حمل التطبيق

      اخر الاخبار  العربية: ولي العهد السعودي يستقبل وزير الخارجية الأميركي   /   الجزيرة: قصف جوي إسرائيلي يستهدف مستودعات سلاح في اللواء 12 قرب مدينة إزرع بريف ‎درعا   /   وزير خارجية هولندا: من المهم أن تؤدي مفاوضات وقف إطلاق النار إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة   /   ماكرون: مولدوفا تواجه تهديدات روسية متزايدة بشكل صارخ   /   رويترز عن الرئيس الفرنسي ماكرون: مولدوفا تواجه تهديدات روسية متزايدة بشكل صارخ   /   عطل يصيب منصة "إكس"   /   روبيو عن اللقاء مع حماس: لقاءٌ لمرة واحدة   /   ويتكوف: يجب على حماس أن تتخلى عن سلاحها وتغادر غزة   /   قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية إلى مدينة جنين ومخيمها   /   ماسك: منصة X تتعرض لهجوم سيبراني منسق من قبل جماعة أو دولة ما   /   وزير خارجية الدنمارك: مستعدون للمشاركة في مهمة حفظ السلام بأوكرانيا إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار   /   وزير خارجية بريطانيا: تحدثت مع نظيري الأمريكي والأوكراني بشأن الحفاظ على تقدم السلام قبل مفاوضات ‎السعودية   /   ترامب: أدعو الجامعات الأميركية للامتثال لسياستنا بشأن المتعاطفين مع الإرهاب   /   الخارجية الأردنية: قرار الحكومة الإسرائيلية قطع الكهرباء عن غزة يُعدّ إمعاناً واضحاً في سياسة التجويع والحصار   /   ترامب: اعتقال محمود خليل الطالب الأجنبي المتطرف المؤيد لحماس في أعقاب الأوامر التنفيذية التي وقعتها   /   تاس عن مندوب روسيا بالأمم المتحدة: مجلس الأمن يحاول الاتفاق على وثيقة بشأن ‎سوريا وعازم على تبنيها في أقرب وقت   /   اللجنة الدولية للصليب الأحمر: على إسرائيل ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة والسماح بمرور المساعدات   /   العدو الإسرائيلي يطلق النار من موقع رامية باتجاه مدرسة البلدة   /   روبيو: المناقشات بشأن صفقة المعادن بين واشنطن وكييف مستمرة وقد لا يتم التوصل لاتفاق خلال اجتماع الغد في السعودية   /   التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من ساحة ساسين باتجاه اوتيل ديو ‎الاشرفية   /   قوات الاحتلال تقتحم منازل في حي الغبس بمدينة جنين وتجبر الأهالي على النزوح   /   غانتس: معلوم للجميع أن توزيع المدفوعات على فترة زمنية له ثمن هو الفائدة لذا من مصلحتنا دفع ثمن باهظ مرة واحدة   /   خفر السواحل البريطاني: 32 قتيلا حصيلة تصادم ناقلة وسفينة شحن في بحر الشمال   /   غانتس: إطالة الصفقة وتأجيل المفاوضات يخدم حماس لأنها تحتاج لإعادة تأهيل نفسها وكان ينبغي للمفاوضات بشأن المرحلة التالية أن تبدأ وتنتهي منذ فترة طويلة   /   هيئة شؤون الأسرى: إدارة سجن الدامون أبلغت الأسيرات الفلسطينيات بمواعيد إفطار خاطئة وأعطتهن طعاما فاسدا وقليلا   /   

أين صوتك.. أنتن صوتكن؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


ربى اليوسف - خاصّ الأفضل نيوز

 

في ١٧ أكتوبر ١٩٦١م، شهدت باريس ليلةً دامية، بعدما نظم جزائريون فرنسيون مظاهَرةَ احتجاج على قرار حظر التجوُّل الصادر ضد مسلِمي فرنسا والجزائر في باريس.

 

يومها، احتلَّت مجموعة من النساء الجزائريات — بزيِّهنَّ التقليدي — مقدمةَ المظاهَرة، وهنَّ يطلِقن أصواتًا حادة يسميها الفرنسيون «يو-يو»، ولكي لا ننسى يا ديدييه دينانكس، ولكي لا يغتال أحد ذاكرتنا.

 

لن ننسى يا ديدييه، كيف احتلت نساء الجنوب المشهد يوم العودة.. وقبل يوم العودة واتفاق وقف إطلاق النار وانتهاء الهدنة.

 

نعم، امرأة يا ديدييه وفي يوم المرأة العالمي نذكّر بها، بعباءتها السوداء التي ما فتئت الماكينات الإعلامية على مدار أعوام، على تشويه صورتها، وتصوريها على أنها كائن أسود، مخيف، يعيد إلى ذاكرتنا صورة وحش فلاتوودز في مقاطعة براكستون. نعم لهذه الدرجة، كائنات مخيفة، ومقيتة لا تحب الفرح أو "الحياة"، تدفع أولادها إلى الموت.

