محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
قبل يوم واحد على انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد تمديد مهلة الستين يوماً حتى 18 شباط، لا يملك المسؤولون اللبنانيون أي فكرة عما إذا كان الاحتلال سيبقى في الجنوب أم لا، لكنهم يعولون على نجاح الاتصالات الدولية بغية تأمين الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية.
ضمن هذا السياق تأتي زيارة اللجنة الخماسية إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، علماً أن هذه اللجنة كان يُفترض أن ينتهي عملها مع انتخاب رئيس الجمهورية لكن تقرر استمرارها بعد الانتخابات الرئاسية لتبقى بمثابة الوصيّ على المشروع الذي انطلق بالانتخابات الرئاسية وسيستكمل من خلال الحكومة.
كانت زيارة الخماسية لحشد التأييد الدولي لخروج العدو الإسرائيلي من الجنوب، ولكن هذه الزيارة لم تكن هي اللافتة إنما ما تلاها من كلام لرئيس الجمهورية جوزاف عون بعد لقائه مع وفد نقابة محرري الصحافة اللبنانية، ففي كلامه رسم خطوطاً عريضة أساسية لمسألتين أساسيتين تتعلقان بالوجود الإسرائيلي في لبنان، ومسألة سلاح حزب الله الذي أصبح تحت الضغط الإسرائيلي الأمني والعسكري والضغط الأميركي السياسي والاقتصادي الواضح.
قال عون أن "العدوّ الإسرائيلي لا يُؤتَمَن له، ونحنُ متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غدًا. وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطنيّ موحّد وجامع"، معتبرًا أنّ "خيار الحرب لا يُفيد، وسنعمل بالطّرق الدبلوماسيّة، لأنّ لبنان لم يَعُد يحتمل حربًا جديدة. والجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليّون".
وشدّد على أنّ "المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، أمّا سلاح "حزب الله" فيأتي ضمن حلول يتَّفق عليها اللبنانيون".
لم يأت كلام عون من فراغ بخصوص الانسحاب الإسرائيلي، تقول مصادر متابعة، فرغم كل الجهد الذي قام ولا يزال يقوم به مع الدول المعنية بتطبيق الاتفاق، لم يحصل بعد على موقف واضح من الأميركيين بخصوص الانسحاب الإسرائيلي، علماً أن المعلومات في إسرائيل تقول أن الأميركيين وافقوا على بقاء الإسرائيليين في 5 نقاط حدودية، ربما يتم تخفيضها إلى ثلاث نقاط أو نقطتين، ولأجل غير مسمى، إنما ربطاً بتطبيق الاتفاق، وهو ما يعتبر الإسرائيلي أنه يعني سحب سلاح حزب الله في كل لبنان.
ما يُريده العدو من البقاء في لبنان ليس تحقيق هدف أمني، إنما سياسي، فهو يُريد جعل الانسحاب بنداً تفاوضياً مع لبنان، يتعلق بمسألة السلاح بما يشكل ضغطاً على لبنان وحكومته، ومسألة الترسيم أو تثبيت الحدود مع فلسطين المحتلة، علماً أن بقاءه هو رسالة أميركية سلبية للعهد الجديد وهو ما أكد عليه عون مراراً، وجدده اليوم من خلال وضع "صدقية" أميركا وفرنسا على المحك بتصريح علنيّ أيضاً.
الأمر الآخر الذي أكد عليه عون كان نيته المضي في بحث الاستراتيجية الدفاعية، واعتبار ملف سلاح الحزب، شمال الليطاني تحديداً الملف اللبناني بامتياز، وهو موقف متقدم يُريح الحزب، إذ يتطلب هذا الأمر حواراً لبنانياً، لا مواجهة، وهو يكاد يكون الموقف الرسمي الأول لجوزاف عون يتعلق بوضع السلاح شمال نهر الليطاني، وهو يشكل رسالة تطمينية لحزب الله بعد كل ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية.
بحسب المصادر فإن التصريحات الإسرائيلية لا توحي بالانسحاب ما لم تحصل مفاجآة خلال الساعات المقبلة وهو ما يرى عون أن مواجهته ستكون بالطرق الدبلوماسية لا بالحرب، علماً أن بحث الاستراتيجية الدفاعية بظل الاحتلالِ سيكون أصعب بكثير من بحثها بعد تحرير الأراضي اللبنانية.