مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
يُحتفل في اليوم العالمي للمرأة بتاريخ 8 آذار من كلّ عامٍ، علّه يكون هذا التاريخ فرصة للتأكيد على حقوق النساء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك النساء ذوات الإعاقة.
ولا يمكننا أن نحتفل بمثل هذا اليوم بالفرحة الكاملة، من دون ذكر التحديات الكبيرة التي تواجهها هؤلاء الفتيات، أوّلها متعلّقة بالوصول الكامل والآمن إلى التعليم والرعاية الصحية المناسبة، وفرص العمل المناسبة لهنّ، والمشاركة السياسية والأمنية والاجتماعية أيضًا. ومن هنا، ضرورة دعم حقوقهنّ بشكلٍ أكبر.
ومع ذلك، فإن حوالي ثلثي الطلاب من ذوي الإعاقة في 109 مدارس شاملة هم من الصبيان، بحسب وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان.
قصّة منال أظهرت العزيمة والأمل لمعظم فتيات لبنان
أصيبت منال عندما كانت طفلة، بشللٍ دماغيٍ جعلها تعاني من صعوبة في المشي. ولكن عزيمتها وإصرارها، ساعداها لإكمال حياتها بشكل سليم.
حلمها كان أن تصبح مصممّة أزياء لكنّ الظروف المحيطة في لبنان، والمجتمع غير الدامج جعل مسيرتها المهنية أصعب ممّا كان يجب أن يكون. فكلّ ما كانت بحاجة إليه، أن يستقبلها مكان لتعلّم هذا الاختصاص، لكن للأسف وبسبب قلّة وعي مجتمعنا، حفرت سارة بالصخّر وتعلّمت كل المهارات المطلوبة عبر الإنترنت وأصبحت بعد حينٍ ملمة بالموضة شيئًا فشيئًا. وبعد حينٍ، بدأت منال بتصميم ملابسها الملونة والمطرّزة وأدخلت لمساتها الخاصة في كل قطعةٍ. إذًا التّحدي الأول ربحته.
يبقى التّحدي الثاني وهو عرض هذه الملابس في معارض معروفة علّها تصل لمبتغاها. لكن لم يكن لديها القدرة في التّنقّل بسهولة أو المشاركة في معارض كبيرة للأزياء، لذلك بدأت بعرض ملابسها للجيران والأحياء القريبة منها.
"ونتيجة عدم توفّر البنية التحتية المهيئة للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل كافٍ، مثل الطرقات والمرافق العامة ووسائل النقل، هذا ما يمكنه أن يؤثر بشكل خاص على الفتيات حيث يجدن صعوبة في التنقل بحرية، ما يعرضهن لصعوبة في التنقل".
لم تنجح منال من المرة الأولى ولم يكن النجاح الصغير كافيًا لسدّ رغبات طموحاتها. فأسست علامتها التجارية وصممت موقع إلكتروني محترف لبيع جميع هذه الملابس والعمل على تصاميم بحسب الطلب سيّما للفتيات الشابات. ومنذ ذاك الحين، وهي تبيع آلاف الملابس والقطع اليدوية الرائعة. قصّة منال ليست يتيمة، فكثيرات من سيّدات لبنان ناجحات إنما كل ما تحتاجه هو مجتمع دامج حاضن وواعٍ.
قصّة منال أصبحت مصدر إلهام للعديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان وأظهرت أنّ الإيمان وحده يصنع الأحلام.
الافتقار إلى الوعي الجماعي
في كلّ مرةٍ يتمّ الحديث فيه عن الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان، نلاحظ أنّ هنالك نقص في الحملات التوعوية حول حقوق وواجبات جميع المواطنين فيه، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، وبالأخصّ الفتيات على اعتبارهنّ "الحلقة الأضعف". لذلك، نحنُ بأمسّ الحاجة إلى مجتمعٍ واعٍ ومنصفٍ وعادلٍ، والأهم من هذا كلّه، مجتمع دامج لجميع الفئات في المجتمع، لأنّنا جميعًا بحاجة إلى الانخراط في هذا المجتمع، فجميعنا جزء منه.