاعب بمصير الأسرى   /   عاجل | حماس: نرفض محاولات الضغط علينا بينما يترك الاحتلال دون مساءلة رغم تنصله من التزاماته   /   حـ.ماس: نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق لأسباب شخصية وحزبية محضة وآخر ما يهمه هو الإفراج عن الأسرى ومشاعر عائلاتهم   /   حـ.ماس: ملتزمون بالكامل باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ ما اتفق عليه ومستعدون للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية   /   الدفاع المدني السوري: فرقنا المختصة انتشلت أمس 45 جثمانا في مدن الساحل   /   رويترز عن وزير الخارجية البريطاني: قلقون بشأن الأنشطة الصينية الخطرة والمزعزعة للاستقرار في بحر جنوب الصين   /   المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: الوزير روبيو سيسافر هذا الأسبوع إلى السعودية للقاء مسؤولين من أوكرانيا   /   مراسلة "الأفضل نيوز": الدوي القويّ الذي سُمِعَ في قوسايا في السلسلة الشرقية في البقاع ناتج عن قيام الجيش بتفجير ذخائر   /   مكتب الإعلام الحكومي بغزة: الأيام القادمة ستشهد مزيدا من تدهور الواقع المعيشي والصحي مع عودة شبح المجاعة   /   مكتب الإعلام الحكومي بغزة: توقف إمداد النازحين بالخيام وعدم القدرة على إنشاء مخيمات إيواء جديدة   /   مكتب الإعلام الحكومي بغزة: بدء نفاد السلع التموينية والمواد الغذائية الأساسية من الأسواق   /   مكتب الإعلام الحكومي بغزة: شح كبير في مياه الشرب بسبب منع الوقود الذي تشغل به الآبار ومحطات التحلية   /   مكتب الإعلام الحكومي بغزة: بدء ظهور تداعيات جريمة منع المساعدات وإطباق الحصار على قطاع غزة منذ 9 أيام   /   مواقع عسكرية روسية: القوات الروسية تحرر 4 بلدات جديدة في مقاطعة كورسك   /   مراسلة "الأفضل نيوز": طيران مسيّر يحلّق على علو منخفض فوق علي النهري ورياق في البقاع الأوسط   /   مسيرة اسرائيلية تحلّق بشكل كثيف في أجواء البقاع   /   تحليق للطيران المسير الإسرائيلي في أجواء الهرمل على علو منخفض   /   يسرائيل هيوم عن مصدر: أحد أهداف الفريق الإسرائيلي المتوجه إلى الدوحة إصلاح الأضرار التي أحدثها مبعوث ترمب آدم بولر   /   وزير الخارجية الإسرائيلي: هناك الآلاف من نشطاء حماس والجهاد في سوريا يريدون إشعال جبهة أخرى ضد إسرائيل   /   وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نسمح بظهور تهديد جهادي على حدودنا مع سوريا   /   تحليق اسرائيلي على علو منخفض فوق مدينة الهرمل   /   هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين: هناك أغلبية مطلقة من الشعب تطالب بعودة المختطفين دفعة واحدة وقبل كل شيء   /   هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين: نطالب نتنياهو بمنح الوفد في الدوحة تفويضا كاملا لإعادة المختطفين دفعة واحدة   /   الخارجية الإيرانية: الاتهامات الموجهة لإيران أو أصدقائها بشأن أحداث سوريا مضحكة وغير مقبولة   /   

"قمّة ميونيخ" بين مخاوف الأوروبيين من أفول "الناتو" وهاجس تحالف ترامب-بوتين لتدمير القارة العجوز

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. علي دربج - خاصّ الأفضل نيوز

 

لا يُحسد الأوروبيون على احوالهم المضطربة هذه الأيام، إذ تعيش دول القارة العجوز حالة من الخوف والهلع بعد الحديث عن فقدانهم المظلة الأمنية الأمريكية التي تنعَّموا بحمايتها لعقود طويلة. فالانطباع السائد لدى معظم القادة الأوروبيين هو أن الدورة الـ 61 لـ"مؤتمر ميونيخ" الألماني (كان عُقد في 14 شباط الجاري)، تمهّد لأفول نجم "الناتو"، خصوصًا وأن الإشارات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمتعلقة بحلّ الأزمة الأوكرانية، ثم التصريحات المثيرة لنائبه جي دي فانس وانتقاداته اللاذعة لأوروبا في عقر دارها، كلها عوامل جعلت الأوروبيين يقرعون جرس الإنذار من وجود تحالف خفي روسي-أمريكي لتدميرهم.