 

وقفت بصلابة رجل، وشجاعة رجل وقوة رجل.. وقفت أمام الدبابات، نظرت في عيون قاتلها وقاتل أبنائها، سارقها وسارق أرضها، سارق هذه البلاد، تحدت.. وقاومت ولم تساوم. ولأنها تحب الحياة، وقفت وقالت "لا" لكل من يحاول نزع إرادتها، لأن نزع الإرادة من الإنسان، يعني موته (وإن لم يكن الموت الجسدي)، فالروحي.. ويمكن أن نشبّه ذلك أيضًا بالموت السريري.

 

مشهد يفرض على المجتمعات أن تحترم قوة المرأة وصوتها، فنحمل صوت فيروز في جعابنا (يا ليلَ بلادي .. يحْضُنُكَ الوادي بِعِناقِ الشجرْ .. بأُلُوفِ الصُوَرْ.. بالأغاني تَطُولْ) نجول في حقول الجنوب، وكرومه.. نعربش على أشجاره (بالأحرى نتعربش)، ونصافح الهواء... حتى يتماهى صوتنا مع السماء والأرض والتراب و النهر والماء والطبيعة.. والمجتمعات التي تحترم الطبيعة، حتى امتلأت حكمةَ للحفاظ على الأرض وإصلاحها... حكمة المجتمعات الأصلية.

 

وإلهتها أثينا، فيا إلهة الحكمة.. أغدقي بها علينا.. لا أدري إن كانت تسميتنا للذكورية والنسوية ونظرتنا إليها كمصطلحات هي نظرة متكافئة، فلا نذهب بها إلى الـ "Extreme"، ولكن عبر التاريخ حتى اليوم كانت المرأة تُسلب منها إرادتها.. ويُسلب منها صوتها.. نربى أو نتربى على أننا كائنات ندية، حتى ضمن البيت الواحد والمجتمع الواحد والبلد الواحد.

 

كلٌّ يريد أن يثبت من "الأقوى"، إنها عقلية متجذرة حتى بتنا نرى أثرها بين الأديان والطوائف والمذاهب والأكثريات والأقليات.. وعدَّ على ذلك، كما لو أننا نعيد قصة ليلة والذئب .. والحرب التي لا تنتهي.. كما لو أنها حرب امرأة ورجل.. صرنا محاطين بكمية هائلة من الخداع، والمثاليات والشعارات الرنانة من الطرفين. فأصبح مظهرنا أكثرَ أهميةً من جوهرنا، والغباء أكثرَ جاذبية من الذكاء، والوضاعة أكثر تأثيرًا من العلم والشرف وعزة النفس والكرامة والإباء.

 

لكرامة الجنوبيات تحية للبقاعيات ووجههن كبدر وادي التيم يطل من مشغرة - يظلل سحمر، لكرامة الفلسطينيات تحية، للغزاويات تحية.. للسوريات والعراقيات واليمنيات.. لـ "تيتو بتول" في أثيوبيا وهي تحرر بلادها من الاحتلال الإيطالي.. لـ "داهومى أمازوم".. وأثر أحفاد الأمازونيات في مملكة داهومي القديمة (بنين حاليًا) واللواتي شكلن الجيش الوحيد من النساء في العالم.. وعلَّمن أحفادهن الدفاع عن النفس.

 

للمحاربة "أدبا"، والسياسية جيزيل رابيساهلا.. لـ "وانجاري ماثاي " Wangari Maathai"، لصوت "ميريام ماكيبا"/ ماما أفريقيا.. في الجنوب، للرئيسة جونسون، والدبلوماسية نزينجا مباندي.. لـ "سيزاريا إيفورا".. التي صعدت المسرح لتلقي جائزة جرامي الموسيقية حافية القدمين تضامنًا مع المشردين والنساء والأطفال الفقراء فى بلدتها كاب فيردي. للفقيرات، للحافيات، للمشردات، للقبيحات وإن كنتن جميعكن قُوقَحَان.. ولكن خطر على بال رجل يومًا أن يقيس جمالكن ولكن نسي أن يقيس جماله!.

 

أنتن مقياس جمالكن، وأنتن مقياس قدراتكن، وذكائكن وقوتكن وعاطفتكن.. ولم تكن عاطفتكن، معيار ضعف .. بل كانت الدافع والمحرك والمؤثر في الوجود الصغير والكبير.. أنتن صوتكن؟

 

أين صوتك؟ لتسأل كل منا أين صوتها وتجيب فنحن لسن بحاجة اعتراف، نحن اللواتي نمنح العالم الاعتراف حين نلد ونطلق أول طلقة ونجلب للحياة "روحًا صغيرة".. وصوتًا آخر للعالم سواء كان ذكرًا أو أنثى.. وكما ورد في كتاب باتسي رودنبرج عن صوت المرأة..الصوت الحر لا يُشعَر به في داخلك، إنما يعيش في المحيط خارجك.، لأن الصوت والكلام يخرج منك ويبقى في الفضاء المحيط بك.. فاحرصي على اختيار صوتك جيدًا.. اليوم وغدًا.. وبالطبع، إذا لم تفتح/ تفتحي فمك، فلا يمكن للصوت أن يخرج.