د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز
بعد المواقف الغريبة والعجيبة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه العديد من دول العالم وتلك النزعة الفوقية التي خاطب فيها شعوب وقادة عدد من الدول، وآخرها وأهمها ما قاله بشان قطاع غزة والقضية الفلسطينية، بات لا بد من التوقف ملياً ودراسة خلفيات هذه المواقف وكيفية التعامل معها، وبالتالي ننتظر إلى جانب المواقف والردود التي صدرت من مختلف دول العالم والأمم المتحدة وخصوصاً الدول العربية المعنية بالدرجة الأولى، اتخاذ مواقف وخطوات حازمة للرد على خطط ومواقف ترامب ومعه نتانياهو تجاه القضية الفلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة بعد حرب الإبادة التي نفذتها إسرائيل.
وبعيداً عن التحليل والتمنيات، تتجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية وتحديداً الرياض حيث ستنعقد قمة خماسية في العشرين من شباط الحالي لكل من مصر والسعودية وقطر والأردن والسلطة الفلسطينية لبحث تداعيات مواقف ترامب والتي يُفترض أن تُمهد للقمة العربية المقررة في القاهرة في السابع والعشرين من هذا الشهر أيضاً.
وبعد كلام نتانياهو عن إقامة دولة للفلسطينيين في السعودية وكلام ترامب عن تهجير وترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، بات على الجميع إعادة النظر بأساليب وآليات التعامل مع السياسات الأميركية وإعادة النظر بكل الخطوات التي قامت بها بعض الأنظمة نحو توقيع اتفاقيات مع الكيان الإسرائيلي أو التطبيع معه.
فالخيارات المتاحة أمام مصر والعالم العربي بهذا الصدد ليست كثيرة، فهذه الدول كانت دائما ترفض دخول قواتها إلى غزة، لأن هذه اللعبة خطرة، وربما هي أخطر من التهجير نفسه، لأنها ستعرض الأمن القومي المصري للخطر.
كذلك فإن الورقة التي تمتلكها مصر اليوم وهي وحدة الموقف العربي والإسلامي والدولي، ضد طرح التهجير الذي طرحه ترامب ، كذلك فإن الموقف الدولي المقتنع بحل الدولتين يعتبر ورقة قوية بيد مصر والعرب ويُمكن البناء عليها، ثم هناك عملية إدارة الوقت في ظل استمرار تنفيذ صفقة التبادل وما يُرافقها من تأثيرات وارتدادات على صعيد الداخل الإسرائيلي.
فإسرائيل هي المتضرر الأكبر من مرور الوقت،لأنه كل أسبوع يمر من الجولة الأولى من الصفقة يزيد من اهتزاز بنيانها السياسي والاجتماعي، كما أن العلاقات بين المؤسسات داخلها تزداد توترًا، وسيكون من الضروري أن يكون السعي لحشد الموقف العربي ضد التهجير، أسرع من السعي لتقديم مقترح لما بعد الحرب على غزة، وذلك، حتى يضيق الوقت أكثر، ويصير الطلب على أقل السيناريوهات ضررا.
فهل نعود إلى العصرالعربي ويتم تبني خطة مصر والقاهرة لإعادة إعمار غزة وحماية أهلها؟ وهل سيتمكن القادة العرب من قول "لا" لترامب ونتانياهو وكل من يريد إلغاء وإنهاء القضية الفلسطينية؟
لننتظر ونرَ ونتذكر لاءات الخرطوم وعصر الكبار وأيام الزعيم جمال عبد الناصر