 

التشابه بين مؤتمر ميونيخ لعام 2025 ووثيقة عام 1938

 

في الحقيقة، يحلو للسياسيين الأوروبيين الاستعانة بالتاريخ، والاستشهاد بصفحاته الحافلة بالكثير من الدروس والعِبر، لا سيما تشبيههم تنازلات ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، بما حصل غداة توقيع "وثيقة ميونيخ" بين رئيس الحكومة البريطانية آنذاك نيفيل تشامبرلين في عام 1938، والزعيم النازي أدولف هتلر إلى جانب قادة آخرين، وهدفت في حينها إلى تجنب الحرب من خلال التوصل إلى اتفاق بشأن مطالب هتلر التوسعية.


لكن، ما حدث أن هذه الوثيقة لم تكن سوى وعد فارغ. حيث لم تمر سوى أشهر قليلة حتى غزا هتلر بولندا في سبتمبر 1939، مما أشعل فتيل الحرب العالمية الثانية. لذلك، أصبحت الوثيقة - التي كان تشامبرلين متمسكًا بها - رمزًا للفشل في مواجهة التوسع النازي، فضلًا عن اعتبارها بمثابة "تسوية خاضعة" (appeasement) أسفرت عن إعطاء هتلر مزيدًا من القوة والقدرة على المضي في مشاريعه التوسعية.


وانطلاقًا من هذا الخطأ، يشبّه العديد من السياسيين والدبلوماسيين الأوروبيين ما يصفونه بسياسة "الاسترضاء" من قبل ترامب لبوتين، بـ"التسوية الخاضعة" لتشامبرلين، كما يستحضرون العبارة الشهيرة للزعيم الإنجليزي ونستون تشرشل التي أطلقها في أعقاب توقيع تشامبرلين لوثيقة 1938 ومفادها: "لقد تم إعطاؤك الاختيار بين الحرب والعار. لقد اخترت العار وستكون لك حرب".


من هنا، فإن كلمة "الاسترضاء" تتردد حاليًا على شفاه الأوروبيين، كما أن صدى ميونيخ في عام 1938 يبدو نقطة مرجعية واضحة عند الأشخاص الأكثر حساسية من الناحية التاريخية مثل وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس.


وتبعًا لذلك، وعند تجمعهم من أجل القمة، كان المسؤولون الأوروبيون لا يزالون مصدومين من ملخص مكالمة ترامب الهاتفية التي استمرت 90 دقيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك من تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيتر هيغسيث في بروكسل منتصف الأسبوع الحالي. أما بالنسبة لوزير الخارجية الليتواني السابق غابريليوس لاندسبيرغيس، فكانت أكثر عبارة تم تجاهلها ومرعبة في آن، هي تلك الصادرة عن هيغسيث وتضمنت تحذيرا بأن "الواقع" سيمنع الولايات المتحدة من أن تكون ضامن الأمن لأوروبا، أي بمعنى آخر لن يكون هناك دعم أمريكي للحلف.


ولذلك، يشعر لاندسبيرغيس، ومثل الآخرين، بنهاية حقبة، حيث قال: "قد يكون ذلك بمثابة بداية غروب شمس الناتو، خصوصًا إذا أضفنا إليها، ما أعتقد أن واشنطن ستعلنه قريبًا - انسحاب 20 ألف جندي أمريكي من أوروبا".


اللافت في الأمر، أنه بينما كان المسؤول الليتواني يطلق العنان لمخاوفه لصحيفة بوليتيكو في ميونيخ، كان هيغسيث ينذر من وارسو، بسحب القوات وينبّه الأوروبيين المنهكين بالفعل، قائلًا: "الآن هو الوقت المناسب للاستثمار، لأنك لا تستطيع أن تفترض أن الوجود الأميركي سوف يستمر إلى الأبد".

