ليديا أبو درغم - خاصّ الأفضل نيوز
منذ دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني، وإطلاق شعار إدارته الجديدة بتصفير الحروب وإمكانية وقف الحرب الروسية الأوكرانية عبر استئناف المفاوضات مع روسيا لوقف تلك الحرب، حتى بدأ التنافس بين الدول لاستقبال "قمة القرن"، إلا أن ترامب اختار الرياض لعقدها، وأبدت السعودية ترحيباً بالفكرة من أجل التوصل إلى السلام الدائم بين كييف وموسكو، إلا أن السؤال المطروح لماذا أختار الرئيس ترامب السعودية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟.
بعيداً عن ساعة وتوقيت الحدث، فإن مكانه سيكون في دولة باتت حجر الزاوية في بناء مستقبل النظام العالمي الجديد، وقلب العالم العربي وعقله المدبّر، ومركز العالم الإسلامي، ومحور اقتصاد العالم وثرواته: فالسعودية تملك نقاط قوة أوصلتها الى هذه المكانة، أبرزها موقعها الاستراتيجي الاستثنائي الذي جعلها نقطة التقاء بين ثلاث قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتطل على أهم الممرات البحرية في العالم: البحر الأحمر والخليج العربي حيث تمرّ عبرهما نسبة كبيرة من التجارة العالمية، ومضيق هرمز الذي يعبره حوالي 20 % من النفط العالمي مما يجعله شرياناً رئيسياً للطاقة ومضيق باب المندب الذي يمثل منفذاً حيوياً بين المحيط الهندي والبحر الأحمر، ما يمنح المملكة دوراً محورياً في التجارة العالمية، والأمني البحري كما يجعلها مركزاً للنقل والخدمات اللوجستية، وهو ما تعمل عليه من خلال مشاريع تطوير الموانئ والمطارات وربطها بشكبة التجارة الدولية.
وتُعرف السعودية أيضاً بثرواتها التي جعلتها أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية وتمتلك احتياطاً ضخماً من النفط والغاز والمعادن الثمينة مما جعلها أكبر مصدر للنفط عالمياً، وركيزة أساسية لاستقرار سوق النفط، ما انعكس على مكانة المملكة عالمياً التي باتت تمتلك نفوذاً سياسياً واقتصادياً جعلها لاعباً سياسياً في الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية والإقليمية.
دولياً، ترتبط السعودية بعلاقات قوية مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي الذي يمنحها دوراً كثيراً في القرارات الدولية.
القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين في الرياض ليست مجرد لقاء عابر، بل تعكس تحولًا في موازين الدبلوماسية الدولية، تبرز فيه الرياض كلاعب رئيسي في النظام العالمي، ومع تنامي دورها في حل النزاعات، تثبت السعودية أنها ليست فقط قوة اقتصادية ونفطية، بل باتت مركزًا دبلوماسيًا قادرًا على التوسط في أكثر الملفات تعقيدًا على الساحة العالمية.