مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
على عكس أسعار اللحوم، ارتفعت أسعار الخضار والفاكهة حوالي الـ30% الأسبوع الماضي مع بداية فترة الصوم لدى الطوائف المسيحية وشهر رمضان المبارك. فعلى سبيل المثال، ارتفع كيلو الخيار إلى الـ140 ألف ل.ل، الحامض 200 ألف ل.ل، الخس 120 ألف ل.ل، اللوبيا 400 ألف ل.ل والمعلبات كذلك الأمر.
فعلبة الحمص باتت بـ3 دولارات أميركية والمتبّل بـ2.5 دولار وغيرها من المعلبات التي ارتفعت أسعارها 20 % تقريبًا.
وكانت "الدولية للمعلومات" قد قدّرت في دراسة أجرتها مؤخرًا أنّ سعر طبق الفتوش وهو أحد الأطباق الرئيسية في فترة الصوم، بات بـ 285540 ليرة أي ما يقارب 3.19 دولار. ما يعني أنّ العائلة الصغيرة تحتاج إلى ما يقارب 100 دولار (95.7 دولارًا) خلال شهر الصوم لتأمين طبق الفتوش فقط.
فماذا عن اللحوم؟
إقبال كبير على شراء اللحوم
يفيد أمين سر نقابة تجار اللحوم في لبنان أمين خليل لموقع "الأفضل نيوز"، بأنّ "الإقبال كان واضحًا على شراء اللحوم في الفترة الأخيرة، خصوصًا في فترة أسبوع المرفع. ومع بداية شهر رمضان الكريم، أيضًا الإقبال لا يزال جيّد جدًا والأسعار بدأت بالانخفاض مقارنةً بالأسبوعين الفائتين (تحديدًا اللحوم المبرّدة) نتيجة تكاليف الشحن.
أما الآن، الأسعار انخفضت إلى الـ10 والـ12 دولار لكيلو اللحمة (لحمة الشوي والبفتيك). أما أسعار اللحمة المخصّصة للطبخ فسعر الكيلو انخفض إلى النصف".
وبمقارنة وضع اللحمة ما بين عام 2019 حتّى الساعة، وصف خليل المرحلة "بالتحسّن المستمرّ سيّما مع تشكيل الحكومة الجديدة وفي ظل العهد الجديد والاستقرار السياسي، فكلّنا أمل بهذا القطاع الذي سيتحسّن مع تحسُن قطاع المطاعم".
وتابع: "هنالك بوادر خير لأنّ قطاع المطاعم يعيش أسعد فتراته في موسم التزلج هذا، وهذا القطاع مرتبط تمامًا بقطاعنا. ولكن، في منتصف عام حتّى 2023 حتّى عام 2024، لمسنا تحسنًا بعد أن سُعّرت الأسعار جميعها بالدّولار وازداد الإقبال على شراء اللحمة مقارنةً ببدايات الأزمة. وصحيح أنّ القطاع العام عانى، لكنّ رواتب من يعمل في القطاع الخاص تحسّنت وتعدّلت رواتبهم، وهذا ما نلاحظه بعد أن عادت حوالي الـ80 إلى 90% من الرواتب كما كانت عليه في السابق، أي ما قبل الأزمة. لذلك تحسّن مبيع اللحم إلى حوالي الـ80%".
أسعار المنتوجات الزراعية تحلّق في شهر رمضان
يؤكد رئيس تجمع المزارعين في البقاع ابراهيم الترشيشي، أنه "لو كنّا في فصلٍ يشهد تساقط أمطار لكان القطاع بألف خير. ولكن لأننا في "سمّ" منتوجاتنا الزراعية ليست بأفضل حالها.
وأقصد بالسم هنا، درجات الحرارة المتدنية والهواء الشمالي الذي يؤذي المزروعات والمزارعين في ظل شحّ المياه والمتساقطات الذي يفيد الأرض.
لذلك، المنفعة الأساسية هي المطر. أمّا موجة الحرّ التي شهدناها الشهر الماضي، جعلت منتوجاتنا تُثمر قبل أوانها. لذلك، المعضلة هذه، سترفع حتمًا الأسعار سيّما أنّ البيوت البلاستيكية لم تحم المحصولات بالطريقة المطلوبة وبالتالي لم تعد تعطِ الكميات المطلوبة وبالتالي يخفّ الإنتاج والمحصولات الزراعية، ما سيؤدي إلى انخفاض العرض في السوق. وعندما يقلّ العرض في السوق، سترتفع حتمًا الأسعار، خصوصًا مع قدوم شهر رمضان المبارك والصوم لدى المسيحيين.
إلّا أنّ الطبيعة للأسف تُحارب الأرض والزراعة والمزارع في لبنان وهذا قدر المزارع أن يتقبّل كل ما يأتي من الطبيعة واستيعاب الكوارث.
هل من سقف لارتفاع الأسعار؟
في السياق، يؤكد مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، "أنّ هنالك تحديات على هذا المستوى، أولاً موجة الصقيع، ثانيًا بما يتعلّق بالضرر الكبير نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي البقاعية والجنوب. وأيضًا ما يزيد الطلب على الخضار والفاكهة هو قدوم شهر رمضان المبارك وزمن الصوم لدى المسيحيين ومن هنا العرض يصبح أقلّ.
هذا الموضوع تحديدًا نلاحقه، وكل يوم يتم تصدير محاضر بالمخالفين وتتم إحالتهم للقضاء المختصّ. وحاليًا لقد أعطينا التوجيهات فنحن جميعًا مراقبين بكل المناطق".
أبو حيدر شدّد على السّلة الغذائية والتي بشكل عام تستهلك بشكل أكبر خلال زمن الصوم. وستكون العقوبة بإحالتهم بشكل فوري إلى القضاء المختصّ".