 

أمريكا والفشل في محاولة تهدئة المخاوف الأمنية الأوروبية

 

بعد البلبلة التي أحدثتها تصريحات القيادات الأمريكية بشأن مستقبل العلاقة الأمنية مع القارة الأوروبية، حاول أعضاء الكونغرس الأمريكي (الحاضرون في القمة) تقديم جرعات من الاطمئنان لأوروبا القلقة - رغم أن ذلك لم ينجح بشكل كبير.


وفي هذا السياق، اعترف رئيس لجنة الخدمات المسلحة القوية في مجلس الشيوخ روجر ويكر، بأن هيغسيث ارتكب "خطأ مراهقًا" في بروكسل، وأضاف: "لا أعرف من كتب الخطاب - لكن ربما كان يمكن أن يكون قد كتبه تاكر كارلسون. كارلسون أحمق"، وتابع مطمئنًا أن "هناك الكثير من الأشخاص الجادين حول ترامب الذين يستمع إليهم".
كما أشار ويكر إلى أن "هيغسيث قد تراجع عن بعض من تصريحاته القاسية، لكنه أقرّ بأنه لم يفعل ذلك بعد عندما يتعلق الأمر بفقدان أوروبا للضمان الأمني الأمريكي - وهو ما يقوض المادة 5 من حلف الناتو التي تلزم أعضاء الحلف بالدفاع الجماعي".
وعدا عن هذا النهج الواضح الذي تتبعه إدارة ترامب تجاه العلاقات الأمنية المستقبلية مع أوروبا، هناك أيضًا عبارات قاسية أخرى فعلت فعلها في نفوس الأوروبيين مثل: "لا تخطئوا، الرئيس لن يسمح لأي شخص بتحويل العم سام إلى 'العم المغفل'"، وهذا بدوره وضع أوروبا على حافة الهاوية.

 

فانس على خطى هيغسيث: تقريع الأوروبيين 

 

عمليًا، في حين لم يكد يهدأ غضب الأوروبيين من كلام هيغسيث المراهق (على حد تعبير المشرّع الأمريكي ويكر)، جاء الخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس جي دي فانس في ميونيخ، وركز فيه على انتقاد الممارسة الديمقراطية في أوروبا، ليزيد الطين بلة. فمع أنه لم يفعل شيئًا لتخفيف هواجس الأوروبيين والأمريكيين المؤيدين لحلف شمال الأطلسي، إلا أن فانس أثار حفيظة الأوروبيين عندما بدأ يتحدث عن الهجرة باعتبارها تهديدًا للحضارة الأوروبية، معتبرًا: "إن التهديد الذي يثير قلقي أكثر تجاه أوروبا، ليس روسيا أو الصين، أو أي جهة خارجية أخرى. ما يقلقني هو التهديد من الداخل".
ولهذا، قال الأكاديمي والدبلوماسي الأمريكي السابق مايكل ماكفول: "فكّر في جرأة شخص ترشح مع رجل ألهم أعمال شغب ضد الكونغرس في عام 2020، ليأتي إلى أوروبا ويقول: يا رفاق، لديكم مشاكل مع الديمقراطية... بالمقابل لدينا أزمة دستورية مستمرة الآن مع تجاوز السلطة التنفيذية وصحة الديمقراطية الأمريكية".

 

في المحصّلة
منذ ثلاث سنوات، بدا أن غزو روسيا لأوكرانيا جعل حلف الناتو أكثر أهمية مما كان عليه من قبل، بعد أن انتهت عملية البحث عن سبب وجوده في عالم ما بعد الحرب الباردة. لكن وفقًا للأوروبيين، كان من الصعب - في اليوم الأول لقمة ميونيخ - التخلص من الشعور بأننا نشهد بداية انفصال.


وانطلاقًا من هذه النقطة، دقَّ أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ناقوس الخطر لصحيفة POLITICO، قائلًا: "لقد أصبح لدينا الآن تحالف بين رئيس روسي يريد تدمير أوروبا ورئيس أمريكي يريد أيضًا تدمير أوروبا".