عبدالحميد اسماعيل - خاصّ الأفضل نيوز
بطولة تفقد بريقها... ثم تولد من جديد
كان واضحًا جدًا أن دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا يفقد جزءًا من بريقه عامًا بعد عام، ويُفقد أمجد البطولات الأوروبية شيئًا من مجدها معه. المباريات كانت متوقعة، والفرق الكبرى تعبر بسهولة إلى الأدوار الإقصائية، لتشعر الجماهير أن البطولة لا تبدأ فعليًا إلا في أوساط شباط/فبراير من كل عام مع انطلاقة الأدوار الإقصائية. لكن هذا الموسم، ومع تطبيق النظام الجديد، عاد الشغف، وعادت الليالي الأوروبية المثيرة منذ الجولات الأولى.
النظام الجديد الذي زاد عدد الفرق إلى ٣٦ فريقًا، وألغى المجموعات التقليدية، ليحل محلها دوري موحد يخوض فيه كل فريق ٨ مباريات ضد خصوم مختلفين. لم يعد هناك مجال للحسابات البسيطة، كل نقطة باتت ثمينة، وكل مواجهة يمكن أن تصنع الفارق بين التأهل المباشر أو خوض مواجهة فاصلة، أو حتى توديع البطولة مبكرًا.
السوبرليغ... التهديد الذي غير وجه دوري الأبطال
هذا التغيير لم يكن مجرد فكرة تطويرية، بل كان ضرورة فرضتها الظروف. لسنوات، ظل شبح دوري السوبر الأوروبي الذي يلوّح به "فلورنتينو بيريز" في الأفق، والعديد من الأندية الكبرى سعت لإنشاء بطولة مغلقة تضمن لها المنافسة الدائمة بعيدًا عن قيود اليويفا.
كان على الاتحاد الأوروبي أن يتدارك الموقف، فجاء هذا النظام ليقدم الإثارة التي تبحث عنها الجماهير، والعوائد المالية التي تسعى إليها الأندية الكبرى، مع ضمان بقاء الأندية المتوسطة في الصورة. النتيجة؟ منافسة شرسة من أول جولة، وقيمة تسويقية أكبر، وجماهير عادت لتترقب كل مباراة بشغف.
ريال مدريد يضرب السيتي... وآيندهوفن يصدم يوفنتوس
وفي ليلة أوروبية كلاسيكية، أكد ريال مدريد مجددًا أنه الرقم الأصعب في البطولة، بل ملكها الأوحد، بعدما أطاح بمانشستر سيتي المترنّح بنتيجة ٣-١ ، ليحسم تأهله بمجموع ٦-٣. كيليان مبابي كان نجم اللقاء، وسجل هاتريك عالمي، في مباراة لم تثبث جديد، إنّما أكّدت الأكيد.
أما يوفنتوس، فخرج من البطولة في واحدة من أكبر المفاجآت، بعدما خسر أمام آيندهوفن، الفريق الذي واصل نتائجه المميزة هذا الموسم، وأثبت أن الكرة لا تعترف بالأسماء فقط، بل بالمجهود على أرض الملعب.
القرعة المنتظرة... الجميع يترقب مواجهات نارية
الآن، تتجه الأنظار إلى نيون السويسرية، حيث ستقام قرعة دور الـ١٦ يوم الجمعة المقبل. الكل يبحث عن المستحيل، "القرعة السهلة"، الأمر الذي لا ييدو متاحًا بعد الأن مع اكتمال عقد الأندية الـ١٦لأن المتأهلة جميعها بجدارة. الجماهير تنتظر مواجهات من العيار الثقيل، قد تكون مقدمة لصراع اللقب هذا الموسم.
هل يعود دوري الأبطال إلى عرشه؟
ما يحدث هذا الموسم قد يكون البداية فقط. النظام الجديد منح البطولة روحًا مختلفة، وجعل كل مباراة تحمل وزنًا حقيقيًا. الحديث عن "مرحلة مملة" في دوري الأبطال قد يكون شيئًا من الماضي، فاليوم كل مواجهة هي قصة، وكل نقطة تصنع الفارق. ربما لم يكن هناك خيار سوى التغيير، لكن النتيجة واضحة: دوري الأبطال عاد كما يجب أن يكون.